ترمب يقترح خطة لاحتلال قطاع غزة وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط وحماس تندد بالخطة وتعتبرها دعوة للاحتلال والتهجير القسري
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أدانت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي أعلن فيها عن رغبته في السيطرة على قطاع غزة، معتبرةً أن هذه التصريحات تهدف إلى «احتلال» القطاع. وأكدت الحركة أن هذه الخطوة «ستزيد الأمور سوءاً» وستؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة. في بيان أصدرته، قالت حماس إن تصريحات ترمب حول احتلال الولايات المتحدة لغزة وتهجير الشعب الفلسطيني منها هي تصريحات عدائية للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن هذا التصعيد لن يساهم في استقرار المنطقة بل سيؤدي إلى مزيد من التوتر والصراع.

ترمب، الذي كان قد عقد مؤتمراً صحفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة بعد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع نتيجة الحرب، وذلك بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى. كما أضاف ترمب أن هذه الخطة تشمل تطوير غزة اقتصاديًا، وهو ما يتناقض مع السياسات الأمريكية المعروفة التي ظلت مستمرة لعقود في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

في المقابل، صرح موسى أبو مرزوق، أحد قياديي حركة حماس، في وقت لاحق بأن الحركة مستعدة لإجراء محادثات مع إدارة ترمب، مشيرًا إلى أن حماس منفتحة على الحوار مع الإدارة الأمريكية، سواء مع الرئيس الأسبق جو بايدن أو مع ترمب. ورغم ذلك، أوضح أبو مرزوق أن حركة حماس ترى أن وجود واشنطن كطرف رئيسي في الشرق الأوسط يجعل من المحادثات مع الولايات المتحدة ضرورة.

وقد أضاف ترمب أن الولايات المتحدة ستقوم بتفكيك جميع الأسلحة غير المنفجرة في غزة وستكون مسؤولة عن تطهير القطاع من جميع المخاطر، مما يتماشى مع رؤيته لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط». ووفقًا له، فإن قطاع غزة سيكون قادرًا على استيعاب آلاف الوظائف بعد إعادة تأهيله، واصفًا إياه كموقع قد يصبح نموذجًا يُفتخر به في المنطقة.

في سياق متصل، لاقى اقتراح ترمب رفضًا شديدًا من العديد من الشخصيات السياسية والفلسطينية. ففي حين اعتبر البعض أن هذا المقترح ينطوي على نية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، أن الخطة تمثل «طردًا من الأراضي» وتعتبر وصفة لنشر الفوضى والتوتر في المنطقة، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات، وأن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس تنفيذ خطط تهجير قسري.

ومن الجدير بالذكر أن ترمب قد كشف عن خطته المثيرة للجدل دون أن يقدم تفاصيل حول كيفية تنفيذها أو من سيقود الاحتلال طويل الأمد لغزة. وأشار إلى أنه قد تحدث مع قادة المنطقة وأيدوا الفكرة، مشيرًا إلى أن سيطرة الولايات المتحدة على غزة ستؤدي إلى استقرار المنطقة، وأنه يرى في هذه الخطوة حلاً طويلاً ومربحًا للجميع. كما تناول ترمب مسألة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة مثل مصر والأردن، مؤكداً على أن هذه الدول ستكون جزءًا من الحل.

من جانب آخر، أكدت السعودية رفضها التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددة على أنها لن تقيم أي علاقات مع إسرائيل إلا في حال إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

في النهاية، وُصف اقتراح ترمب من قبل بعض المدافعين عن حقوق الإنسان بأنه يشبه التطهير العرقي، في حين يُظهر هذا الاقتراح التباين في سياسات الرئيس الأمريكي الجديد تجاه القضايا الإقليمية مقارنة بما كان عليه الحال في عهده السابق.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترامب يسعى للتوصل إلى صفقة دبلوماسية مع إيران وسط الأوضاع الإقليمية المتوترة

ترامب يؤكد قبيل لقائه مع نتنياهو عدم وجود ضمانات لصمود وقف النار في غزة وحماس تعلن استعدادها لجولة المفاوضات الثانية