إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق

تزداد حالة الترقّب مع المرحلة الأخيرة من الانتخابات الداخلية لحركة "حماس"، في فلسطين، والتي ستكشف عن شخصية رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة، خلفًا للرئيس الحالي المنتهية ولايته الثانية والأخيرة، حسب اللائحة الداخلية للحركة، منذ 21 ابريل/نيسان الماضي، خالد مشعل.

ورجحت مصادر فلسطينية، انتخاب خالد مشعل رئيسًا لمجلس شورى الحركة، بينما تنحصر المنافسة على رئاسة المكتب السياسي بين إسماعيل هنية، وموسى أبو مرزوق، ومحمد نزال، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وثيقة مبادئ سياسية عامة جديدة للحركة، ما زالت تثير جدلاً سياسياً وفكرياً واسعاً بسبب قبول "حماس" بدولة فلسطينية على أراضي عام 1967، فيما كشف مشعل؛ أن الوثيقة "تريح الدول الحليفة لحماس وتسّهل عليهم "الحلفاء" حمل قضيتنا إلى كل المنابر والمحافل الدولية"، وأن "الوثيقة تنفي عن المقاومة كل الاتهامات والادعاءات التي تحاول الخلط بين المقاومة والإرهاب".

وأجرت "حماس" الجمعة 5 مايو/ آيار، ورشة عمل داخلية عبر دائرة إلكترونية مغلقة بين كل من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تتواجد قيادة حماس "ما اصطلح عليه قيادة إقليم الخارج في الحركة، ويتواجد رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ونائبه الدكتور موسى أبو مرزوق"، وبين قطاع غزة حيث يتواجد الثقل الحقيقي والوازن لقيادات الحركة السياسية والعسكرية والأمنية، والتي يقف على رأسها الأسير المحرر يحيى السنوار حسب نتائج الانتخابات التي أفرزها إقليم قطاع غزة، وكشف المصدر أنّ "ممثلي حماس عن الضفة الغربية موجودون في الهيئة الانتخابية الأخيرة وسيشاركون، ونحن لنا طرقنا الخاصة في ذلك".

وستجتمع الهيئة الانتخابية كي تنتخب رئيس الحركة تتكون من مجلس الشورى العام، وهو مجلس الشورى المركزي الذي تتمثل فيه أقاليم الحركة الجغرافية بالتساوي، "15 عضوًا عن كل منطقة"، يضاف إليهم رؤساء الهيئات الرقابية "الإدارية والمالية والتنظيمية، ورئيس مجلس القضاء الأعلى في الحركة".

وأوضح المصدر أنّه "في البداية وقبل انتخاب رئيس الحركة من بين أعضاء مجلس الشورى العام، يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً، ثم يتم أولاً، انتخاب رئيس مجلس الشورى العام الجديد ونائبيه، ومن ثم يفتح باب الترشيحات من الآخرين، ونشدد هنا على "من قبل الآخرين"وليس من الشخص نفسه، لموقع رئيس الحركة "التنفيذي"، ومن ثم يتم انتخاب بقية أعضاء المكتب السياسي المركزي الذي يتوزع بالتساوي بين الأقاليم الجغرافية، ليصار بعدها إلى تشكيل القيادة خلال الأيام القليلة التالية كما ويتم توزيع المهام والملفات والمسؤوليات القيادية المختلفة في أول جلسة يعقدها الرئيس المنتخب الجديد مع باقي أعضاء المكتب السياسي.

وأنهت حركة حماس خلال الشهور الماضية، انتخاباتها في كل من أقاليم السجون بإعلان الأسير محمد عرمان قائداً للحركة في السجون، وفي غزة بانتخاب الأسير المحرر والقيادي البارز يحيى السنوار رئيسًا للحركة، فيما ترفض الحركة الإفصاح عن نتائج انتخاباتها في الضفة الغربية، نظراً للظروف الأمنية هناك، وكشفت تحليلات عدة أن إسماعيل هنية "رئيس الحكومة السابق" هو الأقرب لاستلام رئاسة المكتب السياسي، حيث أتى في المركز الثاني بعد مشعل في عدد الأصوات في آخر انتخابات.

وحظيت انتخابات "حماس"، في السنوات الأخيرة باهتمام محلي وإقليمي ودولي، خاصّة بعد نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006، وسيطرتها على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أعوام .