أنجيلا ميركل مع شركائها القدامى

تسعى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل من خلال التوجه إلى شركائها في الائتلاف القدامى، بعد أسبوع من الاضطرابات وعدم الاستقرار، لتشكيل تحالف موسع، على أمل إعادة الاستقرار إلى المشهد السياسي الألماني من خلال رفع احتمالات منح البلاد نفس الحكومة التي قادتها منذ عام 2013.

وابتعدت ميركل، زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، من خلال سعيها إلى الائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، عن حديثها السابق عن انتخابات جديدة محتملة، وبدلًا من ذلك رحبت بفرصة قبول دعوة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، للاجتماع، وتعهدت بالعمل على فتح مفاوضات رسمية للائتلاف في أسرع وقت ممكن، وقالت يوم الاثنين بعد اجتماع لقيادة حزبها: "إننا بحاجة إلى الوصول إلى حالة الاستقرار؛ الذي يتوقعه الناس منا، إننا مستعدون لفتح محادثات مع الديمقراطيين الاشتراكيين"، مؤكدةً أنَّ المحادثات ستجرى "بصدق وبطبيعة الحال بهدف نجاحها".

وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي يساوره القلق من الدخول في تحالفٍ أخر مع المستشارة الألمانية. وكان زعيمهم مارتن شولز قد استبعد مثل هذه الخطوة بعد الانتخابات التي جرت يوم 24 سبتمبر/أيلول والتي أسفرت عن أسوأ وضع لحزبه منذ عام 1933، كما رفض الالتزام بأي شيء أكثر من المناقشات الاستكشافية مع ميركل، التي كان مقررا عقدها يوم الخميس، مشيرا إلى أنَّ حزبه "في وضع صعب" وأنَّه "لا أحد يستطيع أن يقول ما هي نتيجة" المناقشات الأولية.

وواجهت ألمانيا مستوى غير واضح من عدم الاستقرار السياسي في الشهرين الماضيين منذ الانتخابات. وقد فازت سبعة أحزاب – تضم جميع الطيف السياسي - بمقاعد في البرلمان الألماني، مما أدى إلى تعقيد المحادثات لتشكيل حكومة، وجاءت النتائج في وقت صعبٍ للغاية، مع وجود قضايا ملحة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد، التي تتطلب قيادة قوية من برلين، وبالنسبة للمؤسسة السياسية في ألمانيا، فقد كان حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف لأول مرة على المركز الثالث في الانتخابات ودخول البرلمان للمرة الأولى مثيرا للقلق بشكل خاص.

وتعهد الديمقراطيون الاشتراكيون بالعودة إلى هذا الدور، في محاولةٍ لرفع وضعهم السياسي من خلال العمل كقوة تصحيح لحزب المستشارة بدلا من التعاون معهم. وهذا القرار وضع ميركل في محاولة لعمل توازن صعب لتشكيل نوع آخر من التحالف، وقد انهارت محاولتها للانضمام إلى المحافظين وشركائها البافاريين، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر قبل دقائق من منتصف ليلة 18 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما خرج حزب الديمقراطيون الأحرار من المحادثات بعد ثمانية أسابيع من المفاوضات، مشيرًا إلى عدم الثقة المتبادلة ما دفع شتاينماير إلى دعوة جميع الأطراف إلى تذكر مسؤوليتهم تجاه الناخبين.

ولكن العديد من الديمقراطيين الاشتراكيين ما زالوا حذرين من الدخول في تحالف آخر مع المحافظين الذين يلقون عليهم باللوم بسبب نتائج الانتخابات الكارثية التي تظهر بالنسبة لهم. بيد أن حزب ميركل يبدو أكثر تركيزا على محاولة بناء ائتلاف كبير جديد.

وإذا لم تنجح المستشارة في إنشاء ائتلاف كبير، وهو التحالف الذين كان يحكم الفترة 2005-2009 ومرة ​​أخرى منذ عام 2013، فإنَّه مكن لحزب ميركل أن يحاول تشكيل حكومة أقلية، وقد طُرح هذا الخيار من قبل العديد من الديمقراطيين الاشتراكيين، الذين يجادلون بأنه يوفر لحزبهم فرصة أفضل في الحفاظ على استقلالهم، وآفاق الانتخابات، مع المساهمة في استقرار برلين.