نفتالي بينيت

شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مظاهر الحصار المفروض على محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي، في أعقاب جلسة المجلس الأمني والسياسي المصغر "الكابينت" مساء السبت 2 تموز/ يوليو الجاري لبحث الرد على عملية إطلاق النار جنوب الخليل.

وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أغلقت صباح الأحد 3 من الشهر ذاته بشكل محكم حاجز سعير- النبي يونس ومنعت المواطنين من المرور عبره، بعد أن كانت تسمح لهم بذلك عقب فحص هوياتهم وتفتيش مركباتهم. وشنت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية مزيدا من الاقتحامات والاعتقالات في صفوف المواطنين في الخليل. وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي أن قواته شنت حملة واسعة في منطقة الخليل والقرى المجاورة من بينها الفوار وبني نعيم والبرج وخربة الهجرة. وقال جيش الاحتلال إنه اعتقل ٦ مواطنين بدعوى أنهم مطلوبون من بينهم: لارا ناصر طرايرة (22 عاما) شقيقة الشهيد محمد منفذ عملية الطعن في كريات أربع الخميس الماضي، بعد مداهمة منزلها في بني نعيم.

وقالت مصادر محلية في الخليل إن قوات الاحتلال اعتقلت 5 مواطنين من منطقة الهجرة ومخيم الفوار وهم: الشقيقان سعيد وفضة إسماعيل هديب (47 و45 عاما)، وطارق محمد حسن هديب (32 عاما). واعتقل اللواء المتقاعد خالد محمد المدهون (61 عاما) من منزله في حي تل أرميدة وسط مدينة الخليل. وجدد مصدر مسؤول في الجيش الإسرائيلي تأكيد أن الحصار لا يزال مفروضا على محافظة الخليل مع نشاط عسكري وأمني "دقيق" في محاولة لاعتقال منفذي عملية إطلاق النار على شارع (60) بالقرب من مخيم الفوار جنوب الخليل الجمعة الماضية؛ مما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين بجروح.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الإجراءت العسكرية ستتواصل حتى اعتقال الخلية التي نفذت إطلاق النار جنوب الخليل. مضيفا "نعي أن الإجراءات تؤثر على شريحة من السكان لا صلة لها بالاعتداءات والنشاطات المعادية، لكن وجود الإرهابيين بينهم يضر بمصالح المدنيين ويعرضهم للمضايقات"، حسب تعبيره. ووصل عشرات المستوطنين الأحد 3 تموز/ يوليو الجاري إلى بلدة بني نعيم شرقي مدينة الخليل وأغلقوا المدخل الرئيسي للبلدة، وفقا لما نشرته المواقع العبرية. مشيرة هذه المواقع إلى أن مستوطني "كريات أربع" الذين وصلوا إلى بلدة بني نعيم أغلقوا مدخل البلدة كون الجيش الإسرائيلي لم يغلق المدخل بشكل كامل وفقا لادعائهم، ولم يطبق قرار فرض طوق عسكري كامل على بلدة بني نعيم. وأضافت هذه المواقع أن عددا من المستوطنات أكدن بقاءهن في بلدة بني نعيم وعدم تركها حتى إبعاد عائلة الشهيد محمد طرايرة منفذ عملية الطعن في مستوطنة "كريات أربع" عن البلدة.

واعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين خلال حملة مداهمات في الضفة المحتلة، واعتقلت الشابة لارا ناصر طرايرة من بني نعيم في الخليل، وهي شقيقة الشهيد محمد طرايرة منفذ عملية الطعن في مستوطنة خارصينا الذي قتل مستوطنة وأصاب آخر. واعتقلت المعلمة فضة أهديب من مخيم الفوار قضاء الخليل، والشاب سعيد أهديب من المخيم أيضًا. والشاب طارق أهديب من مخيم الفوار، وهو عنصر في جهاز الشرطة. وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في مدينة القدس تركزت في البلدة القديمة، فقد اعتقلت 10 شبان بينهم صحافي.

وأوضح رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب أن قوات الاحتلال اعتقلت 10 مقدسيين، 9 منهم من القدس القديمة، وهم: الأسير المحرر أحمد غزالة ، والأسير المحرر ليث شلبي، والشاب مأمون حشيم ، والفتى محمد جابر ، ومحمود عبد الغني ونجله أمجد عبد الغني، والشاب شادي سدر، وجهاد سالم؛ كما اعتقلت الصحافي أمجد عرفة بعد اقتحام منزله في حي رأس العامود ببلدة سلوان، علما بأنه استدعي للتحقيق أمس وافرج عنه. وشكلت شرطة الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي وحدة خاصة لتنفيذ اعتقالات في القدس، مقرها القشلة.

في غضون ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد إن ما يسمى بـ"المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر" للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) قرر خلال اجتماعه مساء أمس إقامة مقبرة جديدة لدفن الشهداء الفلسطينيين. يأتي هذا القرار إلى جانب قرارات أخرى اتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، قبيل اجتماع الكابينيت، وبينها إعادة نشر مناقصة لبناء 42 وحدة سكنية في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، وفرض طوق واسع على منطقة الخليل، بادعاء الرد على عملية إطلاق النار التي وقعت يوم الجمعة الماضي؛ وأسفرت عن مقتل أحد قادة المستوطنين. وقرر نتنياهو اختزال مبالغ من أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.

وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي وعضو الكابينيت نفتالي بينيت، للإذاعة العامة الإسرائيلية صباح الأحد إنه تم اتخاذ قرارات مهمة في اجتماع الكابينيت، وأضاف أنه "لا يعقل أن تحتفل عائلات المخربين وتحصل على امتيازات مالية من السلطة الفلسطينية". وفي غالب الأحيان لا يصدر عن الكابينيت بيانا حول مداولاته. ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي درج منذ بداية الهبة الفلسطينية الحالية في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على إعادة جثامين الشهداء من الضفة الغربية، بينما يحتجز جثامين شهداء القدس الشرقية، وذلك على خلفية إصرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان على احتجاز الجثامين، في ما رأى وزير الأمن السابق موشيه يعالون، أن احتجاز الجثامين يزيد من التوتر ولا يهدئ الهبة الشعبية. ويحتجز الاحتلال جثامين الشهداء حتى الآن في ثلاجات إلى حين تسليمها إلى عائلاتهم. لكن القرار الجديد بإقامة مقبرة شهداء جديدة يعني أن الاحتلال لا ينوي إعادة هذه الجثامين في الفترة القريبة المقبلة. وحذرت أجهزة الأمن الإسرائيلية الجيش والشاباك خلال الشهور الماضية من أن احتجاز جثامين الشهداء يؤدي إلى التصعيد وليس التهدئة.