غزة – محمد حبيب
يبدي سلاح البحرية الإسرائيلي تخوفات عدة من العمليات النوعية التي من الممكن أن تنفذ من قبل "الكوماندوز" البحري التابع إلى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس على غرار عميلة "زيكيم" الشهيرة التي وقعت خلال العدوان الأخير على غزة صيف العام الماضي.
وعبَّر الاحتلال أكثر من مرة عن خشيته من تسلل "كوماندوز" بحري لحماس إلى عمق المدن الإسرائيلية، عبر شواطئ غزة التي بات يصفها الاحتلال بالمياه الأكثر سخونة، ويقول المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية: "هناك أيامًا صعبة تشهدها الشواطئ الفلسطينية قبالة غزة من إطلاق النار الكثيف، وعمليات المطاردة في عرض البحر المتوسط، والمنطقة المخصصة للصيد في قطاع غزة قد تتحول في أي لحظة إلى منطقة قتال عسكرية".
ووفق تقرير الصحيفة، يدرك الجنود الإسرائيليون أنه في لحظة واحدة قد تتحول مشاهد الصيد إلى كابوس لأنه يمكن لأي سفينة صيد فلسطينية أن تصل أحد حقول الغاز التابعة إلى منطقة عسقلان جنوب إسرائيل، حيث نفذت حماس في 2014 عمليتها الشهيرة "وليس هناك من جدار أمني يمكن أن يوقف المتسللين الفلسطينيين".
ونقلت الصحيفة عن الضابط في سلاح البحرية الإسرائيلي أوفيك أدلشتاين قوله: "نحاول التوضيح للجنود الإسرائيليين أنه خلال دقائق معدودة يمكن للوضع أن ينفجر فجأة حين تقرر سفينة فلسطينية وبدلا أن تصطاد تخرج لتنفيذ عملية مسلحة بحرية، وقال إن مقاتلي حماس البحريين آخذون بالتطور، وإن التقدير الإسرائيلي السائد أنهم سوف يصلون لمناطق أبعد وبصحبة عدد من المسلحين أكثر من السابق.
وأضاف: "نحن مستعدون لسيناريو من هذا النوع، رغم أنه ليس من السهل اكتشاف عناصر الكوماندوز البحري التابع لحماس، لأنها تستثمر الكثير من الإمكانيات لتطوير قدراتها البحرية، ولا يمكن إغلاق البحر بإحكام"، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقا أمنياً ميدانياً بين سلاح البحرية الإسرائيلي ونظيره المصري لمراقبة سواحل غزة.
هذا ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية على موقعها الإلكتروني، الأحد، صورة قالت إنها تلخص حال وواقع شواطئ "زكيم" داخل الأراضي المحتلة عام48، وتظهر الصورة كيف أن الشاطئ مهجور من أي تواجد سكاني، إلى جانب أنه تحول إلى ما يشبه ثكنة عسكرية محاطة بأسلاك شائكة أخفت معالم الشاطئ الطبيعية وحولته إلى حالة "خوف وهلع نفسي"، لم تكن قبل الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.
واعتبر محرر الشؤون العبرية هذه الصورة التي نشرت دون تعليق من الصحيفة، تحمل الكثير من الدلالات النفسية لما يعيشه الكيان الصهيوني وتجمعات المستوطنين المحيطين بغلاف غزة، إلى جانب رسائل إلى أي توقعات مستقبلية، ويشير المحرر العبري إلى أن تمكن كتائب القسام من اقتحام شواطئ زكيم عبر وحدات الكوماندوز البحري حول هذه الشواطئ من مكان آمن في السابق إلى ساحة حرب متوقعة في أي مواجهة مقبلة، وهو ما دفع آلاف الصهاينة للخوف من الاقتراب منها.
أما في القراءة المستقبلية، فيرى محرر الشؤون العبرية، أن هذه الصورة تحمل أيضًا دلالات باستعدادات الاحتلال والخوف من أي مواجهة مقبلة قد يتم خوضها خلال الصيف المقبل، خاصة أن واقع قطاع غزة لا يزال مهيئا للانفجار إذا ما استمر الاحتلال بممارساته المتمثلة بالحصار وخنق القطاع.
وكان موقع "سيخا مكوميت" العبري، نشر بالأمس خبرا حول مطالبة عدد من المستوطنين القاطنين بمغتصبات غلاف غزة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برفع الحصار عن غزة، وقال المستوطنونفي برقية أرسلوها لـبان كي مون، إن الحصار يؤثر عليهم ويبقى حالة التوتر مع غزة مستمرة"، ونقلت القناة الثانية العبرية عن مجموعة المستوطنين التي تطلق على نفسها اسم "صوت واحد"، قولها إنها توجهت للحكومة الإسرائيلية عدة مرات لطلب رفع الحصار وتخفيف التوتر مع غزة، وأضافوا:"رسالتنا لم تجد آذانًا صاغية عند حكومتنا، لذلك لا بد من العمل مع المؤسسات الدولية لتمارس ضغطًا على حكومة نتنياهو من أجل خلق استقرار في الشرق الأوسط".