الوفد الفتحاوي الحماسي

أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق أنّه لا يوجد خلافات في مباحثات المصالحة الجارية في القاهرة بين وفدي "فتح" و"حماس"، مشيرًا إلى أنَّ الأجواء إيجابية بين الطرفين، وجرى عرض كل النقاط، متوقعًا نتائجًا طيبة الخميس، عقب عقد جلستين إضافيتين.

 

وعن جلسات الأربعاء، كشف أبو مرزوق، في تصريحات صحافية، أنَّ "كل ما جرى إيجابي، واتفق الوفدان على عدم الإدلاء بأيّ تصريحات إعلامية حتى نهاية جلسات الحوار، الخميس، في القاهرة".

 

وكان وفدا حركتي "فتح" و"حماس" قد التقيا في القاهرة، الأربعاء، لمحاولة التغلب على خلافاتهما، وتعزيز موقفهما في المحادثات المقبلة مع إسرائيل في شأن تثبيت التهدئة، وتحقيق مطالب رفع الحصار عن قطاع غزة.

 

وتدور الخلافات بين "حماس" و"فتح" على عدد من المواضيع الرئيسة، بينها إدارة قطاع غزة، الذي تديره "حماس" في الوقت الراهن، فضلاً عن مسألة دفع السلطة رواتب أكثر من 40 ألف موظف إضافي.

 

وأشار القيادي في حركة "فتح"، الذي يرأس الوفد المشترك في القاهرة، الدكتور عزام الأحمد إلى أنَّ "فتح تريد، إلى جانب استعادة السيطرة على غزة اتخاذ قرارات عن الحرب والسلم على المستوى الوطني، وليس على مستوى الفصائل، ومناقشة مستقبل حكومة الوفاق الوطني، والعمل على إزالة العراقيل أمام بسط سلطاتها بالكامل وفق القانون على قطاع غزة، كما هي في الضفة الغربية".

 

من جهته، وصف القيادي في حركة "فتح" يحيى رباح مباحثات المصالحة الفلسطينية التي تشهدها القاهرة بأنها "تسير بصورة غير متوقعة في الإطار الإيجابي"، مبرزًا أنَّ "حسن النواليا الموجود في العاصمة  المصرية يكشف حقيقة الإرادة القوية نحو تفعيل الوحدة الوطنية بطريقة ملموسة".

 

وأضاف رباح، في تصريح صحافي، أنَّ "لقاء الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس الذي عقد في القاهرة، الأربعاء، كان وديًا، وطرحت فيه قضايا يجب أن تحل على الأرض، لاسيّما في قطاع غزة، عبر تفعيل حكومة الوفاق الوطني التي أجمع عليها المجتمع الدولي كممثل للشعب الفلسطيني".

 

وأردف "نأمل أن يتم تطبيق ذلك على أرض الواقع، وعدم تعرض عملية التطبيق لأية إعاقات، لأن التطبيق يعني خيرًا للشعب الفلسطيني، الذي ينتظر أي شيء جميل وسعيد، بعد 8 أعوام من حصار، وبعد موت الكثير في عرض البحر وفي العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة".

 

وعن درجة التفاؤل الكبيرة في حديثه، أوضح رباح "نحن نعيش أوقاتًا صعبة، لذلك إذا لم نتفائل على الأرض وفي الحديث ونطبق هذا التفاؤل فإنَّ القضية الفلسطينية في طريقها لخسارة وانتكاسة غير مسبوقة".

 

وفي شأن احتمالة "خيبة الأمل" في المحادثات، المتوقع أن تستمر يومين آخرين، في القاهرة، أكّد رباح "ما هو في القاهرة شيء جميل وإيجابي ويسير في الطريق الصحيح، ولكن نأمل أن يستمر هذا على الأرض لأن هناك خيبة أمل في التطبيق من الطرف الآخر (يقصد حركة حماس المسطيرة على غزة)، لأن هناك وعودًا غير مطبقة في هذا المجال".

 

واعتبر القيادي في حركة "فتح" مشاركة القيادي البارز في حركة "حماس" محمود الزهار، في حوار مباحثات المصالحة في القاهرة، مشجعًا على إيجابية التوقع لحل الأمور في غزة، والسماح لحكومة الوفاق باستلام زمام المبادرة.

 

ويرى ملّلون للشأن الداخلي الفلسطيني، من حديث يحيى رباح، أنّ "الأمور تسير بطريقة إيجابية لافتة، ولكن هذا يدفع للحذر، حيث وقعت اتفاقات عدة للمصالحة الفلسطينية، ولم تتخطى الورق والاحتفالات وإطلاق النار في الهواء، ثم تعود الأمور إلى سابقها، عبر ترسيخ قواعد الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية، والذي وقع بعد قتال دام بين حركتي حماس وفتح، في حزيران/يونيو 2007".

 

وانطلقت في القاهرة، الأربعاء، لقاءات تهدف إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية بين ممثلي حركتي "فتح" و"حماس"، برعاية رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير محمد فريد التهامي، للبحث في توفير المقومات التي تضمن نجاح حكومة الوفاق الوطني.

 

ومن بين الملفات الخلافية مسألة وضع سلاح الفصائل تحت تصرف الرئيس الفلسطيني، إذ ترى حركة "فتح" أن قرار الحرب يجب أن يكون وطنيًا وليس فصائليًا.

 

وتبرز أيضًا ملفات الانتخابات التشريعية والرئاسية وعمل حكومة الوفاق الوطني في غزة برئاسة رامي الحمد الله، قبل انعقاد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة، والمقرر أن يقام في القاهرة، تشرين الأول/أكتوبر المقبل.