عناصر من قوات الأمن البلجيكية

أعلنت هيئة "التنسيق لتحليل التهديدات" التابعة لوزارة الداخلية البلجيكية في بيان أنه تقرر رفع مستوى الإنذار المتطرف في منطقة بروكسل إلى الدرجة الرابعة، موضحة أن التهديد خطير جدًا في حين بقي مستوى الإنذار في سائر أنحاء البلاد عند الدرجة الثالثة.

وبرر رئيس الوزراء شارل ميشال، الإجراء الاستثنائي بعد ثمانية أيام على اعتداءات باريس الدامية بخطر وقوع هجوم ينفذه أفراد باستخدام أسلحة ومتفجرات وربما حتى في أماكن عدة في الوقت نفسه، وأن الأهداف المحتملة هي الشوارع التجارية والتظاهرات والفعاليات والأماكن المكتظة ووسائل النقل.

وأشار رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي إلى أن القرار اتخذ بناء على معلومات تتسم نسبيًا بالدقة حول خطر وقوع هجوم شبيه بما حصل في باريس، وشمل رفع مستوى الإنذار منطقة بروكسل ومطار بروكسل وبلدة فيلفورد الفلمنكية التي تعتبر موئلًا للشباب المتطرف.

وأوضح بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، أن الأهداف المحتملة هي الشوارع التجارية والتظاهرات والفعاليات والأماكن المكتظة ووسائل النقل.

وفي ترجمة عملية لهذا الوضع، أغلقت كل محطات مترو الأنفاق في بروكسل في إجراء استثنائي مع استمرار عمل الحافلات بشكل اعتيادي، ولن يعاد تشغيل المترو قبل بعد ظهر الأحد في أحسن الأحوال.

وأغلقت الأسواق التجارية وعدد من المتاحف ودور السينما في حين أبقي على مباريات الدوري البلجيكي لكرة القدم للمحترفين، كما ألغي حفلان موسيقيان للمغني الفرنسي جوني هاليداي.

واتخذت هذه الإجراءات غداة توجيه القضاء البلجيكي تهمة التطرف إلى شخص لم تكشف هويته أوقف الخميس لارتباطه بالاعتداءات التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلًا في باريس، وهو ثالث مشتبه به توجه إليه التهمة في باريس في إطار التحقيقات في هذه الاعتداءات، وأكدت النيابة السبت أنه عثر في منزله على أسلحة وليس على مواد متفجرة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة الأنباء التركية "دوغان"، أن بلجيكيا من أصل مغربي يشتبه بارتباطه باعتداءات باريس أوقف في جنوب شرق تركيا.

وبيّنت الوكالة أن أحمد دهماني (26 عامًا) متهم بأنه شارك في عمليات استطلاع لاختيار مواقع الهجمات، موضحة أنه كان يقيم في فندق فخم في منتجع أنطاليا، وأضافت أنه أوقف قرب أنطاليا مع سوريين كان يفترض أن يساعداه على عبور الحدود مع سورية.

وأفادت الوكالة نفسها، بأن محكمة في أنطاليا وجهت اتهامًا إلى الرجال الثلاثة الذين لم يذكر تاريخ توقيفهم، وأودعتهم في الحبس.

وتلاحق باريس وبلجيكا صلاح عبد السلام وهو فرنسي يعيش في بلجيكا ويشتبه بأنه شارك في هجمات باريس ومرافقة الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم قرب إستاد "دي فرانس"، وهو شقيق إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في مطعم في باريس، ويعتقد المحققون أن شريكين مفترضين له موقوفان حاليًا في بلجيكا قاما بتهريبه، وقالت كارين كوكوليه محامية أحد الرجلين إن صلاح عبد السلام كان متوترًا جدًا وربما مستعدًا لتفجير نفسه.

ولا تزال تداعيات اعتداءات باريس حية في أذهان سكان العاصمة الفرنسية، وخلال نهاية الأسبوع تقرر عزف النشيد الوطني الفرنسي قبل مباريات كرة القدم في فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع تعزيز الإجراءات الأمنية حولها.

وأعلنت حالة الطوارئ في كل الأراضي الفرنسية مساء، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية شباط / فبراير، كما أعلنت حال الطوارئ لمدة عشرة أيام في مالي أيضًا بعد هجوم الجمعة على فندق "راديسون بلو" في باماكو والذي تبنته جماعة "المرابطون" التي يتزعمها مختار بلمختار وأسفر عن سقوط نحو 20 قتيلًا على الأقل بينهم 13 أجنبيًا.

وفي فرنسا، رجح التحقيق فرضية المشاركة المباشرة في الهجمات للجهادي البلجيكي المغربي عبد الحميد اباعود، وصور مساء الاعتداءات في محطة لقطار الأنفاق شرق باريس حيث عثر على سيارة استخدمها المهاجمون الذين أطلقوا النار على رواد مقاه ومطاعم، وكشفت تحليلات أنه حمل رشاشًا عثر عليه في السيارة.

ويكشف وجود اباعود الذي قتل الأربعاء في هجوم للشرطة على شقة في منطقة سان دوني قرب باريس مع أن مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه، عن ثغرات في مكافحة المتطرف.

وقتلت في الهجوم قريبته حسناء آيت بولحسن (26 عامًا) التي ساعدته في العثور على مخبأ في سان دوني، وفجر رجل ثالث نفسه في الشقة لكن لم يتم التعرف على جثته، وأفرج السبت عن سبعة من أصل ثمانية أوقفوا الأربعاء خلال العملية.

ومن جهة أخرى، أعلنت نيابة باريس الجمعة أن اثنين من الانتحاريين الثلاثة الذي فجروا أنفسهم في إستاد "دي فرانس" في باريس قبل أسبوع مروا عبر اليونان بين صفوف اللاجئين الفارين من الحرب في سورية.

وقرر الاتحاد الأوروبي الجمعة تعزيز المراقبة على الحدود الخارجية له، بما يشمل المواطنين الأوروبيين، كما ستعرض المفوضية الأوروبية بحلول نهاية العام مقترحًا لإصلاح قانون حدود فضاء "شنغن".

وفي نيويورك، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرارًا فرنسيًا يجيز اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد تنظيم "داعش".

ومن جهته، سيتوجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي رحب بتبني هذا النص ويريد إقامة تحالف "فريد" ضد المتطرفين الأسبوع المقبل إلى واشنطن التي تقود تحالفًا دوليًا ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية، وإلى موسكو التي تدعم الحكومة السورية، كما سيستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في باريس.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية السبت أن هولاند سيستقبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في قصر "الاليزيه" في باريس الاثنين للبحث في مكافحة التطرف والنزاع في سورية، كما أعلنت مديرية شرطة باريس السبت تمديد منع التظاهر في منطقة باريس حتى نهاية تشرين الثاني / نوفمبر، تاريخ افتتاح مؤتمر المناخ الذي سيشارك فيه أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة أجنبية.