واشنطن يوسف مكي
كشف الكاتب الصحفي، إدوارد كلاين في كتابه الجديد "مذنبة للغاية" أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما كان قلقاً بشأن الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية للرئاسة، هيلاري كلينتون، ولذلك عرض عليها اجراء فحوصات طبية سرية في مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني. واشار الكتاب إلى أن كلينتون رفضت العرض لأنها تخشى من معرفة وسائل الاعلام بهذا الأمر، وبالتالي معرفة المشاكل الصحية التي تعاني منها مثل عدم انتظام ضربات القلب وقصور الصمام التاجي وانخفاض ضغط الدم وتشكُّل جلطات الدم التي تهدِّد حياتها.
وتقوم كلينتون باجراء فحوصاتها الطبية السرية في مستشفى لكبار السن في نيويورك، حيث انها تستطيع الدخول من خلال مدخل خاص بعيداً عن الأنظار العامة ووسائل الاعلام. وكان الأطباء قد نصحوا كلينتون بعلاج عدم انتظام ضربات القلب وقصور الصمام التاجي عن طريق الـ"وارفارين" و محضر "البيتا"، ولكن هذه الأدوية لها آثار جانبية تسبب لها النعاس والتعب وانخفاض ضغط الدم ، وهذا ما يؤدي إلى نوبات متكررة من الإغماءات.
واشار كلاين في كتابه إلى المخاوف المتعلقة بالحالة الصحية الخاصة بكلينتون والتي من الممكن أن تجعلها غير لائقة لشغل منصب رئيسة الولايات المتحدة، مؤكداً على عدم امتلاك أي شخص في حملتها للجرأة اللازمة لمناقشة مسألة ما إذا كانت كلينتون لائقة طبياً أم لا.
واضاف كلاين أن وسائل الإعلام الليبرالية اختارت أن تتجاهل هذا الأمر، خصوصاً عندما تم التقاط صورة لكلينتون في فبراير/شباط الماضي تظهر فيها وهي تتلقى المساعدة من رجلين لصعود درج قصير. واوضح الصحفي أنه تم اتهام المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب بنشر شائعات لا أساس لها من الصحة عندما تحدث عن هذا الأمر، كما تم اتهام الصحفيين الذين تجرأوا وكشفوا عن مشاكل كلينتون الصحية بأنهم غير شرفاء وفقدوا مصداقيتهم.
وكانت كلينتون قد عانت خلال العقود الماضية من مشاكل صحية عديدة، حيث أنها اصيبت في عام 1998 بتجلط دموي اثناء مشاركتها في حملة اعادة انتخاب زوجها، بيل كلينتون. ومن بين المشاكل الصحية الأخرى التي عانت منها كلينتون كان كسر في كوعها في عام 2009، وذلك في الوقت الذي كانت فيه وزيرة للخارجية. وكانت المشكلة الصحية الأخطر التي تعرضت لها كلينتون هي اصابتها بارتجاج في المخ بسبب الجفاف، وهو ما ادى إلى تأجيل تواجدها في الكونغرس من أجل الادلاء بشهادتها بشأن الهجوم الارهابي الذي وقع في بنغازي. وعانت كلينتون من "ازدواج الرؤية" اثناء اصابتها بالارتجاج، وهذا ما أدى إلى ارتدائها حينها نظارات طبية خاصة ذات عدسات "فرينل".
وكان بيل كلينتون قد قال في عام 2014 أن زوجته احتاجت الى 6 أشهر من أجل التعافي من الارتجاج الذي اصيبت به، موكداً انه كان "ارتجاج فظيعاً". كما عانت المرشحة الديمقراطية من مرض الغدة الدرقية بالاضافة إلى مشاكل في القلب، وهو الأمر الذي ساهم على الأرجح في اصابتها بنوبات إغماء حيث أشار الفحوصات أن ضربات القلب والصمامات لم يكونا في حالة طبيعية.
وكتب كلاين: "الرئاسة هي المهمة الأكثر إرهاقاً في العالم، والحالة الجسدية للأولئك الذين يطمحون إلى الفوز بهذا المنصب أمراً ذو أهمية حيوية. في كتابي، "غير المحبوبة: المشكلة مع هيلاري"، خصصت خمس صفحات من أجل الكشف عن حالة هيلاري الصحية. كنت أول صحفي يكشف عن هذا الأمر المهم للغاية". وبعد ثلاثة أشهر من اعلان كلينتون نيتها خوض الانتخابات الرئاسية، نشرت طبيبتها الخاصة، ليزا بارداك رسالة من صفحتين تقول فيها بأن كلينتون في حالة صحية ممتازة وأنها مؤهلة جسدياً لشغل هذا المنصب.
وقالت بارداك: "إنها لا تدخن ولكنها تشرب الكحول في بعض الأحيان. إنها لا تستخدم المخدرات غير المشروعة أو منتجات التبغ. إنها تقوم باتباع نظام غذائي غني بالبروتين والخضار والفواكه. انها تمارس الرياضة بانتظام، بما في ذلك اليوغا والسباحة والمشي وتدريب الأثقال"
ولكن وفقاً للمقابلات التي أجراها كلاين مع عدد من أصدقاء كلينتون المقربين، فإن المرشحة الديمقراطية تشرب النبيذ أو البيرة كل يوم ولا تمارس اليوغا. كما اضاف أن كلينتون ليس لديها مدرب شخصي من أجل القيام بتدريب الاثقال، مشيراً إلى انها تمشي فقط في احدى الحدائق القريبة من منزلها في واشنطن.
واوضح كلاين أن كلينتون لا تزال تعاني من العديد من المشاكل الصحية المزعجة مثل الصداع والإرهاق والأرق واهتزاز يديها. وكانت الحالة الصحية لكلينتون أصبحت مثار شك خلال الشهر الماضي وذلك بعد أن تدهورت حالتها الصحية اثناء مشاركتها مراسم إحياء الذكرى الـ15 لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في نيويورك، وهو ما ادى الى مغادرتها الحدث في احدى السيارات. وأعلن فريق حملتها حينها اصابة المرشحة الرئاسية بالالتهاب الرئوي، مشيرين أن كلينتون كانت تعاني من السعال قبل المراسم بيومين.
وكشف كلاين عن أن أسوأ مخاوف بيل كلينتون هو أن تتعرض هيلاري للاغماء في لحظة حاسمة من حملتها، وهو ما يجعلها تكشف حقيقة حالتها الصحية. وقال احد المصادر لكلاين: "إنها لم تعد قادرة على تحمل أعمال حملتها التي تستغرق ثماني عشرة ساعة يومياً."