قوات النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت

نجحت قوات النخبة الحضرمية، في ساحل حضرموت، في السيطرة على كامل مديرية دوعن في هضبة حضرموت، فجر الثلاثاء، في عملية عسكرية نوعية، اضطرت تنظيم "القاعدة"، الذي كان يسيطر بشكل جزئي على المديرية وينتشر فيها، إلى الانسحاب بشكل كامل إلى الجبال، وأفادت مصادر محلية بأن قوات عسكرية ضخمة تابعة للنخبة الحضرمية، دخلت إلى وادي دوعن، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، وانتشرت في أرجاء المديرية كافة.

وأضاف المصدر بأن مواجهات مسلحة بين عناصر "القاعدة"، وقوات النخبة الحضرمي، اندلعت فور دخول الأخير إلى دوعن، مشيرًا بأن حجم القوات العسكرية للنخبة، اضطرت مسلحي القاعدة للانسحاب، بينما أوضح مصدر عسكري، بأن العملية، اعتمدت على عنصر المفاجئة ومباغته عناصر القاعدة، مما أدى إرباك العناصر الإرهابية وفقًا لوصفه، مشيرًا بأن حملات عسكرية مدعومة من طيران التحالف، ستنطلق لملاحقة عناصر التنظيم الفارة، في الجبال والهضاب، خلال الأيام المقبلة.

وأعلنت المنطقة العسكرية الثانية في ساحل حضرموت، حالة الطوارئ في مديرية دوعن وحظر التجوال، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً وحتى الخامسة فجرًا، تحسبًا لأي طارئ، كخطوة  أولى لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بالمديرية، ودعت المنطقة العسكرية الثانية،  المواطنين في دوعن، للإبلاغ عن أي حالة اشتباه لعناصر "القاعدة"، أو سيارات تابعة للتنظيم، مع الاحتفاظ بسرية المعلومات وهوية الشخص المبلّغ.

ووفقًا لشهود عيان، فإنه قبل دخول قوات النخبة لدوعن بأيام، كانت الأطقم المسلحة التابعة للقاعدة، منتشرة في شوارع المديرية، وتتجول بشكل يوحي بسيطرة عناصر التنظيم على المديرية، الذي قابله غياب للقوات الحكومية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وتأتي عملية تحرير دوعن بعد تزايد نشاط عناصر القاعدة بالمديرية، واستهدافها لمراكز أمنية ونقاط عسكرية، كان أخرها هجوم عناصر التنظيم على نقطة للحزام القبلي التابع للنخبة والمرابط بهضبة حضرموت، في الأول من مارس/آذار الماضي، والتي راح ضحيتها 4 من جنود النخبة، المنتميين لقبائل سيبان، أحد أكبر قبائل حضرموت، مما دعى مشايخ ومقادمة معظم القبائل الحضرمية، لعقد لقاء بهذا الخصوص، وأصدرت خلاله بيان، ودعى لإعداد وثيقة والتوقيع عليها، من قبل جميع القبائل الحضرمية لصون دماء أبناء حضرموت وملاحقة العناصر الإرهابية، وتأييد دعوات السلطة المحلية في المحافظة والنخبة الحضرمية، في تصعيد حملاتها العسكرية ضد عناصر التنظيم .

وعاود بعدها التنظيم تنفيذ هجمات عدة، على مراكز الشرطة بالمديرية في 17 مارس/آذار، في حين نسفت عناصره مباني مهجورة للشرطة في منطقتي صيف والضليعة، بعد أن تركها أفراد الشرطة، بناءً على توجيهات الأجهزة الأمنية بالمديرية، وأقرّت تغيير مواقع مراكز الشرطة، من المناطق التي ينتشر فيها عناصر التنظيم.

وتعتبر مديرية دوعن في السابق ، تابعة عسكريًا لقوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وتخضع إداريًا لساحل حضرموت، إلا ان عجز قوات المنطقة العسكرية الأولى عن فرض الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر المسلحة في وادي حضرموت، الذي تنشط فيه هذه العناصر، منح فرصة لقوات النخبة الحضرمية، بالتقدم إتجاة وادي دوعن ونشر قواتها فيه، منذ الفترة التي تلت تحرير هذه القوات للساحل، وتشكيلها لما يعرف بالحزام القبلي، الذي كان إلى قبل تحرير المديرية، يُعدّ فاصلاً بين المناطق التابعة لحماية النخبة في دوعن، عن تلك الخاضعة لسيطرة المنطقة الأولى والعناصر المسلحة.

وتعدّ سيطرة قوات النخبة الحضرمية على مديرية دوعن، الإنجاز العسكري الأهم للنخبة الحضرمية، منذ تحريرها عاصمة المحافظة "المكلا"، وعموم المناطق الساحلية في حضرموت من تنظيم القاعدة،  في 24 أبريل/نيسان 2016، الذي سيطر عليها لمدة عام كامل،  ونجحت في فرض الأمن والإستقرار في هذه المناطق بعد التحرير، مما أدى إلى نمو في الحركة التجارية والاستثمارية، وتحسن ملحوظ في الخدمات.

وكان محافظ حضرموت اللواء الركن "أحمد سعيد بن بريك"، قد أعطى وعدًا خلال إعلان البيان الختامي لـ"مؤتمر حضرموت الجامع"، الذي اختتم بالتزامن مع احتفالات ساحل حضرموت بالذكرى الأولى على تحريره من القاعدة، بحسم وضع وادي حضرموت عسكريًا الذي يخضع لقوات المنطقة العسكرية الأولى، الموالية لنائب الرئيس علي محسن الأحمر، والتي نتمنى جميع جنودها لمناطق شمالية.

وخرج مؤتمر حضرموت الجامع، بقرارات وتوصيات عدة، إلى جانب إعلان المحافظة إقليميًا مستقلاً، من بينها إنشاء منطقة عسكرية واحدة في ساحل ووادي حضرموت، تتكون من قيادة وجنود ينتمون للمحافظة نفسها، في إشارة للمطالبة بإلغاء المنطقة العسكرية الأولى، وإحلال مكانها قوات النخبة الحضرمية، التي ينتمي كل أفرادها من حضرموت.