الرئيس الأفغاني أشرف غني

أقال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، محافظ مقاطعة بلخ، عطا محمد نور، والمعروف بقوته، الإثنين، بعدما ظل في منصبه لمدة 13 عامًا وجمع ثروة كبيرة وسط فشل محاولات سابقة للإطاحة به، وأثارت إقالته مخاوف من ضغوط سياسية إضافية على السيد غني، ومزيد من التلاشي للحكومة الائتلافية في كابول، وبالفعل تعرض الرئيس لضغوط لعجز حكومته عن إجراء انتخابات والتي تأخرت طويلاً.

ويعدّ السيد نور أحد قادة الحزب السياسي الإسلامي الذي يضم نصف مقاعد الحكومة الائتلافية "جماعة"، وأدان الحزب في بيان قرار السيد غني، واصفا إياه بالمتسرع وغير المسؤول وضد الاستقرار والأمن في أفغانستان.

وقال البيان إن الحزب سيرد بعد عودة قائده ووزير الخارجية صلاح الدين رباني من الرحلة الرسمية إلى أوروبا، للتعامل مع أزمة البلاد، وأكد الكثير من أعضاء الحزب أن الحزب يمكن أن يختار الحكومة الجديدة بأكملها، إلا أن القيام بذلك قد يكون معقدا جدا إذا لم يوافق كافة الأعضاء على رحيل السيد نور.

وبعد أسابيع من الشائعات حول مصير السيد نور، قال بيان صدر في وقت مبكر من، الإثنين من مكتب الرئيس إن السيد غني "قبل استقالة السيد نور"، وأضاف البيان أن محمد داود، عضو سابق في محافظة بلخ، وعضو في حزب جماعة وخدم عسكريًا ومدنيًا في البلاد، وعاش في أوروبا لعدة سنوات، سوف يتولى منصب محافظ المقاطعة، وفي الوقت نفسه نفى مساعدو السيد نور استقالته، وقالوا إن الرئيس استخدم استقالة غير مؤرخة، كان قدمها السيد نور في بادرة لبناء الثقة كجزء من صقة أوسع نطاقا لتعيين قائمة طويلة من المسؤولين بالحزب للمناصب العليا الإدارية.

ويعدّ السيد نور، 54 عامًا، جزءً من جيل أمراء الحرب السابقين الذين رأوا ثراواتهم الإقليمية تتقلب على مدى العقد الماضي، وبعضهم يتم تهميشهم أو التحقوا بوظائف أخرى في كابول كوسيلة لإبعادهم من قواعد سلطاتهم، ولكن نور تمكن من الحفاظ على قبضته القوية في بلخ، من خلال الرعاية وتقديم مشاريع البنية التحتسة، وتحسين الأمن، في حين عانت المناطق المجاورة من عنف حركة طالبان، حتى أن الحلفاء الغربيين غضوا الطرف عن تاريخ انتهاكات حقوق الإنسان الموجهة للسيد نور، لأنهم نظروا إليه كونه مركزا للقوة.

وفي هذا السياق، قال شجاع الدين شوغا، عضو مجلس محافظة بلخ، إن السكان قلقون الآن من المحافظ الجديد حيث ربما لن يكون لديه القدرة على توفير الأمن في بيئة صعبة.

ويتمتع المحافظ الجديد بعلاقات جيدة مع جماعات اللصوص والميلشيات، ويقول السيد شوغا " يمكنه التفاهم معهم، ولن يقفوا ضده"، ولفت السيد غني منذ فترة إلى عدم إعجابه بالسيد نور، والذي غالبا ما ينحاز إلى خصومه الأقوياء، وخلال الحملة الرئاسية في 2014، كرر السيد غني كثيرا وصفه السيد نور بأحد رموز الفساد الأقوياء، وبحاجة إلى أن تتخذ الحكومة المركزية الإجراءات معه، بيد أن الانتخابات دخلت في طريق مسدود بعد عمليات الغش والاحتيال واسعة النطاق، وقاد السيد غني التحالف مع منافسة عبد الله عبد الله، الذي أيده السيد نور، والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي، مما يجعل له الحق في نصف التعيينات.

ويقول مساعدو السيد غني إنه كان على السيد نور الرحيل، لأن استمراره يعني عدم احترامه للحكومة المركزية، وكانت هناك تقارير هذا العام، ننفيد بأن الحكومة المركزية بالفعل جمدت بعض الأصول المالية للسيد نور، وفي الشهر الماضي، كان يحاول السيد نور حضور تجمع من الشخصيات المعارضة في جنوب أفغانستان، وأفادت الأنبااء أن الحكومة المركزية منعت طائرته من الطيران.