لندن ـ كاتيا حداد
حذَّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، من تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي ينتقل من ساحة المعركة إلى الإنترنت، تزامنًا مع إصدار زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى طلبًا مشتركًا لعمالقة التكنولوجيا للقضاء على المواقع الإرهابية. وقالت ماي إن تهديد تنظيم "داعش يتطور بدلًا من الاختفاء" وتجب مواجهته.
وأضافت إن "الوحشية" التي ارتكبها التنظيم في مدينة "مانشستر" والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا وجرح 119 آخرين أظهرت ضرورة أن يتخذ العالم إجراءات أكثر صرامة لمواجهة هذا التنظيم.
ودعمت مجموعة الدول السبع دعوة ماي الى مزيد من الضغط على شركات الإنترنت مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر" لاستهداف الرسائل المتطرفة عبر الإنترنت. وسيشمل ذلك تطوير التكنولوجيا التي تحدد تلقائيًا الرسائل التي تحرض على العنف وتزيلها.
وقالت ماي: "لقد اتفقنا على أنَّ تهديد داعش يتطور بدلًا من الاختفاء. وعندما يخسرون في العراق وسورية، يعود المقاتلون الأجانب وينشرون إيديولوجية التنظيم التي تحض على الكراهية عبر الإنترنت. وأضافت: "لا تتخيلوا أن ذلك خطأ، فالمعركة الأن تتحرك من ساحة المعركة إلى الإنترنت. في المملكة المتحدة، نعمل بالفعل مع شركات وسائل الأعلام الاجتماعية لوقف انتشار المواد المتطرفة ودعاية الكراهية التي تزييف عقول الشباب". وأضافت: "إنَّه من الواضح أنَّ الشركات يُمكن أن تقوم بأكثر من ذلك. في الواقع لديهم مسؤولية اجتماعية في تكثيف جهودها لإزالة المحتوى الضار من شبكاتهم. "
وفي حديثها في مؤتمر صحفي عُقد في نهاية اليوم الأول من قمة مجموعة السبع في صقلية في إيطاليا، قالت ماي: "اليوم دعوت القادة إلى بذل المزيد من الجهود. واتفقنا على مجموعة من الخطوات التي يُمكن أن تتخذها مجموعة السبع لتعزيز عملها مع شركات التكنولوجيا في هذه الخطة الحيوية". وتابعت: "نريد من الشركات تطوير أدوات لتحديد وإزالة المواد الضارة تلقائيًا، وعلى وجه الخصوص، أريد أن أرى الإبلاغ عن هذا المحتوى الخسيس للسلطات ومنع المستخدمين الذين ينشرون هذه المواد." وأضافت أن مجموعة السبع ستدعم إقامة منتدى دولي تقوده الصناعة لتطوير وتقاسم أدوات من هذا النوع.
ويُمكن اعتقال الجهاديين البريطانيين الهاربين من الحرب في سورية ومحاكمتهم في بلدان مثل العراق وتركيا بموجب خطط متفق عليها في مجموعة الثماني. وإذا نجحت هذه الخطوة فان ذلك قد يحول دون عودة مئات الإرهابيين البريطانيين الذين يقاتلون في مناطق المعارك.
وفي بيانهم المشترك قال قادة الدول السبع انهم "متحدون في التعبير عن عميق تعاطفنا وتعازينا لأسر ضحايا العمل الإرهابي الوحشي في مانشستر". وأضافوا "أننا ندين بأقوى العبارات الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره".
وقالت ماي إن التحقيق في هجوم مانشستر كان مستمرًا، ولكن الانتحاري سلمان عبيدي العائد من ليبيا "يُسلط الضوء بلا شك على هذا الفضاء غير الخاضع للرقابة إلى حد كبير". وأضافت "يجب أن نضاعف دعمنا لجهود تقودها الأمم المتحدة لجمع كافة الأطراف إلى طاولة المفاوضات والحد من تهديد الإرهاب من تلك المنطقة".
وجاء الإعلان الدولي بعد موافقة رئيسة الوزراء ودونالد ترامب على التعاون بشكل وثيق حول الإرهاب والالتزام باتفاق تجارة حرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.