غزة ـ محمد حبيب
كشف القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار، أنَّ الرئيس الراحل ياسر عرفات أعطى حركة المقاومة الإسلامية، الضوء الأخضر لتنفيذ علميات بعد فشل مؤتمر "كامب ديفيد" عام 2000، مشيرًا إلى أنَّ الحركة حصلت من السلطة الفلسطينية على أسلحة لهذه الغاية. وصرّح الزهار في لقاء مع فضائية "الأقصى" التابعة للحركة، بأنَّه بعد "كامب ديفيد" بات عرفات مُقتنعًا بأنَّه ما من جدوى من المفاوضات وأرسل إلى قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" حينها، صلاح شحادة، شخصًا من الأجهزة الأمنية ليقول له "لا مانع من تنفيذ حماس عمليات تفجيرية ضد الاحتلال".
وحسب أقواله، كان بعض قادة "حماس" يعتقد أنَّ هذه واحدة من خدع عرفات ومحاولة منه لجمع معلومات عن خلايا التنظيم ونقل تلك المعلومات إلى "إسرائيل" في إطار التنسيق الأمني، بينما كان رأي آخرين بأنه يجب استغلال هذه الفرصة واتخاذ قرار باستخدام سلاح تزوّد "فتح" به حركة "حماس" وعلى الأغلب RPG.
وكان الزهار قد أكد في وقت سابق، أنَّ حركة "حماس" نفذت عمليات بعد "كامب ديفيد" بعد أخذ الضوء الأخضر من عرفات وتم تفعيل خلايا تحت اسم "عمار المختار".
وفي سياق المصالحة بين "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "فتح"، أوضح الزهار أنَّ "حماس" قررت بين عاميّ 1994 - 2000 ألا ترد على موجة الاعتقالات والصراعات بين الفصائل الفلسطينية وذلك من أجل الوقوف صفًا واحدًا أمام "إسرائيل".
وأضاف "مباشرة بعد تشرين الأول 2000 وفي ذروة الانتفاضة الفلسطينية تعاظمت موجة الاعتقالات التي نفذتها السلطة ضد القيادة العسكرية والسياسية التابعة لحماس الأمر الذي أدى إلى مواجهات عنيفة وانقلاب في عام 2007 حين نجحت الحركة بالسيطرة على القطاع".
وبيّن الزهار أنَّ "حماس" بذلت جهدها بأن تتعاون مع كل الفصائل الفلسطينية لتشكيل الحكومة في غزة وبأن الجميع وبمن فيهم دحلان، الذي كان مسؤولًا عن أجهزة الأمن والشرطة في القطاع، رفضوا التعاون مع "حماس"، رغم فوز الحركة الكاسح في الانتخابات المحلية.
وذكر الزهار أيضًا أنه التقى، في تل أبيب، رئيس الحكومة في حينه، إسحاق رابين، بمرافقة أحد قادة "فتح"، الذي رفض أن يذكر اسمه، مشيرًا إلى أنَّ الفصائل حاولت خلال الاجتماع التوصل إلى تنسيقات أمنية، مبيّنًا أنَّ قادة "فتح" الذين اجتمعوا مع رابين هددوه (الزهار) بأنَّ السلطة الفلسطينية ستتعامل بشدة مع كل من يحاول تخريب التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، لافتًا إلى أنَّ اللقاء كان مُحرجًا لأنَّ الهدف من ذلك اللقاء كان التعاون مع العدو، حسب تعريفه.