لندن ـ سليم كرم
أعلن كبير ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا، أن المحققين حققوا تقدمًا "هائلًا" في التحقيق في تفجير "مانشستر"، وانهم واثقون من اعتقال بعض "اللاعبين الرئيسيين" في ذلك الهجوم الارهابي الذي أودى بحياة أكثر من 22 شخصًا. وقال مساعد المفوض مارك رولي إن الشرطة قامت باعتقالات "كبيرة" و "إنجازات" وتوصلت إلى "جزء كبير من الشبكة" المطلوب البحث عنها لمسؤوليتها عن هذه الفظائع. وقال: "إننا سعداء جدًا لأننا أمسكنا ببعض اللاعبين الرئيسيين الذين نشعر بالقلق تجاههم، لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به".
وكانت الشرطة البريطانية قد شنت حملات تفتيش واعتقالات جديدة في وقت سابق أمس الجمعة، حيث تستعد أجهزة الأمن لمزيد من الهجمات خلال شهر رمضان المبارك الذي بدأ اليوم السبت. وقد دعا تنظيم "داعش" اتباعه إلى التصعيد في "حرب شاملة" على "الكفار" في الغرب، حيث يُمثل يوم السبت بداية فترة 30 يومًا من الصيام في العالم الإسلامي الذي شهد في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية.
وكشفت التحقيقات إن أصغر رجل محتجز في هجوم مانشستر يبلغ من العمر 18 عامًا، بدأت قوات الشرطة عمليات تفتيش في ساعات مبكرة من يوم الجمعة في مدينة مانشستر. واكتشف الضباط الذين شنوا حملة المداهمة في وقت سابق على منزل الإرهابي سلمان عبيدي مصنع قنابل لتجميع المواد الكيميائية المتفجرة وغيرها من المكونات. ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن يكون المهاجم قد بنى أجهزة متفجرة اخرى، قد تكون في أيدي زملائه "الجهاديين".
وتعتقد مصادر أمنية الآن أنه جمع القنبلة بنفسه. لكن كمية المواد في منزله تقود إلى مخاوف من أنه كان بإمكانه بناء أكثر من قنبلة واحدة وتوزيعها على متطرفين آخرين من بريطانيا. وقال مصدر امني لصحيفة "تلغراف" إن "القلق هو إن هناك ما يكفي لبناء قنبلتين أو ثلاث قنابل ولا يُمكننا الحكم على ذلك".
وكشفت الشرطة أن الرجال الثمانية المحتجزين "للاشتباه في ارتكابهم جرائم مخالفة لقانون الإرهاب" في ما يتعلق بارتكاب الهجوم الذي وقع يوم الاثنين والذي اسفر عن مقتل 22 شخصًا بينهم سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 18 و 38 عامًا.
وفي الوقت نفسه، ومع استئناف حملة الانتخابات العامة، اقرَّ وزير الأمن باقتراح جريمي كوربين بان تدخل بريطانيا في العمل العسكري في الخارج له علاقة بهجوم مانشستر يُعد "استدلالًا ملتويًا". وقد استأنفت الشرطة البريطانية "العمل عن كثب" مع السلطات الأميركية حول التحقيق بعد مواجهة متوترة بين الحلفاء حول المخابرات المسربة.
وبعد إن حذرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي من إن النزاع عبر الأطلسي قد يعوق "العلاقة الخاصة" بين المملكة المتحدة وأميركا، يقوم وزير الخارجية الأميركي بأول زيارة رسمية لبريطانيا اليوم السبت.