المقدسيين يضيئون شجرة عيد الميلاد في قلب القدس

أضاء آلاف المقدسيين، السبت، شجرة عيد الميلاد المجيد، في باب الجديد في قلب القدس القديمة، إيذانًا ببدء الاحتفالات بعيد الميلاد. وتنظم جمعية "بذور الحياة أفضل" المقدسية الاحتفال للعام الخامس على التوالي رغم مضايقات الاحتلال، ومنعه إضاءة الشجرة منذ احتلال القدس عام 1967.

وجابت الفرق الكشفية منطقة باب الجديد وتقدمت رؤساء الكنائس من مختلف الطوائف ومسؤولين فلسطينيين مسيحيين ومسلمين أبرزهم وزير شؤون القدس، ومحافظها عدنان الحسيني ورئيس اللجنة الكنسية الرئاسية حنا عميرة.  وقال وكيل حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، إن إضاءة شجرة الميلاد في القدس دليل على تجذر ووجود المسيحيين في هذه الأراضي المقدسة.  وتابع "آلاف المسيحيين والمسلمين كانوا إلى جانب بعضهم البعض في احتفال أدخل البهجة إلى القدس والمقدسيين التي لطالما كانت حزينة".

وهنأ الأب فلتس الطوائف المسيحية بحلول عيد الميلاد المجيد، الذي يصّر الفلسطينيون على الاحتفال به، رغم الأجواء الحزينة المحيطة بفعل تفشي الإرهاب والتفجيرات الأخيرة في الكنيسة المرقسية في مصر التي أوقعت عشرات الضحايا. وقال طارق أبو غرفة من جمعية بذور الحياة أفضل، إنه يعمل برفقة زملائه في الجمعية منذ 15 عامًا من أجل تحقيق حلم هذا الاحتفال الذي كان الاحتلال يمنعه منذ احتلال القدس، مشددًا على أنه رغم مضايقات الاحتلال والتلويح بمنع إقامة احتفال إضاءة الشجرة، إلا أن إصرار أهالي القدس على إثبات وجودهم يكون أقوى وينجح بتجميع آلاف المواطنين للابتهاج في المدينة المقدسة في العيد المجيد.

وطغت الفرحة على وجوه الأطفال بفعل الفرق المهرجة، وتجول شخصيات بابا نويل التي عملت على ترفيه الأطفال، ضمن الاحتفال الذي استمر نحو ساعتين. وتشهد فلسطين حركة سياحية نشطة عشية أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية. وقال جريس قمصية المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار إن قطاع السياحة في فلسطين شهد في الشهور الثلاثة الأخيرة انتعاشًا ملحوظًا رفع أعداد السياح الذين زاروا البلاد مقارنة بالعام الماضي بنسبة 7%، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الفلسطيني.

وتوقع قمصية أن يصل أعداد السياح الذين سيدخلون فلسطين مع نهاية العام، إلى مليونين و350 ألف سائح مقارنة بالعام الماضي دخل 2.2 مليون سائح. وأرجع قمصية ارتفاع أعداد السياح إلى الهدوء الذي تشهده الضفة الغربية، إضافة إلى حملة الترويج، التي تنفذها الوزارة مع الشركات الخاصة، والتي أعادت طمأنة السياح بالأوضاع في فلسطين. وأكد قميصية جاهزية الفنادق الفلسطينية، لاستقبال السياح في الأعياد، مشيرًا إلى أن طواقم الوزارة، تعمل على مدار الساعة، للإشراف على المرافق السياحة لإظهار المدينة في أبهى صورة مع حلول أعياد الميلاد.

وأوضح قمصية أن نسبة حجوزات الفنادق في بيت لحم مرتفعة جدًا، متوقعًا أن تصل حجوزات ليالي المبيت خلال الأعياد لـ 100%. وتعدّ بيت لحم من أهم المدن السياحية في العالم لما تضمه من أماكن دينية وأثرية وخاصة كنيسة المهد، وتحوي المدينة نحو 50 فندقًا في تصنيفات مختلفة تتسع لآلاف النزلاء. وتتوسط مدينة بيت لحم شجرة ضخمة اختارها موقع "هافينغتون بوست" العالمي من بين أكثر الأشجار إلهامًا وتميزًا حول العالم فيما تكتسي شوارع بأحبال الزينة. وشهد عام 2016 ارتفاعًا بعدد ليالي المبيت في فنادق فلسطين، حيث وصل لحجز مليون ليلة مبيت، وهو مؤشر إيجابي على تحسن الرضا لدى السياح في الفنادق الفلسطينية. وتوقع أن يحضر احتفالات أعياد الميلاد يوم 24 الجاري، نحو 12 ألف سائح إضافة إلى آلاف المواطنين من بيت لحم والداخل.