تحرك المئات وشغل الميدان الذي يقع فيه مبنى البورصة مع أداء بعضهم التحية النازية

فرّقت شرطة مكافحة الشغب الحشود الغاضبة وسط مدينة بروكسل بخراطيم المياه، في أعقاب خطف 1000 شخص مثير للشغب من اليمين المتطرف مسيرة سلمية من 500 آخرين أقيمت في ساحة البورصة في العاصمة البلجيكية، رفع خلالها المشاركون لافتات تندد بتنظيم داعش، وشوهد المتظاهرون، الذين يطلقون على أنفسهم "ذا نيشن"، يرتدي بعضهم أقنعة على الوجه وهم يؤدون التحية النازية، بعدما أصبحوا متورطين في الصدام مع الجماعات المؤيدة للهجرة.

ووجه أفراد الشرطة خراطيم المياه تجاه بعض هؤلاء الملثمين لإبعادهم عن الميدان مما دفعهم إلى الهتاف بعبارات "هذا هو وطننا"، كما ظهر أفراد من الشرطة في زي مدني يستخدمون الهراوات خلال محاولتهم السيطرة على تلك الحشود. ونظم المواطنون في بلجيكا تجمعًا في التضامن والتحدي، وسط العاصمة بروكسل؛ إحياءً لذكرى ضحايا الهجمات المتطرفة الأسوأ على الإطلاق في البلاد، والتي راح ضحيتها 31 شخصًا، وفي محاولة للسماح للشرطة بتكريس مواردها في تعقب خلية تنظيم داعش التي على صلة بهجمات بروكسل ومذبحة باريس، فقد طلب المسؤولون من المنظمين تأجيل مسيرة الأحد التي تتزامن مع عيد الفصح.

وذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية أن ما يقرب من ألف شخص مثير للشغب يرتدون قمصانًا سوداء وصلوا الميدان، في الوقت الذي قدر فيه آخرون عدد المشاركين بنحو 500 شخص، وسرعان ما اندلعت مشاجرات بين المجموعتين على الرغم من نداءات الشرطة بضرورة التزام الهدوء، كما تعرضت أكاليل الزهور التي تركت في مكان الحادث للدهس.

 وبحسب ما ذكرت "إن بي سي" الإخبارية، فإن المجموعة التي كانت حاضرة لفعاليات المسيرة في الميدان وضمّت مسلمين صاحت بعبارات "نحن جميعًا أبناء المهاجرين والفاشيين هنا غير مرغوب فيهم"، وقد شوهد واحد على الأقل من المتظاهرين لليمين المتطرف وهو يتم اقتياده نحو الحجز، إلا أن التقارير أشارت إلى اعتقال عشرة من مثيري الشغب لليمين المتطرف الذين كانوا يرددون "هذا هو وطننا وتنظيم داعش مشارك فيه".

وأدان رئيس الوزراء، شارل ميشيل، التظاهرات التي اندلعت قائلاً إنه من غير الملائم اعتراض حالة السلم التي سادت في ساحة البورصة، ووصف رئيس بلدية بروكسل، إيفان مايور، الحشود بالأوغاد الذين جاءوا إلى بروكسل من مدنٍ أخرى وعلى الأخص أنتويرب، وقال أحد المتظاهرين إنهم مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم وليست لديهم أيّة علاقة مع السياسة، وإنما وجودهم في المكان من أجل الضحايا وتقديم العزاء، في ما أخبر أندريان ليستون الذي كان حاضرًا في الوقفة الاحتجاجية أن إحياء الذكرى قد تم اعتراضه من قبل مجموعة من حالقي الرؤوس الذين أشاعوا الفوضي في المكان واحتكوا بالمتظاهريين السلميين.

وتجري الشرطة البلجيكية استجواباً لأربعة من المشبه بهم جدد عقب تنفيذ سلسلة من المداهمات في مختلف أنحاء بروكسل والمدن الشمالية من ميكلين ودافيل، والتي أسفرت عن اعتقال تسعة أشخاص، مع إطلاق سراح خمسة منهم بعد خضوعهم للاستجواب، وكان أحد المشتبه بهم ويدعي عبدالرحمن قد وجهت إليه اتهامات في وقتٍ سابق بالتورط مع الجماعة المتطرفة، والذي أصيب بطلقٍ ناري في ساقه من قبل الشرطة في حي مدينة سكاربيك بعدما اشتبهت الشرطة في حمله حقيبة تحتوي على متفجرات، وقد تزامن اعتقاله مع مداهمة جرت في فرنسـا ذكرت خلالها الحكومة أنها تمكنت من إحباط هجوم متطرف كبير.

 وبحسب ما ورد، فإن عبدالرحمن أدين العام 2003 بكونه شريكًا في جريمة اغتيال القائد السياسي والعسكري الأفغاني أحمد شاه مسعود قبلها بعامين، ويأتي ذلك مع اعتقال الشرطة الإيطالية في ساليرنو، الجزائري جمال الدين الوالي، المطلوب من قبل السلطات البلجيكية على خلفية وثائق الهوية المزورة التي استخدمت من قبل المتطرفين المشاركين في هجمات باريس وبروكسل.