لقاء المصالحة الفلسطينية

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنَّ المُصالحة الحقيقية مؤجّلة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، والاحتكام إلى صندوق الاقتراع لفرز قيادة جديدة للشعب الفلسطيني.

وشدّد عباس، خلال لقائه عددًا من الصحافيين المصريين في مقرّ إقامته في القاهرة مساء أمس، الأحد، على إنه لا حديث عن مصالحة حقيقية مع حركة حماس قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، رافضًا الافصاح عما إذا يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية أم لا، إلا أنَّ مصادر فلسطينية رسمية أكدت لـ"لفلسطين اليوم"، أنه تراجع عن قراره السابق بعدم الترشّح للانتخابات الرئاسية، وانه استجابة لضغوط اللجنة المركزية لحركة فتح التي طالبته بالترشح لأيّة انتخابات رئاسية مُقبلة؛ كونه لا يوجد في الحركة من يحظى بالإجماع الذي يحظى به في صفوف الحركة.

وأضافت المصادر أنَّ هناك قرارًا في اللجنة المركزية لـ"فتح" بترشيح عباس للانتخابات الرئاسية المُقبلة، في حال تمّ التوافق على إجرائها مع حماس، وسمحت إسرائيل بمشاركة القدس الشرقية بتلك الانتخابات.

وفيما رفض عباس الإجابة على سؤال حول احتمال ترشّحه للانتخابات الرئاسية مرة أخرى، وشدّد خلال لقائه الصحافيين المصريين في مقرّ إقامته في القاهرة، على إنَّ حكومة الوفاق ذهبت إلى قطاع غزة لتثبت أنها موجودة، "لكن حركة حماس مازالت هي المسيطرة على الوضع الميداني هناك".

وتوقّع الرئيس الفلسطيني عدم إمكانية استئناف العمل العسكري في القطاع مرة أخرى؛ بسبب الدمار الرهيب الذي حدث هناك بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، مضيفًا أنه "لا يوجد مستقبل في بلد أكثر من نصفه مليشيات، وأنَّ هذا الوضع لن يتغير إلا بالانتخابات".

وفيما يتعلق بمؤتمر إعمار غزة، أكد عباس أنه حقّق نجاحًا، وأنَّ الفلسطينيين سعداء بما حقّقه من تبرعات، لكنهم ينتظرون معرفة آليّات دفع هذا المبلغ.

وأوضح أنَّ هذه التبرعات ستُسلّم إلى السلطة الفلسطينية عبر منظمات الأمم المتحدة وليس لأي فصيل بعينه، لافتًا إلى أنَّ السلطة توقّعت الحصول على أربعة مليارات فقط ولم تتصور أنَّ يقفز المبلغ إلى 5.4 مليار دولار.

وأكد عباس إنَّ اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يسفر عن جديد، وإنَّ السلطة ستلجأ إلى مجلس الأمن لتحديد موعد لإنهاء الاحتلال إذا ضمنت 9 أصوات داخل المجلس.

وأضاف: "إذا فشلت كل الجهود سنوقف العلاقات مع إسرائيل وسأؤكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تعال خد السلطة"، لكنني لن أعلن حلّ السلطة وسيتبع ذلك أيضًا طلب انضمام لكل المنظمات التابعة للأمم المتحدة".

واختتم مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة أعماله، مساء أمس الأحد، في القاهرة بالإعلان عن جمع تعهدات مالية بقيمة 5.4 مليار دولار؛ بحيث يتمّ تخصيص نصف المبلغ لصالح إعادة إعمار القطاع.