مئات الآلاف من الفلسطينيين يؤدون ليلة القدر في الأقصى رغم القيود الإسرائيلية

أدى مئات الآلاف من الفلسطينيين شعائر ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك، وأمّ أئمة المسجد المبارك المصلين في صلاتي العشاء والتراويح وسط أجواء إيمانية يسودها الخشوع ويكثر فيها الدعاء، وأدوا بعد ذلك صلاة التهجد وحضور الدروس الدينية والفقهية التي انتشرت في المسجد القبلي والمصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة المشرفة، وفق برنامج أعدته وزارة الأوقاف الإسلامية.

وامتلأت ساحة مسجد قبة الصخرة المشرفة بالنساء بينما انتشر الرجال في أرجاء المسجد القبلي المسقوف والمرواني واللواوين الشمالية والجنوبية وساحة المصلى القبلي، وأشرف على عملية التنظيم والترتيب وعدم اختلاط الصفوف العشرات من لجان النظام والفرق الكشفية الفلسطينية والمتطوعين، بينما أقام الهلال الأحمر الفلسطيني وكذلك الإغاثة الصحية العيادات المتنقلة في صحن قبة الصخرة وبين المسجدين وفي الساحات.

وشهدت ساحات ومصليات الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر وجودًا كبيرًا ومكثفًا للمصلين الذين حضروا من الداخل الفلسطيني والضفة الغربية والقدس ونحو 800 شخص من قطاع غزة، بالرغم من الإجراءات الإسرائيلية التعسفية على الحواجز العسكرية، والانتشار المكثف للشرطة في محيط البلدة القديمة والأقصى.

هذا وانتشر المئات من أفراد الشرطة "الإسرائيلية" وحرس الحدود على أبواب المدينة المقدسة والمسجد الأقصى واعتلى قسم منهم منصات حديدية نصبت على مدخل بابي العمود والساهرة.

وفرضت السلطات "الإسرائيلية" قيودًا على دخول أهالي الضفة إلى القدس، بمنع النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 30عامًا والرجال من هم دون الـ50 عامًا بالدخول إلى المدينة للصلاة في المسجد الأقصى، بينما سمحت لنحو 800 مواطن من قطاع غزة بأداء الصلاة وإحياء ليلة القدر.

كانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أعلنت أنها أنهت كافة استعداداتها لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، ووضعت البرامج والدروس الدينية والوعظ والإرشاد وغيرها.
وأكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن الاستعدادات تمت لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك وأنه رغم القيود والتشديدات التي فرضتها السلطات "الإسرائيلية" في الجمعة الأخيرة على دخول أهالي الضفة الغربية لمدينة القدس، إلا أنه تمكن 250 ألف مصلٍ من الوصول للقدس وأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.

وأضاف: لقد استدعينا جميع حراس الأوقاف من أجل العمل مساء الاثنين الماضي من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الساعة السابعة من صباح الثلاثاء، كذلك لجان النظام والكشافة ومسعفو العيادات الميدانية والمركز الصحي العربي جاهزون لتقديم كل الخدمات الصحية والحرص على سلامة المصلين، وقد طلبنا من متعهد النظافة تكثيف أعداد عمال النظافة للعمل في الساحات ودورات المياه على مدار الساعة.

أما بالنسبة لبرنامج صلاة التراويح وقيام الليل، فقال الشيخ عمر: لقد تعوّد المصلون أن يتم ختم المصحف الشريف في ليلة 27 من رمضان، ولكن هذا الشهر سيتم ختمه في ليلة الـ28 من شهر رمضان، وسيقوم بتلاوة القرآن الكريم أئمة المسجد الأقصى وهم من أندى الأصوات في فلسطين، وهناك أئمة ووعاظ في المصلى المرواني وقبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، من أجل وعظ الناس وإرشادهم وإعطاء الدروس الدينية في هذه الليلة العظيمة.

وأوضح منسق لجان النظام في المسجد الأقصى رضوان عمرو، أن دائرة الأوقاف أنهت استعداداتها الكاملة وأعلنت جاهزيتها وكافة طواقمها العاملة بالأقصى لاستقبال المصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح وإحياء ليلة القدر.

وأشار إلى أن أعدادًا كبيرة من المصلين من الداخل والضفة الغربية بدأوا منذ ساعات الفجر بالتوافد إلى المسجد الأقصى، وهناك من اعتكفوا منذ ليلتين داخل المسجد، مبينًا أن أكثر من 60 ألف وجبة إفطار جاهزة، متوقعًا أن يصل أعداد المصلين بالأقصى لأكثر من 300 ألف مصل من القدس وخارجها، داعيًا بالوقت ذاته الجميع لشد الرحال إلى الأقصى والرباط فيه رغم الإجراءات "الإسرائيلية" والقيود الأمنية على الأبواب وفي المدينة.

في المقابل حولت السلطات "الإسرائيلية" مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها ووحداتها الشرطية في محيط البلدة القديمة، وأغلقت عددًا من الطرقات في البلدة والجزء الشرقي من المدينة، فضلًا عن تسيير عشرات الدوريات العسكرية، ونصب الحواجز في شوارع ومداخل المدينة، ومراقبة مقاطع جدار الفصل.

وذكر أحمد حامد- مركز حافلات البيارق- أن المؤسسة وفرت 200 حافلة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى بمناسبة ليلة القدر، وأن عدد الحافلات هذا العام شهد قفزة نوعية مقارنة بالعام الماضي الذي كانت فيه الحافلات بالعشرات بسبب تضييقات ومنع السلطات "الإسرائيلية" المصلين من دخول الأقصى.

وكانت مؤسسة البيارق قالت في وقت سابق إنها سيّرت نحو 800 حافلة إلى المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان وحتى نهاية الأسبوع الأخير، وتوزعت أوقات الحافلات على صلوات الفجر والجمعة والتراويح.

ومن جهة ثانية، أعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن تجهيز 15 ألف وجبة إفطار للمصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر، وجهّزت 5 آلاف وجبة سحور للشريحة ذاتها.

وأشار مدير المؤسسة المهندس أمير خطيب إلى أن هذه الخطوة تصب في خدمة ضيوف الرحمن وأحباب المسجد الأقصى المبارك، الذين قدِموا لإحياء ليلة القدر في رحابه.

وناشد خطيب الفلسطينيين في القدس والداخل والضفة الرباط الوجود في المسجد الأقصى في كل وقت وحين وعدم اقتصار ذلك على مناسبة بعينها، موضحًا أن ذلك يشكل درعًا بشريًا لحمايته والحفاظ عليه من المخططات الإسرائيلية.

وأشار مدير دائرة المعابر التابعة لوزارة الداخلية في غزة، ماهر أبوصبحة، إلى أن السلطات الإسرائيلية سمحت لـ"800" فلسطيني من سكان قطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن "60" عامًا، بالتوجه إلى مدينة القدس، لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، عبر معبر بيت حانون "إيريز".

كان مدير مكتب التنسيق والارتباط "الإسرائيلي" في غزة، فارس عطيلة، أكد أنه سيسمح لنحو 800 من سكان غزة، إحياء ليلة القدر في القدس، وكذلك في أيام عيد الفطر، إضافة إلى تفعيل برنامج زيارة الأقارب، بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وسمحت السلطات "الإسرائيلية" لبضع مئات من سكان قطاع غزة، بالصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

ويعاني قطاع غزة من حصار مشدد تفرضه إسرائيل منذ 8 أعوام، ولا تسمح سوى لأعداد محدودة من ذوي فئات معينة، كالمرضى والتجار، بالسفر عبر معبر بيت حانون "إيرز".