عودة العلاقات بين واشنطن وموسكو

لفت أحد الدبلوماسيين البريطانيين البارزين والذي له خبرة عشرات الأعوام في التعامل مع رؤساء الولايات المتحدة، إلى أن بريطانيا غاضبة من القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في منتصف يوليو/ تموز المقبل، موضحًا أن غضب لندن ليس فقط بسبب العشوائية غير المتوقعة داخل المكتب البيضاوي، ولكن أيضًا من عدم اكتراث ترامب بمصالح وروابط حلفائه في بريطانيا، قائلًا "يقول الناس إن قوة ترامب تأتي من طريقة تفكيره المختلفة أي خارج الصندوق، ولكن هذا ليس صحيحًا، لأنه لا يعرف حتى ما هو الصندوق.".

عداوة بين بريطانيا وبوتين

وأصبح الغضب البريطاني أكثر حدة بسبب قمة الناتو التي ستعقد أيضًا في الشهر المقبل، في الفترة من 11-12 يوليو/ تموز، والتي سيتبعها اجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في يومي 13-14، ومن ثم قمة مع بوتين في هيلنسكي، بولندا، في يوم 16 من الشهر ذاته، وستكون ختام جولته الأوروبية.

 

ولا تزال بريطانيا رسميًا مرتاحة للقمة بين الرئيسين، قائلة إن القمة بينهما تعد طبيعية إلى حد ما، ولكن إمكانية عودة العلاقات بين روسيا وترامب، يجعل الغضب البريطاني يتأجج، فبحسب الظروف، تعد المملكة المتحدة القوة الغربية الأكثر عداءً لبوتين، وربما ستجد موقفها أسوأ بعد القمة.

واستخدمت ماي نفوذها لحث زملائها قادة الاتحاد الأوروبي على مواصلة فرض العقوبات على روسيا؛ لضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، وفي حديثه في كوبنهاغن، يوم الأربعاء، أشار وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى استمرار العدوان الروسي على أنحاء أوكرانيا، وحملتها المتواصلة في التضليل.

بريطانيا تزيد من قوة الناتو

وتواصل المملكة المتحدة داخل حلف الناتو مكافحة العدوان الروسي على الحدود الأوروبية، حيث أرسلت 800 من قواتها إلى إستونيا، وتواصل المخابرات البريطانية بطريقة رسمية وغير رسمية، متابعة التفاصيل حول محاولة روسيا التدخل في الانتخابات الغربية، بما في ذلك، الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، وبشكل عام، تصر المملكة المتحدة، في الاجتماع المرتقب مع مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتن، يوم الإثنين، في لندن، على أن ترامب ليس على وشك الضغط لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا في مقابل ترك المملكة المتحدة مٌترنحة.

وأكد مسؤولون بريطانيون أنهم سعداء بأجندة حلف الناتو، والتي تتضمن دعم القوات في شرق أوروبا؛ لمواجهة العدوان الروسي، وإصلاح هيكل التحالف العسكري، لمواجهة التهديد الروسي في أقصى الشمال.

وتعرف بريطانيا أن ترامب سيحتج على كل هذه القوة العسكرية في أوروبا، ولكن الخوف من أن قمة ترامب- بوتين، ستثير الغرور لديه بجانب قمته السابقة مع الرئيس الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، فربما يقوم ببعض التصرفات التي ستغضب أوروبا.

وأثار ما فعله ترامب في قمة السبع الاقتصادية في كندا غضب الدبلوماسيين، وجعلهم في صدمة تؤكد لهم أن ترامب يمكن أن يفعل ما هو غير متوقع، ربما يقترب من بوتين بشأن سورية، ونزع السلاح، وغيرها من القضايا التي تقلق أوروبا، فلا أحد يعرف ماذا ينوي الرئيس الأميركي، ولكن النصيحة البريطانية لنظرائها الأوروبيين هي محاولة تقسيم كل قضية على حدا، والاستفادة من كل منها، بدلًا من بناء سرد شامل بأن العلاقات الأوروبية الأميركية تنهار.