القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
وجد دوق كامبردج، الأمير ويليام، نفسه متورطًا في سياسة الشرق الأوسط، بعدما طلب منه الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين، إيصال رسالة سلام إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. ورحب الرئيس الإسرائيلي بدوق كامبردج، كونه الأمير والقادم لأداء فريضة الحج، وذلك أثناء زيارته الملكية الرسمية الأولى إلى إسرائيل، وفي اجتماع عام أمام وسائل الإعلام العالمية، رد الأمير ويليام على طلب الرئيس، قائلًا "أمل بشدة أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط".
وبدأ ريفلين بحديث مبسط عن كرة القدم وأداء نجم المنتخب البريطاني هاري كين، في كأس العالم، ومن ثم تطرق بحذر إلى الحديث عن التوترات في المنطقة، قائلًا "أعرف أنك ستقابل الرئيس عباس، أود أن تبعث له برسالة سلام، وتخبره أننا نحتاج إلى وقت لنجد سويًا طريقًا لبناء الثقة". وأضاف "لبناء الثقة، تعد الخطوة الأولى هي التفاهم، لوضع نهاية للمأساة بيننا والتي تستمر منذ أكثر من 120 عامًا، باركك الله، وأود أن ترسل تحياتنا وأفضل آمانينا للملكة".
وصفه الرئيس بالأمير والحاج:
ووصف الدوق "بالحاج" موضحًا "أنت تكتب صفحة جديدة في التاريخ، لأنه كان لدينا العديد من الملوك والأمراء الذين أتوا إلى القدس على مر تاريخها، منذ ثلاثة أو أربعة الآلاف سنة، وأنت الأول الذي تأتي إلينا ليس فقط كونك أميرًا ولكن أيضًا حاج، نرحب بك من أعماق قلوبنا".
التقى نتانياهو وزوجته بعد زيارة النصب التذكاري للهولوكوست:
والتقى الدوق الذي تستمر زيارته خمسة أيام إلى الشرق الأوسط، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وزوجته سارة، في زيارة تاريخية إلى إسرائيل، وتحدثوا قليلًا عن كرة القدم أمام الكاميرات. ووقف الأمير لدقائق عدّة أمام الأعلام البريطانية والإسرائيلية، مع نتانياهو الذي اُتهم في الأسبوع الماضي بمزاعم تزوير، ومن ثم اجتمع معه في اجتماع خاص، وظهرت أول صورة للدوق مع سياسي في إسرائيل والأراضي المحتلة، مع نتانياهو، والتي سُتنظر إليها عن قرب من قبل كل الجوانب المنقسمة بعمق في المنطقة.
ووصل الأمير ويليام إلى مقر إقامة رئيس الوزراء بعد زيارته الصباحية إلى النصب التذكاري للهولوكوست "فاد فاشيم"، وألتقط بعض الصور الرسمية ووقع على كتاب الزائر. وظهر الأمير ويليام وهو يتحدث إلى نتانياهو وزوجته سارة، في حديقة المنزل ومن ثم دخلوا إلى المكتب، وتحدثوا عن الحيوانات الأليفة قبل الانتقال للحديث عن كرة القدم.
وظهر الأمير ويليام في صورة أخرى في الأردن، حيث زارها ليوم واحد قبل الذهاب إلى إسرائيل، وكان برفقة الأمير حسين، يشاهدان مباراة كرة القدم بين بريطانيا وبنما. وانضم الدوق، ورئيس الوزراء وزوجته لاحقا إلى حكومته، كما حضر ديفيد كواري، السفير البريطاني لدى إسرائيل، ومارك ريغيف، السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا، لعقد اجتماع خاص.
وفي تبادل للهدايا، أعطى الأمير لرئيس الوزراء قميصًا لنادي ليفربول الإنجليزي، بينما أعطته سارة ألبوم صور تذكارية لمدينة القدس، وأعرب نتانياهو عن آماله في وصول بريطانيا إلى نهائيات كأس العالم. وكرم الدوق ضحايا المحرقة اليهودية، بعدما عرف عن قصة كل فرد، وأبدى احترامه للملايين الذين قتلوا على يد النظام النازي، ومن ثم أخد جولة في النصب التذكاري للمحرقة.
زيارته للأردن وخطته لزيارة يافا:
وفي وقت لاحق، سيزور الأمير ويليام، مدينة يافا، حيث سيلتقي شبابًا يستخدمون كرة القدم للترويج للأعمال الخيرية، والجمع بين الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، في مركز بيريز للسلام. وسيحضر حفلًا لكرة القدم، سيحظى بفرصة لقضاء بعض الوقت مع الأطفال والمراهقين المشاركين في العديد من مشاريعهم، بما في ذلك مشروع يركز على تمكين الفتيات الصغيرات. وفي المساء، سيلقي الدوق كلمة في حفل الاستقبال في مقر إقامة سفير بريطانيا في إسرائيل، دافيد كواري، قبل عودته إلى القدس.
وأثناء زيارته إلى الأردن، زار الأمير مواقع الآثار الرومانية، وكذلك مدينة جرش، والتقط الصور في الأماكن التي كانت عيش فيها زوجته، كيت ميدالتون، حيث عاشت في الأردن حين كانت طفلة. وتوقف وليام، الثاني في ترتيب ولاية العرش، عند المنطقة التي التقطت بها صورة لكيت مع والدها مايكل وشقيقتها بيبا في الثمانينيات.
وألقى مضيفوه من العائلة المالكة الأردنية الضوء على روابط شخصية وسياسية أخرى بين المملكتين وأشاروا كذلك إلى تأثير حقبة الاستعمار البريطاني وهو أمر مازال يثير خلافات شديدة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني الاضطرابات. وتأتي هذه الزيارة بعد 70 عامًا من انسحاب القوات البريطانية من المنطقة تاركة خلفها انقسامات مستمرة حتى اليوم. وركزت الجولة التي قام بها الأمير وليام في الأردن على قضايا أكثر حداثة، لاسيما الحرب التي يشنها الأردن ويدعمها الغرب على متشددي تنظيم "داعش".