أحمد زويل

كشف المستشار الإعلامي للعالم المصري احمد زويل ، شريف فؤاد،  عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة العالم الراحل قبل وفاته في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية أثناء زيارته لنجلته مساء أمس الثلاثاء، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 70 عاما.
وأكد شريف فؤاد أن مؤسسة الرئاسة أبلغت أسرة مدينة زويل بإعداد جنازة عسكرية للعالم الكبير وقد تم الإتفاق على نقل جثمان الفقيد من الولايات المتحدة الى مصر ليصل عبر الخطوط التركية بإسطنبول مساء الأحد المقبل، موضحًا  أن زويل كان بصحة جيدة ولكنه توفى نتيجة إصابته بإلتهاب رئوي حاد أدى إلى نقص في المناعة بسبب مرض سرطان النخاع، الذي تسبب في ضعف المناعة لديه مما جعله يبقى في الولايات المتحدة منذ سبتمبر عام 2014،وهى فترة طويلة ولافتاً الى ان العالم الراحل كان يرتب لزيارة لمصر من منتصف أغسطس الجاري وحتى منتصف سبتمبر المقبل.
وأشار المستشار الإعلامي إلى أن زويل كان يعاني من سرطان النخاع وكان قد أعلن أنه تخطى الفترة الحرجة من مرضه، وأنه يتعافى تدريجيا مع العلاج الذي يخضع له، وقال "تعديت الفترة الحرجة من مرضى، وأنا بحالة جيدة الآن.. أنا فى نهايات مراحل العلاج والنقاهة".

وأعلن اللواء صلاح عزازي، مدير مدينة زويل، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمتابعة إجراءات ومراسم دفن جثمان الدكتور الراحل أحمد زويل، وقال "عزازي" في تصريحات صحافية، إن رئاسة الجمهورية أبلغته بإعداد جنازة عسكرية للدكتور "زويل" فور وصول الجثمان من الولايات المتحدة الأمريكية إلى القاهرة، وأكد "عزازي" أن العالم الراحل أوصى قبل وفاته بضرورة استكمال مشروع مدينة زويل لأنه كان "حلم حياته"، كما أوصى بدفنه في مصر.

ونعى المستشار الإعلامي للعالم المصري احمد زويل ، شريف فؤاد، الدكتور أحمد زويل، والذي وافته المنية، الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ 70 عامًا. وأضاف فؤاد، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هنا العاصمة"، مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سي بي سي"، " أنا في حالة ذهول وحالة  زويل الصحية كانت قد تحسنت مؤخرًا، ونحاول تحقيق أمنيته بالدفن في مصر"، مشيرًا الى أنه لم يعرف حتى الآن سبب الوفاة على وجه الدقة ، ولكن كل ما يعرفه أن أمنية الراحل الأخيرة هي أن يُدفن في مصر، حيث كان كل ما يطمح فيه هو رؤية مصر متقدمة علميًا، وتابع "زويل كان عنده حنين مرضي إلى مصر وكان يحبها بشكل كبير للغاية وكانت في مخيلته حتى لحظاته الأخيرة".

وقدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعازيه إلى أسرة الراحل العظيم وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه، قائلًا "إن مصر فقدت اليوم ابنًا بارًا وعالمًا نابغًا بذل جهودًا دؤوبة لرفع اسمها عاليًا في مختلف المحافل العلمية الدولية، وتوَّجها بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 تقديرًا لأبحاثه في مجال علوم الليزر واكتشاف الفيمتو ثانية. وقد كان الفقيد حريصًا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجاليّ الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر الذين يتخذون من الفقيد الراحل قدوة علميةً عظيمة وقيمة إنسانية راقية؛ فحرصت مصر على تكريمه بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ثم قلادة النيل العظمى التي تُعد أرفع وسام مصري".

وأضاف "سيظل الفقيد رمزًا للعالِم الذي كرس حياته بشرفٍ وأمانة وإخلاص للبحث العلمي، وخيرَ معلمٍ لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه وجميع تلاميذه ومحبيه في مصر والعالم الصبر والسلوان".

ونعت الحكومة المصرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، ببالغ الحزن وعميق الأسى، العالم الدكتور أحمد زويل، داعية الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يمُن بالصبر والسلوان على ذويه وزملائه وتلاميذه في محراب العلم، مشيدة في بيان لها، بالإسهامات التي قدمها العالم الجليل في خدمة العلم والإنسانية، والتي توّجت بنيله جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999، كما ثمنت الجهود التي بذلها الفقيد العظيم في سبيل رفعة بلاده بكل وطنية وإخلاص، من خلال وضع لبنة إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والذي يمثل مشروع مصر القومي للنهضة العلمية، ويهدف لرعاية العقول النابغة، وتهيئة المناخ والإمكانات التي تحفز على الإبداع والابتكار.

ونعى السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، العالم الراحل أحمد زويل، الذى وافته المنية أمس، الثلاثاء، عن عمر يناهز 70 عاما بعد تعرضه لانتكاسة مفاجئة، وقال "فقدنا ليلة أمس أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، إرثه سيستمر، وكان رائدا فى العلم وواحدا من المصريين العظماء"، كما نعت سفارة الولايات المتحدة الأميركية الدكتور أحمد زويل، وعدد من السفارات الأجنبية والعربية وفاة العالم الراحل.

ولد أحمد حسن زويل في 26 شباط/فبراير 1946، في مدينة دمنهور، وهو عالم كيميائي مصري وأميركي الجنسية حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتو ثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وهو أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية.

وفي سن 4 أعوام انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ونشأ وتلقى تعليمه الأساسي. والتحق بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا في الكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

وسافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. ثم عمل باحثًا في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 – 1976). ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أميركا. حصل في 1982 على الجنسية الأميركية. تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح استاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أميركا خلفًا للينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكمياء والثانية في السلام العالمي.

وابتكر زويل نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية جدًا يعرف بالفيمتو ثانية، وهو ما كان السبب في حصوله على جائزة نوبل عام 1999، وتعتبر الفيمتو ثانية نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية، ويعتمد على الليزر، حيث ساعد هذا النظام على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض، حيث تعتبر "الفيمتو سكند" هى وحدة الزمنية التى يمكن التقاط الصورة الواحدة خلالها، وهى جزء واحد من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة، وتعتبر النسبة بين الثانية والفيمتو ثانية هي النسبة بين الثانية و32 مليون سنة.

وتمكن زويل من التوصل لهذا الاكتشاف العلمي من خلال استخدام نبضات الليزر قصيرة المدى وشعاع جزيئي داخل أنبوب مفرغ، مع كاميرا رقمية ذات مواصفات فريدة، والتي يمكنها تصوير حركة الجزئيات عند ولادتها وقبل التحاقها بباقي الجزئيات الأخرى، مما يجعل من السهل التدخل السريع ومفاجئة التفاعلات الكيميائية عند حدوثها باستخدام نبضات الليزر كتليسكوب للمشاهدة ومتابعة عمليات الهدم والبناء في الخلية، الأمر الذي كان بمثابة النواة للعديد من الأبحاث في مجال الطب والفيزياء وأبحاث الفضاء وغيرها، وقد غيرت كيمياء الفيمتو نظريات البشر عن التفاعلات الكيميائية، فباستخدام ثانية الفيمتو أصبح من السهل رؤية تحركات الذرات كما يتم تخيلها، ويستخدم العلماء حول العالم الآن ثانية الفيمتو في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية وتفاعلاتها مع بعضها البعض.

وأعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم الدكتور زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء الفيمتو ثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفيمتو ثانية. وأكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

وكرمته مصر بعدة جوائز، منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك في العام 1995، وقلادة النيل العظمى أعلى وسام مصري، كما  أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعي بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضا جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على قاعة الأوبرا.

وورد اسمه في قائمة الشرف في الولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة، وتضم هذه القائمة اينشتاين وجراهام بل. وفي نيسان/أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالمًا مرموقًا في عدد من المجالات، كما تم تعيينه كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.

ونشر زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا في المجلات العلمية العالمية المتخصصة، كما أصدر عددًا من المؤلفات بالعربية والإنجليزية منها "رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل" و"عصر العلم" في العام 2005، و"الزمن" في العام 2007، و"حوار الحضارات" في العام 2007.

وكان للدكتور أحمد زويل مشاركة فعالة خلال أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام  الرئيس الأسبق حسني مبارك وأسفرت عن العديد من التغيرات الدستورية والحكومية، كما كان أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تشكلت من مجموعة من مفكري مصر لمشاركة شباب الثورة في القرارات المتخذة بشأن تحسين الأوضاع السياسية والقضاء علي رموز الفساد في مصر، كما تبنى مبادرة لإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا من أجل تنفيذ مشروعه القومي بترسيخ قواعد العلم الحديث في مصر، وتطوير المنظومة التعليمية في مصر.