واشنطن - رولا عيسى
أصرَّت المرشحة الرئاسية الأميركية عن الحزب "الديمقراطي" هيلاري كلينتون على أن إشادة منافسها "الجمهوري" دونالد ترامب الأخيرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعدُّ خطوة "غير وطنية و مهينة " وتثير دهشة الرؤساء السابقين عن الحزب الجمهوري مثل رونالد ريغان وغيرهم.
وكان ترامب قد أثنى بشدة يوم الأربعاء الماضي على بوتين بسبب إحكام سيطرته داخل روسيـا، واصفاً إياه بالقائد والزعيم الذي تفوق على الرئيس باراك أوبامـا. وأوضح المرشح عن الحزب الجمهوري للإنتخابات الرئاسية بأنه لا يفضل طريقة بوتين في تشديد قبضته خلال حكمه، إلا أنه على الأقل يقوم بدور القائد بشكل أكبر من الرئيس الأميركي باراك أوبامـا.
وتأتي مجاملة ترامب للرئيس الروسي خلافاً للنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الأميركية تجاه الدولة التي كانت وعلى مدار عدة سنوات خصماً مباشراً لها. وإدعت كلينتون مراراً بأن سياسة ترامب الخارجية سوف تعود بالنفع على روسيـا أكثر من الولايات المتحدة، مضيفةً خلال لقائها بالصحفيين يوم الإثنين بأن القرصنة إلكترونيـاً على نظام البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية والذي يلقي فيه مسؤولو الإستخبارات باللوم على روسيـا في إشتراكها بالمؤامرة جاء لمساعدة ترامب من أجل الفوز في الإنتخابات.
كما أشارت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة إلى أن تصريحات ترامب الغريبة عند تناوله الحديث عن الرئيس بوتين في اللقاء على شاشة NBC لا تعد فقط غير وطنية ومهينة للمواطنين في الولايات المتحدة، وإنما أيضاً للقائد العام، وهو في الحقيقة أمر مخيف لأنه بذلك سوف يسمح للرئيس الروسي بتحقيق ما يحلو له ثم بعد ذلك يقدم إعتذاره.
وصرح ترامب إلى مات لوير في مقابلة على شاشة NBC بأن بوتين الذي يعاني نظامه من توقيع عقوبات دولية على خلفية التوغل الروسي في أوكرانيـا قد تحدث عنه بشكل رائع، وبالتالي هو يشيد به أيضاً خاصةً وأنه يتمتع بنسبة تأييد تصل إلى 82 بالمائة، فضلاً عن أن نظامه قد طرأ عليه تغييرات في الوقت الحالي.
وبالرغم من أن إشادة منافس هيلاري كلينتون في الإنتخابات بالرئيس بوتين وروسيـا قد شهدت تراجعاً منذ رحيل بول منافورت المدير السابق لحملة ترامب الذي كان لديه علاقات مع النظام الأوكراني الموالي لموسكو، إلا أن الأسئلة المتكررة من مات لوير قد دفعت ترامب إلى تأييد إدعاءاته السابقة بأنه سوف يعمل على توطيد العلاقة مع روسيـا التي أصبحت منافساً أعلى لمصالح الولايات المتحدة في بؤر التوتر المختلفة. ويري ترامب بأن التعاون ضروري من أجل القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وواجه لوير المرشح الجمهوري بسياسات بوتين وقيامه بضم شبه جزيرة القرم وغزو أوكرانيـا، إلى جانب دعمه لإيران، ومحاولاته الدائمة لتقويض نفوذ الولايات المتحدة الأميركية بالمناطق الرئيسية في العالم، فضلاً عن المعلومات الإستخباراتية التي تشير إلى إحتماليه كونه مشتبها به رئيسيا في القرصنة على أجهزة الكمبيوتر للجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي.
ولكن ترامب أوضح بأنه لا أحد يعلم الحقيقة بشأن تورط النظام الروسي في عملية القرصنة، مبدياً إستعداده للحديث عن الأشياء التي قام بها الرئيس أوبامـا خلال فترة توليه رئاسة البيت الأبيض. كما قال بأن الجنرالات العسكرية تحت قيادة الرئيس باراك أوبامـا و هيلاري كلينتون " لم تكن ناجحة " وجرى تهميشها. فهو ينتظر توليه رئاسة البيت الأبيض حتى يطلب من الجنرالات وضع خطة خلال 30 يوماً من أجل القضاء على تنظيم "داعش" التي قال في وقتٍ سابق بأنه يعرف عنها الكثير ما لا يعرفه الجنرالات.
وأبدى ترامب في حديثه الأخير على شاشة NBC إعتراضه التام على الحرب في العراق التي ما كان ينبغي إرسال قوات إليها، وهو ما يأتي مغايراً لوجهة نظره في عام 2002 خلال مقابلة أجراها مع هوارد ستيرن حينما قال إنه كان يفضل غزو العراق. فيما أشار إلى أنه وفي حال أرادت الولايات المتحدة القضاء على تنظيم "داعش"، فسوف يتعين عليها قطع إمدادات النفط عن التنظيم الذي تشكلت قوته وثروته من خلال إستغلال النفط.
وعند إستطلاع رأي كلينتون بشأن الحرب في العراق، فقد أبدت إعتقادها بأنه كان من الخطأ إرسال قوات إلى هناك، مؤكدة على أنها وفي حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، فإنها لن تصدر أوامر للقوات بالذهاب إلي العراق، مع تأكيدها على أنها لن تقوم بإرسال قوات برية إلي سورية.
وسخرت هيلاري كلينتون خلال المؤتمر الصحفي امس الخميس من تصريحات ترامب حول النفط، وأوضحت بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تغزو البلاد وتقوم بعمليات السلب والنهب للنفط، مضيفةً بأن ترامب يفتقر إلى الخبرات العسكرية، وأن حملتها الإنتخابية لم يحدث أن تعرضت من قبل إلى تهديد مثلما يحدث في الإنتخابات الحالية.