رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

سَخِرَ رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، من اقتراحات بريطانية إلى بروكسل أن تقدّم بعض المساومات في محادثات "بريكست" كمثال على "روح الدعابة الإنجليزية"، حيث أشار إلى أنّه على تيريزا ماي تقديم المزيد من الأموال إلى الاتحاد الأوروبي لتسوية ما يسمى "بمشروع الطلاق" قبل بدء المباحثات التجارية، وفي الوقت نفسه رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فرادكار، بوقف المرحلة المقبلة من المحادثات ما لم تُقدِّم بريطانيا ضمانًا مكتوبًا بأنَّه لن تكون هناك حدودٌ صعبةٌ على جزيرة إيرلندا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

 وتوجهت ماي إلى بلادها عائدً من قمة الاتحاد الأوروبي في السويد، وأصرّت على أنّ "تقدمًا جيدًا" تحقّق في المحادثات مع توسك وغيره من زعماء الاتحاد الأوروبي، بينما قبلوا بضرورة القيام بالمزيد، بيد أن توسك قال إنَّ الاتحاد الأوروبي أنهى العمل الداخلي اللازم للموافقة على المرحلة التالية من محادثات الانتقال، ولكن هناك حاجة إلى "إحراز مزيد من التقدُّم" من جانب بريطانيا من أجل كسر الجمود.

وأوضح أنَّ المحادثات التجارية التي كانت قد بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد لا تتم الموافقة عليها في اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي المقبل في ديسمبر/كانون الأول الذي سيكون انتكاسة خطيرة لرئيسة الوزراء البريطانية، وقال تاسك في مؤتمرٍ صحفيٍ عقده في مدينة غوتنبرغ إنَّ ماي قد استغرقت أسبوعين لتلبية مطالب الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الحدود الإيرلندية ومشروع قانون خروج بريطانيا النهائي.

 وانتقدَّ الوزير البريطاني المكلف بالبريكست، ديفيد ديفيس، الذي اقترح صباح اليوم أنَّ على الاتحاد الأوروبي القيام بمزيدٍ من المساومة في المحادثات، وردًا على سؤال بشأن تصريحات وزير خارجية بريطانيا، رد السيد توسك قائلا "إنني أقدِّر حقًا روح الفكاهة الإنجليزية للسيد ديفيس، سنكون على استعداد للانتقال إلى المرحلة الثانية بالفعل في ديسمبر/كانون الأول، ولكن من أجل القيام بذلك نحن بحاجة إلى مزيد من التقدُّم من جانب بريطانيا، في الوقت الذي يتم فيه تحقيق تقدمٌ جيدٌ في مجال حقوق المواطنين، فإننا بحاجة إلى مزيد من التقدم في إيرلندا وكذلك التسوية المالية"، وأكّد أنَّه أبلغ ماي أنَّ "هذا التقدم يجب ن يحدث في بداية ديسمبر/كانون الأول على اقصى تقدير"، كما حذَّر من أنَّه "إذا لم يكن هناك تقدم كاف بحلول ذلك الوقت فإنني لن أكون فى وضع يسمح لي باقتراح مبادئ توجيهية جديدة حول الانتقال والعلاقة المستقبلية فى المجلس الأوروبي فى ديسمبر/كانون الأول".

 وألمحت ماي في صباح يوم الجمعة بأنَّ بريطانيا ستدفع أكثر للاتحاد الأوروبي للمغادرة من أجل إجراء محادثات، وقالت "إنَّ المفاوضات مستمرة وتتطلع إلى الذهاب إلى مجلس الاتحاد الأوروبي فى ديسمبر/كانون الأول، كنتُ واضحةً في كلمتي في فلورنسا بأننا سنحترم التزاماتنا لكننا نريد بالطبع المضي قُدمًا معًا في الحديث عن قضايا التجارة والشراكات".