لندن ـ كاتيا حداد
كشف موقع إعلامي بريطاني عما طالب به ابن زعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن بضربات ضد "اليهود" و "الصليبيين" قبل 10 أيام من تفجير "مانشستر" الانتحاري وقال موقع "الغارديان" إن اسم المتحدث وحده يكفي لاهتمام الأجهزة الأمنية في العالم بدعوته. وعلى الرغم من أنه يبلغ من العمر 25 عاما فقط، الا انه كما يقول المحللون يختار كلماته على وجه الاستعجال. إنه حمزة بن لادن، ابن أسامة، المؤسس الراحل وقائد تنظيم "القاعدة".
قبل عشرة ايام من التفجير الذي وقع في "مانشستر" الاسبوع الماضي سمع صوت حمزة على شريط تسجيل صوتي جديد اصدره تنظيم "القاعدة" يدعو لضربات من اتباعه ضد "اليهود" و "الصليبيين" وقال في الشريط الذي استمر 10 دقائق وصدر باللغتين الانجليزية والعربية: "كن مثاليا في اختيارك للأهداف، حتى تضر بأعدائك أكثر". ولم يرَ المحققون أي صلة بين أسوأ هجوم إرهابي في المملكة المتحدة منذ 12 عامًا وتنظيم "القاعدة". وقد أعلن "داعش" في العراق وسورية ان التفجير الذي قام به شاب يبلغ من العمر 23 عاما من أصل ليبي مولود في المملكة المتحدة.
وقد طغى تنظيم "داعش" على تنظيم "القاعدة" في السنوات الأخيرة، لذلك هناك مخاوف من أن يستخدم حمزة بن لادن لقيادة "القاعدة" مجددًا. وقال بروس هوفمان وهو خبير مهتم بالارهاب ومقره الولايات المتحدة ومدير مركز الدراسات الامنية في جامعة "جورجتاون" في واشنطن "من وجهة نظر تنظيم القاعدة فان الوقت الان قد حان بالنسبة لسنه وتولي زمام السلطة".
ويشك آخرون في أن حمزة لديه الخبرة أو القدرة على القيام بهذا الدور. وقال ادريان ليفي، المؤلف المشارك لكتاب صدر مؤخرا عن عائلة بن لادن وتنظيم القاعدة: "يحمل حمزة الاسم. إنه لا يمكن إلا أن يكون رأسا، ويواجه القوات العسكرية والقوى الاستراتيجية الأوسع التي يرأسها آخرون أكثر خبرة، وأكثر ارتباطا وأكثر قدرة ، وبدلا من ذلك، يبدو أن السلطة داخل تنظيم القاعدة تحولت إلى شخصيتين رئيسيتين هما: أبو محمد الجولاني، الذي يقود جماعته في سورية، و"سيف العدل"، البالغ من العمر 55 عامًا، الناجي من الجيل الأول من المسلحين الإسلاميين الذي اتهم بدوره في تفجير السفارات الاميركية في شرق افريقيا عام 1998.
وقال مسؤول غربي طلب عدم الكشف عن هويته ان سيف العدل الذي اعتقل في ايران من عام 2002 وحتى العام الماضي عندما تم الافراج عنه بالسفر الى سورية وصفه "بانها واحد من الاكثر تطرفا وخطرا. تجدر الاشارة الى ان الملف الاعلامى الجديد لحمزة بن لادن الذي اشارت الولايات المتحدة رسميا بانه "ارهابي عالمي" فى وقت سابق من هذا العام يناسب الرجلين. حافظ عادل على الهدوء الشديد. إن نسبه وخبرته كمقاتل غير عادية .... انه مفكر استراتيجي لكنه لا يحب ظهور الجمهور.
ولم يعط الجولاني، الذي أصبح واحدا من أهم الفاعلين في الحرب الأهلية السورية، سوى مقابلات بين الحين والآخر، إلا أنه يعارض وسائل الإعلام. وقد بذل البالغ من العمر 43 عاما جهودا حثيثة لبناء دعم محلي شعبي لمنظمته التي أعيدت تسميتها مؤخرا باسم التحرير الشام بعد أن قطعت صلات مع تنظيم القاعدة ظاهريا. ويعمل كل من الجولاني بشكل وثيق لإقامة وجود دائم لتنظيم القاعدة في سورية. ويعتبر المشروع عنصرا حاسما في محاولة مجموعة العودة إلى طليعة الحركة الجهادية العالمية بعد سنوات من طغت عليها داعش التي انفصلت عن تنظيم القاعدة قبل فترة وجيزة من شن حملة البرق الفتح في العراق وسورية وإعلان "الخلافة" مقرها في بلاد الشام في عام 2014.
وقد عززت قدرة "داعش" على جذب عشرات الآلاف من المجندين، فضلا عن تنظيم وإلهام موجة من الهجمات الدموية في الغرب ومع ذلك، فإن تنظيم "القاعدة" قد حقق تقدما في أفريقيا واليمن، وثبت أنه كان ثابتا في أماكن أخرى. وتدعي كلتا المجموعتين أنهما الوريثتان الحقيقيتان للتفكير الاستراتيجي والإرث في بن لادن وهذا يجعل حمزة، سلاحا قويا في التنافس المرير بين المجموعات.
نشأ في السودان وأفغانستان حيث كان والده في الفترة ما بين عامي 1991 و 2002. وكصبي ومراهق، ظهر مرارا في أشرطة الفيديو الدعائية لتنظيم القاعدة. وكشفت المراسلات التي تم الاستيلاء عليها أن له علاقة وثيقة مع والده، ولكن هناك القليل من الأدلة على أنه كان على استعداد للقيام بدور قيادي. ولم يتخذ اي قرار رسمي حول الخلف قبل قتل اسامة بن لادن على يد القوات الخاصة الاميركية في المنزل في بلدة ابوتاباد الحامية في باكستان حيث كان يعيش منذ عشر سنوات. وقد قتل احد قادة تنظيم القاعدة ابن خالد - خالد بن لادن - في الغارة، بينما قتل الثاني - سعد - في غارة شنتها طائرة بدون طيار في عام 2009.
الزعيم الرسمي للمجموعة منذ وفاة أسامة بن لادن في عام 2011 هو أيمن الظواهري، وهو طبيب أطفال سابق يبلغ من العمر 65 عاما ولديه كاريزما صغيرة. متزوج حمزة، الذي يعتقد أنه مقره حاليا في المناطق الحدودية الغربية المضطربة في باكستان، متزوج وله ثلاثة أطفال: ابن يدعى أسامة وابنة خيرية وطفل جديد. ويعتقد أن الجميع في إيران جاء تدخل حمزة العام الأول قبل عامين تقريبا، مع رسالة صوتية تدعو إلى شن هجمات. وقد اتبعت رسائله اللاحقة تطور التفكير الأوسع بين القادة الراسخين في تنظيم القاعدة، مع التشديد على الوحدة في ما بين الجماعات المتطرفة ولكن التركيز المتزايد على الأعمال الفردية.