قضية المسجد الأقصي

كشف كتاب "The Looming Tower" للورانس ورايت، تفاصيل صعود تنظيم "القاعدة"، وأشار إلى أنّ أسامة بن لادن، كان يبلغ من العمر 14 سنة، حين لاحظت والدته أنه توقف عن مشاهدة برامجه الغربية المفضلة، ووجدت أنه وجه انتباهه إلى تقارير الأخبار عن فلسطين، وكانت دموعه تذرف على وجهه أثناء مشاهدة التلفاز في منزله في المملكة العربية السعودية، وقالت والدة بن لادن إنّه "كان طفلا لطيفا في سن المراهقة، ولكنه ركّز كثيرًا وكان حزينًا ومحبطًا بسبب الوضع في فلسطين".

وتعتبر قضية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية من بين الموضوعات التي تستفز الجهادين وتدفعهم لنشر روايات عن ضحايا المسلمين لجذب مزيد من المعجبين لإطار عملهم، ولذلك لم يكن غريبا أن تنظيم "القاعدة"، الرد بعنف على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أدانه القادة العرب، وأغضب قرار ترامب أيضا قادة "طالبان" و"حماس" والجماعات الشيعية، ولكن الرد الغريب كان من قبل تنظيم "داعش" المتطرف، والذي انتظر حتى يوم الجمعة لينشر افتتاحية في مجلته الإسبوعية، ينتقد فيها الجماعات الجهادية الأخرى والقادة العرب، حيث أكد أن تصريحاتهم نفاقية وتخدم الذات.

وكتب الباحث المستقل، رافييل غلوك، على تويتر "كيف رد "داعش" على الإعلان الأميركي بنقل السفارة إلى القدس؟ غضب؟ لا؟ دعى للجهاد؟ ليس حقا، يأخذ داعش طعنة على الإرهاب المتناقس والجماعات المتطرفة المتهمة بتسيس القضية الفلسطينية لتناسب أجنداتهم"، وبدأ مقال "داعش" بالقول "كانت القدس في أيدي اليهود منذ 60 عامًا، والآن فقط يبكي الناس حين أعلن الصليبيون اليوم أنها عاصمتهم، هل هذا البكاء على القضية التي اعتادوا البكاء عليها في كل مرة سيفعل شيئا؟ أم أنها فرصة جديدة لتجار الإيمان والمحتالين لرفع أصواتهم مرة أخرى؟".

ولفت تنظيم "داعش" إلى أن التركيز يجب أن يكون على العمل لهزيمة الدول العربية التي تدعم إسرائيل، والتي أكد أنها تحمي اليهود من ضربات المجاهدين، ولم يثير إعلان البيت الأبيض غضب الجماعة المتطرفة، ولكن غرف الدردشة في تطبيق "تيليغرام" والتابعة إلى أنصار "داعش" نشرت صورا انتقامية، ومن بين الصور حرق للأعلام الأميركية والإسرائيلية، وصورا لمسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى في المدينة القديمة.

ووعد مؤيدو "داعش" بشن الهجمات العنيفة على السفارات الأميركية والإسرائيلية، ومن بين أحد الرسائل، اتهمت الجهاديين بالامبلاة تجاه القضية الفلسطينية، وأكدت أن المسلمين سيستعيدون كرامتهم من خلال العنف فقط، ووصف المتحدث باسم حركة الشباب التابعة إلى تنظيم "القاعدة" في شرق أفريقيا، قرار ترامب بشأن القدس أنه اعتداء على الإسلام، وحث اتباعه على حمل السلاح للانتقام.

وقال تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية وتحديدا اليمن، إنّه "ليس لدى اليهود الحق في حبة من رمل فلسطين والقدس"، وفي سورية قال فرع التنظيم "نؤكد على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، ومن مالي إلى اليمن إلى أفغانستان، سخرت الجماعات المتطرفة من ترامب، وعلى قناته على "تيليغرام"، وصف العضو في تنظيم "القاعدة"، أبو محمد المقدسي، ترامب بالجبان، وحثّ المتطرفين في المستقبل على بذل قصارى جهدهم لمفاجأة ترامب.