الشاحنة التي استخدمت في هجوم برلين

استغل أنصار "داعش" خدمة الرسائل المشفرة، لتبرير حادث الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، وللدعوة إلى مزيد من الهجمات، بعد نصف ساعة فقط من الحادث. ودعا أحد المتعصبين الناطقين بالألمانية أعضاء الجماعة المتطرفة، إلى تكرار عمليات القتل الجماعي، باستخدام التكتيكات التي لا يمكن للعدو أن يوقفها ابدًا.

وتأتي هذه الرسائل بعد نشر بيان، دليل العمليات الإرهابية، الذي صدر قبل عدّة أسابيع فقط من الحادث، والذي حثّ فيه التنظيم أعضاءه من المتطرفين، باستخدام شاحنة في سوق وإلحاق الأذى بالأخرين والتسبب في "حمام دماء". وقال المتطرفون في الصحيفة الخاصة بالتنظيم، إن استخدام مركبة لقتل الناس، تعتبر واحدة من أكثر الوسائل فتكًا في الهجوم، والأكثر نجاحًا في حصاد أكبر عدد من الكفرة. وأضاف الدليل أن قيادة الشاحنة بسرعة عالية له تأثير كبير في تحطيم أجسادهم وسحق رؤوسهم، وأطرافهم تحت عجلات السيارة تاركة وراءها مذبحة.

وجاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة الألمانية، التحقيق في مجازر قلب برلين الليلة الماضية، وتسبب دخول شاحنة في سوق لعيد الميلاد عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة ما يقرب من 50 آخرين.

وذكرت صحيفة "بيلد الألمانية"، أن أحد أتباع "داعش"، استخدم تطبيق تليغرام، ليخبر زملاءه المتطرفين بالقول "لقد ثبت عدة مرات أن العدو لا يمكن أن يوقف هذا النوع من الهجوم. ما عليك سوى وسيلة، سواء كانت شاحنة أو سيارة والكثير من الكفار سيكون تحتك". وأضاف "والله أن صدمة هذه العمليات تبث الرعب في نفوس العدو. الذين سيتردد مرة أخرى في الذهاب إلى أسواق أعياد الميلاد مجددًا، ولم ينس الكفار أبدًا ما حدث، يا أسود الإسلام ". ويأتي هذا الحادث بعد نشر التنظيم أربع صفحات لدليل القتل المرعب في مجلة "رومية" الإرهابية الشهر الماضي. وجاء في المجلة أن تكتيك قيادة الشاحنة والانطلاق نحو حشد، أثبت فعاليته كما حدث في نيس عندما قتل 86 شخصًا بشاحنة في يوم الباستيل.

وقدمت المجلة نصائح للمتطرفين، عن كيفية إلحاق أكبر قدر من إراقة الدماء في صفوف الكفار، بما في ذلك دليل خطوة بخطوة على التخطيط والإعداد للهجوم ونوع السيارة المطلوبة. وقالت الصحيفة أنه لضمان "أقصى درجات الأذى"، في صفوف الأعداء، ينبغي على المتشددين قيادة السيارة، لحصد المزيد من الكفار والمواصلة في سحق رفاتهم.