الجماعات اليهودية المتطرفة تجدد اقتحامها للأقصى

جدّدت الجماعات اليهودية المتطرفة، صباح الخميس، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وسط إجراءات أمنية مشددة على بواباته بحق رواد المسجد من فئتي الشبان والنساء.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في أرجائه، بالتزامن مع إغلاق قوات الاحتلال لشارع الواد –الذي شهد عملية الطعن قبل عدة أيام- المفضي إلى بوابات القدس القديمة.

وزار زعيم المعارضة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ برفقة عضو الكنيست تسيفي ليفني المنطقة، وسط حراسات عسكرية كبيرة، رغم قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، بمنع كل أعضاء الكنيست والوزراء في حكومته من دخول الأقصى لأي سبب حتى إشعار آخر، ويزداد التوتر في البلدة القديمة مع نشاط متصاعد لسوائب المستوطنين بحماية قوات الاحتلال.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي-تساهل" إنّ شرطة الاحتلال قررت نصب كاشف للمعادن على مداخل البلدة القديمة في القدس، وجاء في الخبر الذي أوردته الإذاعة صباح الخميس أن "شرطة إسرائيل قررت نصب أجهزة للكشف عن المعادن في بعض أبواب البلدة القديمة، ضمن تشديد الإجراءات الأمنية في القدس في أعقاب العمليات الأخيرة".
وأشارت الإذاعة إلى نية الشرطة "إنشاء قسم عربي في وحدة الفضاء الإلكتروني (السايبر)، يكلّف بمتابعة الشبكات الاجتماعية لاكتشاف بيانات قد تدل على نية كاتبيها ارتكاب اعتداءات على خلفية قومية".

ودعا رئيس ما يسمى بلدية القدس نير بركات الإسرائيليين سكان المدينة والذين بحوزتهم أسلحة لحملها لمواجهة الفلسطينيين، وقال بركات: نحن نعيش في تلك الفترة في حالة طوارئ وعلينا جميعًا حمل السلاح، الآن الجبهة الداخلية هي الجبهة الحقيقة، يذكر أن دعوة مماثلة دعا لها رئيس بلدية أسدود الليلة الماضية.
وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا إن باحات المسجد الأقصى تشهد منذ الصباح هدوءً حذرًا، وتواجدًا عسكريًا مكثفًا في محيطه، وأوضح أن قوات الاحتلال سمحت بدخول المصلين للأقصى دون قيود، في حين لا تزال تمنع دخول عشرات النساء ضمن "القائمة الذهبية".

وذكر أن نحو 35 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية مشددة من قوات الاحتلال، إلا أن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير والتهليل.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال خففت من حصارها عند أبواب العامود والأسباط والساهرة في البلدة القديمة، فيما تتواجد عناصرها بشكل مكثف في شارعي الواد والمجاهدين وعند باب السلسلة.

وأفاد أن الاحتلال خصص موقعًا في مكان عملية الطعن التي حدثت في شارع الواد مساء السبت، لأداء المستوطنين صلواتهم التلمودية فيه، حيث يسعى لتحويله إلى مزار تلمودي، وحول منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزرائه وأعضاء الكنيست من دخول الأقصى، قال أبو العطا إنها خدعة كبيرة من قبل نتنياهو، ومحاولة تفريغ محتوى اعتداءاته على الأقصى.
وأوضح أن هذه الخطوة تدلل على أن الاحتلال بدأ يخشى الثمن الذي يمكن أن يدفعه بسبب اعتداءه على الأقصى، مبينًا أن نتنياهو وحكومته يتحملون مسؤولية ما يجري ضد الأقصى وتبعاته.

وكشف مصدر أمني إسرائيلي أن "إسرائيل" منعت رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله وشخصيات فلسطينية بارزة من دخول المسجد الأقصى، ووفقًا للمصدر فالحمد الله ومن معه قدموا طلبًا لنتنياهو لدخول الأقصى ولكن الطلب قوبل بالرفض.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينة، إن شهر أيلول الماضي شهد أعنف الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى، تجاوزت السبعين اقتحامًا، دنسه أكثر من 1300 مستوطن برفقة ضباط ومخابرات الاحتلال، وعناصر أمنية أخرى.

وأوضحت الوزارة في تقرير لها، اليوم الخميس، أن شهر أيلول/سبتمبر شهد أكثر حملة اعتقالات وإبعاد وتحطيم لأركان وباحات المسجد الأقصى شملت الأبواب والنوافذ والزخارف، وإطلاق كثيف للغاز وسط جموع المصلين.
وأضافت أن الحملة المسعورة على المرابطين والمرابطات، كانت الأعنف والأقوى لتفريغ المسجد الأقصى وإحلال الطابع اليهودي المستمر، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل سجلت عدة حرائق أتت على أجزاء من المسجد القبلي وتحطيم للأقفال وحرق للسجاد.

وأشارت الوزارة إلى ما تفعله ما تسمى "منظمات الهيكل" المزعوم، والتي أطلقت مسابقة يهودية لأفضل صورة تلتقط داخل المسجد الأقصى للمجموعات المتطرفة أو لأي يهودي يقتحم الأقصى، وتسوق المكان على أنه يهودي ويجب أن تقام فيه الصلوات بحرية وبدون أية إعاقات.