قوّات الجيش اليمني

واصلت أمس الخميس، قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية ومعها مسلحو المقاومة الشعبية، تمشيط الأحياء المتبقية بيد جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في مدينة عدن، وصدّت محاولة للجماعة عند مدخل المدينة الشرقي لتعزيز عناصرها المحاصرين، فيما وصل إلى عدن وزيرا "الداخلية" و"النقل" ووزير "الداخلية" الأسبق ورئيس جهاز الأمن القومي ونائب رئيس مجلس النواب.

وتواصلت المواجهات في أحياء مدينة تعز ومحيطها وفي الجبهات حول مدينة مأرب في ظل تقدم للمقاومة ورجال القبائل الذين تدعمهم قوات الجيش الموالي للشرعية وتحت غطاء متواصل من طيران قوات التحالف الذي استمرت غاراته أمس في ضرب جيوب الحوثيين في عدن ولحج ومأرب والجوف والمناطق الحدودية في محافظتي حجة وصعدة.

وأكدت مصادر في المقاومة أن قوات الشرعية استطاعت إبعاد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح مسافة 30 كيلومترًا إلى الشمال من عدن، وباتت منطقة المعلا في يد المقاومة بالكامل إلى جانب أجزاء كبيرة من أحياء منطقة كريتر تم التوغل فيها بالمدرعات والآليات التابعة لقوات الجيش الشرعي ورجال المقاومة الشعبية، كما حاولت تعزيزات حوثية رد الهجوم من المدخل الشرقي في منطقة العريش قبل أن تتراجع أمام قوات الشرعية وضربات طيران التحالف العربي.

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الخميس، عن مقتل ضابط برتبة ملازم كان يشارك ضمن قواتها في العمليات العسكرية في اليمن، وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الملازم عبد العزيز سرحان صالح الكعبي "استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها".

وسبق أن أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات الشهر الماضي عن مقتل ضابط صف أثناء حادث تدريب في السعودية، ضمن قواتها المشاركة في عمليات التحالف العربي في اليمن.

ووصل الوفد الحكومي اليمني صباح أمس الخميس إلى عدن قادمًا من الرياض على متن طائرة عسكرية، بناء على أوامر الرئيس عبد ربه منصور هادي، وضم وزير "الداخلية" اللواء عبده الحذيفي ووزير "النقل" بدر باسلمة ونائب وزير "الصحة" ناصر باعوم، إضافة إلى رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي ونائب رئيس البرلمان محمد علي الشدادي،

وتتمثل مهمة الوفد في استعادة العمل في مؤسسات الدولة والسيطرة على الجوانب الأمنية والخدمات والبدء في إصلاح الأضرار التي طالت المؤسسات والبنى التحتية وإعادة تأهيل المطار وشبكات المياه والطاقة بما يشكل أرضية مناسبة لعودة بقية أعضاء الحكومة.

وأفادت مصادر عسكرية في المقاومة بأنه تم توجيه نداءات إلى عناصر الحوثيين المحاصرين في كريتر والمعلا والتواهي للاستسلام وأن عشرات منهم استسلموا، في حين أقدمت القوات الحوثية المرابطة على مداخل عدن الشمالية على قصف مصفاة النفط بقذائف "كاتيوشا" ما أدى إلى اشتعال النار فيها.

وذكر مسؤول في المصفاة لوكالة "فرانس برس" أن الحوثيين أطلقوا صاروخي كاتيوشا سقطا صباح أمس على المصفاة ما أدى إلى اندلاع حريق امتد إلى خزان للوقود، وكانت عملية إطلاق صواريخ مشابهة تسببت الاثنين بحريق كبير في المصفاة، وقصف الطيران أمس منطقة العريش حيث حاولت قوات حوثية قادمة من أبين رد الهجوم وإنقاذ العناصر المحاصرين وسط المدينة.

ووجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وزراء الحكومة اليمنية العائدين، بالاهتمام بتوفير الأمن، وتلبية احتياجات المواطنين العاجلة، مشيرا في خطاب ألقاه أمس الخميس، إلى أن عدن "التي أبهرت الجميع في الداخل والخارج"، ستكون "مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا"، وأضاف "من عدن سنستعيد اليمن، وما تحقق فيها من انتصار إنما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم رافعين الرؤوس والهامات ليبينوا أحلامهم التي قدموا من أجلها التضحيات الجسام".

وهنأ الرئيس هادي اليمنيين بحلول عيد الفطر المبارك، "سائلا الله أن يجعله عيدًا سعيدًا على اليمنيين وفرجًا ومخرجًا مما يعانونه من البلاء والابتلاء"، كما وجه التهنئة إلى قادة دول الخليج لوقفتهم مع اليمن، وقال "نقدم التهنئة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اتخذ قرارًا شجاعًا للوقوف مع الشعب اليمني، وعمل بكل إخلاص، وبذلوا الغالي رخيصًا لإنقاذ اليمن والحيلولة دون تحول اليمن إلى التجارب الفاشلة التي يتبناها الحوثيون وحلفاؤهم بالداخل والخارج".

وأضاف أن "الشعب اليمني قد مل من هذه التجارب الفاشلة، ولن ينسى الشعب اليمني بأجياله المتعاقبة هذه الوقفة الأخوية، كما هو الشكر موصول لدول التحالف العربي والإسلامي الذين يساندون اليمن ويقفون معه في محنته هذه حتى يصل إلى بر الأمان، ليعود كما كان سندًا وعمقًا استراتيجيًا لأشقائه، كما نتوجه بالشكر مجددًا للمجتمع الدولي وجهود مجلس الأمن الرامية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216".

وأشار إلى أن اليمنيين "مروا تحت ظل ظروف قاسية خلال شهر رمضان الكريم، وتعقيدات بالغة بفعل ما ألحقه الانقلابيون المتمردون من ميليشيات الحوثي وصالح من عقاب جماعي دونما مراعاة لحرمة الدماء، أو لعظمة وقدسية شهر الرحمات، بل وحولوا البلاد إلى سجن كبير"، مضيفًا أن "تلك الظروف التي تمر بنا ويحل علينا العيد فيها بما تشهده من قساوة وتعقيدات توجب علينا مزيدًا من التعاون والتكافل وصلة الأرحام، وتعهد المساكين".

 ولفت هادي إلى أن "الممارسات غير الإنسانية من الميليشيات الانقلابية أعاقت أدوار الخيرين الإغاثية والإنسانية تجاه الشعب اليمني المكلوم، واستمرت تلك الميليشيات فقط في أعمالها التدميرية من قتل لليمنيين، وهدم لمساكنهم، ومحاصرة لمدنهم، واستهداف للمنشآت الحيوية، واقتياد الأحرار الشرفاء إلى السجون والمعتقلات".

ونوّه بأن مناسبة العيد "تحل علينا وقد فقدت أغلب البيوت والعوائل في الجنوب والشمال عزيزًا عليها من بين أفرادها بين (شهيد) وجريح ومشرد ومخطوف لدى ميليشيات الإمامة الغاشمة والطامحة بالعودة في اليمن إلى الوراء، مستعينة بأدوات دولة العائلة التي سلمها لها صالح حقدًا وانتقامًا من الشعب اليمني الذي ثار في وجوههم في مراحل عدة من تاريخ شعبنا اليمني المجيد".

وبيّن أن "تلك الميليشيات ارتكبت خيانة وغدر بما توافق عليه اليمنيون في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ثم مخرجات الحوار الوطني"، وأكد هادي أنه قام بتوجيه الحكومة بمضاعفة جهدها لخدمة اليمنيين، وقال "إننا ندرك جيدًا حجم المعاناة الإنسانية والخدمية التي يمر بها أبناء شعبنا في مختلف المحافظات، ونبذل قصارى الجهد لتخفيف تلك المعاناة، ولقد وجهت الحكومة برفع وتيرة العمل لتلبية احتياجات الناس العاجلة في كافة المجالات الخدمية والإغاثية، بما من شأنه تخفيف تلك المعاناة والمأساة، وإننا نتابع ذلك باهتمام بالغ، ونوليه أولية كبيرة".

وحول الانتصارات التي تحققت في عدن قال هادي "إن الصمود الأسطوري البطولي الذي تبديه المقاومة الشعبية ومعها وحدات الجيش الوطني الشجاعة في مواجهة تحالف الشر والغدر والخيانة، حري بالتحية والإكبار والعرفان"، وأضاف "نحيي المقاتلين في عدن الباسلة، وفي تعز، ومأرب، والضالع، ولحج، وأبين، والبيضاء، والحديدة، وفي كل الجبهات والميادين على امتداد ترابنا الطاهر".

وتابع "دعوني أزف إليكم أجمل التهاني وصادق التبريك لما تحقق لكم من نصر عظيم في عدن، عدن التي أبهرت الجميع في الداخل والخارج، سطرته دماؤكم الزكية الطاهرة، وعرق جبينكم، وصلابة سواعدكم، وصبركم، وجلدكم، وها هو اليوم يتحقق ما كنا نقوله سابقًا من أن عدن ستكون مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا، فمن عدن سنستعيد اليمن، وما تحقق فيها من انتصار إنما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم رافعين الرؤوس والهامات ليبينوا أحلامهم التي قدموا من أجلها التضحيات الجسام".

وأكدت مصادر أمنية سعودية، أن وفدًا يمنيًا يضم وزراء وقادة قطاعات أمنية، توجه إلى مدينة عدن، على أن يصل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، تحت حماية سعودية مدربة؛ وذلك لأداء صلاة العيد والاحتفال مع الشعب اليمني بتحرير مدينة عدن من الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأوضح مصدر أمني أن الطائرة السعودية تحركت أمس من مدينة جدة حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، إلى ميناء عصب في إريتريا، بحماية سعودية من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية السعودية، يفوق عدد عناصرها 40 ضابطا وفردا

وكشف وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أمس، عن بدء عودة تدريجية لكل الوزارات اليمنية إلى عدن، معلنًا عن انطلاق عمليات إصلاح وصفها بـ"العاجلة" لمطار عدن؛ وذلك لانطلاق الرحلات الدولية والداخلية من وإلى مطار عدن