القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
كشف ضابط إسرائيلي كبير في سلاح المدرعات، النقاب، مساء الأثنين، عن تفاصيل جديدة حول معركة الشجاعية التي دارت رحاها ابتداءًا من ليلة العشرين من تموز/يوليو من العام الماضي خلال العدوان على قطاع غزة.
وذكر قائد كتيبة المدفعية "دركون" غادي درور في معرض حديثه عن تلك الليلة، أن ما جرى في الشجاعية يوازي معركة بنت جبيل الشهيرة جنوب لبنان خلال حرب لبنان الثانية بـ 8 أضعاف.
ولدى سؤاله عن مقارنة تلك المعركة بمعركة بنت جبيل، قال "عشنا "8 بنت جبيلات" في تلك الليلة في الشجاعية، فقد حدث شيء شاذ للغاية في هذه المعركة سواء فيما يتعلق بطبيعة العملية وأيضًا نوعية قذائف المدفعية وكميتها، لقد كانت المقاومة داخل الأنفاق مع بنية تحتية جاهزة أيضًا للدفاع، وكانت تلك عملية واسعة النطاق وكان للدقة والقوة فيها كلمة الفصل".
وأردف درور، أنه "تلقى اتصالًا من صديقه العزيز الضابط في وحدة إسناد المدفعية في لواء جولاني المدعو "شاحر" الساعة الرابعة من فجر ذلك اليوم، وقال له "أخي أنا بحاجة إليك وبحاجة للمدفعية" وعندها فهم درور أن أمرًا كبيرًا قد حصل فركض نحو غرفة التحكم والسيطرة وشاهد ما يدور على أطراف الشجاعية عن قرب".
وأضاف الضابط، "اتصلت على القوات في ساحة المعركة وقالوا لي إنهم يساعدون الجيش داخل منطقة مأهولة ، فقوات شاحر على بعد 150 متر مع مقاتليه، وعلى الجهة اليسرى وعلى بعد 150 متر قوة أخرى تتعرض لنيران كثيفة وفي الوسط تكمن قوة (المقاومين)، وعندها بدأنا بإطلاق القذائف والتي سقطت على بعد أمتار من شاحر فيما تمطرهم قوة من (المقاومين) بصواريخ الكتف" .
وعلّق شاحر على المعركة قائلًا: "هذا الاشتباك أخرجنا من روتين العملية ومن الخطط التي أعددناها، فقد عملت جولاني في الشجاعية وعلى بعد 18 كم منا وأقصى مدى لهذه القذائف هو 20 كم ولذلك فالدقة يجب أن تكون متناهية، كما عملنا مع لواء المظليين في رفح وبطارية أخرى في خانيونس".
وبعد حوالي ساعة، و"القذائف تنهال على الحي وتمر من فوق رؤوس قوات شاحر"، فيما لم يحبذ درور الإشارة إلى أن تلك القذائف هدفت إلى إنقاذ جنود جولاني، مشيرًا إلى إطلاق قواته آلاف القذائف على الحي وعلى مدار 3 أيام في ختام أصعب ثلاثة أيام دراماتيكية من الحرب، على حد تعبيره.
وواصل حديثه قائلًا: "تلقينا التعليمات خلال تلك الفترة بمواصلة إطلاق القذائف لإنقاذ جنود جولاني وكان شعوري سيئًا من هذه العبارة فقد خرجنا لعملية هجومية فما بالنا نتلقى الأوامر بتخليص وإنقاذ جولاني من الليلة الأولى ؟ وعندها بررت لجنودي أننا سنخلص جولاني لإعادة ترتيب أنفسهم من جديد نحو مواصلة المهمة، وفي النهاية لم نخرج جولاني إلى الخارج فقد عمدنا المقاومة بالنار حتى توقفت وأيقنت أن معركتها خاسرة وواصلت جولاني المهمة، صحيح أن المعركة كانت قاسية ولكنها انتهت بهزيمة (المقاومين)".
وشبّه درور معركة الشجاعية بمعارك حرب أكتوبر 1973 وعلّق صورة من اشتباك الشجاعية في مكتبه وإلى جانبها صورة من حرب 73 ، في حين تلقى درور وكتيبته وسام التقدير والتميز على دورهم في الحرب.
واعترف رئيس أركان جيش الاحتلال وعددٌ من كبار قادته أن تصدي كتائب "القسام" والمقاومة لقواته خلال العدوان الأخير (تموز/يوليو وآب/أغسطس 2014) كان قويًا وكبّد الجيش خسائر فادحة.
وأسرت كتائب القسام خلال التصدي لبدايات العملية البرية لجيش الاحتلال في 19 تموز/يوليو 2014 الضابط أرون شاؤول.