الحكومة الفلسطينية

دان مجلس الوزراء الفلسطيني، بشدة الهجمات المتطرفة التي استهدفت أفراد الجيش المصري في سيناء، معربًا عن عميق حزنه وألمه وتضامنه الكامل مع القيادة المصرية والشعب المصري، مؤكدًا الثقة العالية بقدرة المصريين على تجاوز الصعوبات والتحديات، واستعادة مصر لدورها العربي والإقليمي والدولي.

جاء ذلك أثناء الجلسة الأسبوعية التي عقدها الثلاثاء، في رام الله برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، والتي تحدَّث فيها، عن زيارته القدس والمسجد الأقصى، وزيارة القناصل الأوروبيين، محذرًا من خطورة الاعتداءات الأخيرة، ومما تنفذه حكومة الاحتلال المتطرفة من مخططات استيطانية واسعة وما يمارسه جيش الاحتلال من قمع للاحتجاجات السلمية الذين يواصلون مقاومتهم الشعبية في القدس والضفة المحتلة.

وأكد الحمد الله أنَّ هذا التصعيد العدواني الخطير يهدف إلى تحويل الصراع إلى حرب دينية في المنطقة، مشدّدًا على أنَّ القدس خط أحمر، داعيًا الأمتين العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة القدس إلى الوقوف أمام مسؤولياتها للدفاع عن الأقصى المبارك والمدينة المقدسة وتعزيز صمود المقدسيين.

وطالب المؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان المتواصل على الأقصى المبارك ومدينة القدس وعلى عموم أبناء شعبنا في كل المدن والبلدات الفلسطينية، والعمل العاجل والجاد لتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا الفلسطينية ومقدساتنا إلى حين جلاء الاحتلال وتحقيق استقلالنا الوطني.

ووجَّه المجلس التحية إلى المقدسيين وأهالي الضفة الغربية الذين يتصدّون بالمقاومة الشعبية يوميًا للمارسات الاحتلال بحق القدس والمساجد فيها وبحق المواطنين، مرسلًا تحياته إلى الأسرى القابعين في السجون في ضوء صمودهم الأسطوري اتجاه ما يتعرضون له من حملة تنكيل وإجراءات تعسفية بحقهم تهدف إلى النيل من كرامتهم وصمودهم.

وأشار إلى الوضع الصحي الخطير للأسير المضرب عن الطعام  لليوم التاسع والثلاثين على التوالي ضد سياسة الاعتقال الإداري، حيث تم نقله مساء الاثنين إلى مستشفى "برزلاي"، بسبب معاناته من الهزال الشديد وعدم القدرة على الحركة وأعراض مرضية أخرى، وحمل المجلس حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة الأسرى في معتقلات الاحتلال.

 وحذر المجلس من عواقب قرار مصحة السجون الإسرائيلية الذي يوعز إلى جيش الاحتلال باستخدام السلاح عند اقتحام الغرف والتفتيش داخل المعتقلات، وتم اقتحام معتقل نفحة من قبل قوات الاحتلال وهي مدججة بالعتاد والسلاح، ووصف المجلس هذا القرار بأنَّه قرار سياسي إجرامي مع سبق الإصرار بالاعتداء على حياة الأسرى الأبطال.

ودان قرار وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون بالتضييق على العمال الفلسطينيين والإجراءات العنصرية بتقييد سفرهم من وإلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر، واصفًا تصريحات نتنياهو في خطابه أمام الكنيست الاثنين، بأنَّها "تصريحات هزيلة غير مسؤولة فارغة من أي مضمون سياسي" يسعى من خلالها إلى التهرب من استحقاق السلام العادل والاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

وشدّد على أنَّ متطلبات أمن الاحتلال لن تتحقق دون إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والقوة وترسيم الحدود، ودون إنهاء الاحتلال ونهب الأرض والاستيطان والعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودون إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة التي ارتكب فيها نتنياهو ألاف الجرائم وجرائم الحرب والتي يحاول أن يمر منها دون عقاب.

ورحب المجلس بمبادرة الاتحاد الأوروبي ووثيقته "الخطوط الحمراء" الذي يحذر فيها الاحتلال من اتخاذ خطوات تشكل تهديدًا حقيقيًا لتطبيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية في المستقبل، وعزمه مفاوضة الاحتلال بشأن سياساته وخروقاته المنافية لقواعد القانون الدولي.

 كما رحب بتصويت مجلس الشيوخ الأيرلندي الذي أجمع بكامل أعضائه على دعم قيام دولة فلسطين، مؤكداً بأنَّ هذا التصويت هو بمثابة استفتاء على العدالة الإنسانية، ويمثل موقفًا منسجمًا مع التحرك الأوروبي الداعم لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.

وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والأيرلندي، ووجَّه الشكر للشعب الأيرلندي ومجلس الشيوخ وكل من ساهم في إنجاز التصويت، ودعا إلى تبني نفس مشروع القرار في مجلس النواب الذي سيعقد قريباً.\

 وجدَّد المجلس دعوته إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم توجه القيادة الفلسطينية بالعمل على تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.