رام الله - غازي محمد
أثارت تصريحات أمين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، بشأن توقف حوارات المصالحة بين فتح وحماس، استياءً كبيرًا داخل الأخيرة، والتي اعتبرتها صادمة وتهديدًا مباشرًا للجهود التي تبذلها الدوحة من أجل المصالحة وإنهاء الانقسام.
ونفى الرجوب عقد لقاءات أخرى بين فتح وحماس في الدوحة أو غيرها بشأن المصالحة وإنهاء الانقسام، مؤكدًا أن ما يتم تداوله بشأن عقد لقاء جديد في قطر غير صحيح.
وأكد في الوقت ذاته أن فتح تتطلع إلى إنجاز الوحدة بالحوار والاتفاق وإذا فشلت فهناك طرق وقرارات أخرى ستتم مناقشتها في اجتماع للجنة التنفيذية للحركة مطلع آذار/مارس المقبل؛ للخروج بسيناريوهات ستنهي الانقسام بعد التصديق عليها من قِبل اللجنة.
وذكر القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، أن تصريحات الرجوب حول توقف الحوار واللجوء إلى القوة في التعامل مع غزة صادمة، مضيفًا: نخشى أن تكون الموقف الرسمي لحركة فتح، هذه التصريحات تتطلب توضيحًا عاجلاً من حركة فتح، وإذا ما صدقت فإنها تعتبر تفجيرًا لجهود المصالحة وتعكس نوايا خطيرة تجاه النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني.
وأكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، صلاح البردويل، أن تصريحات نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، عن عدم وجود أيّة لقاءات أخرى بين فتح وحماس في الدوحة حول المصالحة، تنسف جهود الدوحة، مبديًّا دهشته، في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، من تصريحاته التي هدَّد فيها باتخاذ فتح قرارات حاسمة لن تسمح من خلالها باستمرار خطف حماس قطاع غزة، وذكره أن من جرى من جلسات في الدوحة لن يؤسِّس لإنجاز مصالحة.
وشدَّد البردويل على خطورة تصريحات الرجوب، مؤكدًا أن على حركة فتح الانتباه لمثل هذه التصريحات، وأنه لو صحت هذه التصريحات وكانت من داخل حركة فتح فإن هذا يعني أنها لن تستمر في جهود المصالحة ونسفت جهود الدوحة وعادت إلى لغة التهديد، مضيفًا "لا أعرف كيف سينهون الانقسام بالقوة، إلا إن عادوا على ظهر دبابة، وهل يعبر الرجوب عن موقع حركة فتح، وإذا صحّ كلام الرجوب فإننا سندخل ضمن مرحة جديدة تصعب تحقيق المصالحة وتصعب الأمور على الشعب الفلسطيني"، لافتًا إلى أن اللقاء المقبل المرتقب بين الحركتين محدد ومعلّق من قِبل حركة فتح، بسبب انشغال رئيس السلطة محمود عباس، وأن حركته حسمت أمرها ووضعت ورقتها وتنتظر الورقة الجديدة من الرئيس للرد عليها.
ومن المقرر أن تعقد حركتا فتح وحماس اجتماعًا مطلع آذار/ مارس المقبل لاستيضاح القرار المناسب بشأن "التصور العملي" الذي خلص إليه اللقاء، الذي عقد في 7-8 شباط/فبراير الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تعهد الطرفان حينها بنقل التصور العملي داخل المؤسسات القيادية للحركتين لاتخاذ القرار المناسب.