عمان ـ بترا
قال وزير العمل وزير السياحة والاثار الدكتور نضال القطامين، ان الوزارة استثمرت 8 ملايين دينار لتطوير السياحة في مدينة السلط بهدف ايجاد بيئة صالحة لجذب السياح للمدينة وتطوير المنتج السياحي وجلب الاستثمارات السياحية للمدينة ووضع مدينه السلط على الخارطه السياحية التراثية.
واضاف انه تم اختيار مدينه السلط لتنفيذ هذا المشروع الريادي بهدف ابراز التراث العمراني والتراث الحي الذي تتميز به المدينة ذات المجد والعراقة والتاريخ وتحقيق تنمية سياحية مستدامة في المدينة تسمح باستخدام المصادر التراثية والثقافية المحلية لافادة المجتمع المحلي.
واشار القطامين الى ان وزارة السياحة والاثار تسعى الى الارتقاء بالقطاع السياحي في قطاعاته ومجالاته المتعددة في جميع محافظات والوية المملكة دون استثناء من خلال تنفيذ مشاريع عدة تخدم القطاع السياحي والمجتمعات المحليه وتسهم في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة من خلال تاهيل الشباب وتدريبهم ودمجهم في سوق العمل.
واوضح أن مدينة السلط تمتلك العديد من عناصر ومقومات المدينة المثالية للمتحف المفتوح بإعتبارها أول مركز تجارة إقليمي وتحتضن أول مدرسة ثانوية للبنين مدرسة السلط الثانوية فضلاً عن التناغم والتعايش الديني الإسلامي والمسيحي المتمثل بجميع مرافق الحياة ووجود منتجات حرفية مميزة تمثل الماضي والحاضر والمستقبل.
كما ان مدينه السلط تشتمل على جميع المقومات التي تؤهلها لتكون على قائمة التراث العالمي كونها مدينة تاريخية لها اهمية تجارية ومركزا تعليميا وثقافيا ومركزا للحرف اليدوية ما يعني انها افضل مكان لتمثيل التراث الحي في الاردن، من هنا راى بها اليابانيون انها على غرار مدينه هاجي اليابانية والتي تم فيها مشروع هاجي المفتوحة.
وبين ان الوزارة بالتعاون مع بلدية السلط قامت باستحداث مسار السلط التراثي أو المسار السياحي وهو ممر للمشاة، يقع في البلدة القديمة للمدينة ليربط بين أهم المعالم المعمارية والتاريخية فيه وترميم مبانيه عام 2010، حيث تم استغلال الأجواء التراثية في المنطقة في خطوة لإعادة إحياء التراث القديم المدينة. ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه ضمن مشاريع السياحة في الأردن.
وقال القطامين ان معالم المسار تبدا من شارع الحمام وهو جزء من مسار السلط التراثي حيث يبدأ المسار من نقطة تجمع السياح في منطقة الكراج السياحي ومن ثم ينتقل إلى وسط شارع الحمّام، كما تضمن المشروع تنفيذ ترميم واجهات أبنية تراثية يزيد عمرها على 150 سنة، وهي ملكيات خاصة.
ومن أهم معالم هذا المسار التراثي: شارع الحمّام ومسجد السلط الكبير ومسجد السلط الصغير وكنيسة الخضر وكنيسة اللاتين ومتحف تاريخ السلط (بيت أبو جابر) ومتحف آثار السلط وبيت الساكت .
وهذه المشاريع شملت البنى التحتية وتحسين منظر وسط المدينه ومشاريع استثمارية لاظهار المدينه بالمظهر الذي يليق بها وتاهيلها لتكون متحفا مفتوحا لوضع المدينة على لائحة التراث العالمي.
واكد القطامين ان اهم المشروعات التي قامت الوزارة بتنفيذها بالتعاون مع صناديق دولية مشروع ترميم مبنى ابوجابر بالتعاون مع الوكاله اليابانية للتعاون الدولي وترميم مجمعات سكنية اشتملت على ترميم واجهات معمارية خارجية مطلة على ساحة العين اضافة الى هدم الاضافات على تلك المباني التي كانت تشكل تلوثا بصريا ومعالجة السطوح والتصدعات وتبليطها، اضافة الى مشروع اعادة تاهيل مسجد السلط الكبير ومشروع اعادة تاهيل ساحة العين الجديدة بالتعاون مع البنك الدولي.
واشار الى مشروع تاهيل مسار السلط السياحي المرحله الثالثة، بتمويل من المنحة الخليجية، حيث اشتملت مكونات المشروع على تنظيف الواجهات واستبدال الابواب والارمات والمظلات في شارع الخضر، ومشروع اعادة تاهيل مبنى مسمار في شارع اليرموك ومشروع اعادة تاهيل مبنى عزيز جاسر في الجدعة وتحويله لنزل سياحي.
وقال القطامين ان ابرز المشاريع التي اقيمت في مدينة السلط ايضا مشروع اعادة تاهيل المنطقة الواقعة ما بين مبنى عزيز جاسر وساحة العين وانشاء ارصفة جانبية وسلاسل حجرية (ودربزينات) وترميم الواجهة المطلة على الساحة،ومشروع تصميم العلامة التجارية لشارع الحمام من خلال تصميم خارطة خدمات للمدينة وتصميم شعار للشارع وطرق التغليف للمنتجات وبروشور للشارع اضافة الى مشروع طريق البحر الابيض المتوسط بين الاردن وايطاليا واليونان من خلال وضع خطط واستراتيجيات للسياحة النمطية في محافظة البلقاء واقتراح مسارات سياحية جديدة.
كما تحدث القطامين عن اهم المشاريع التي تم تنفيذها في مدينة السلط مشروع المتحف المفتوح بالتعاون مع جايكا حيث يشتمل المتحف المفتوح على وسط المدنية التاريخي بكاملة باعتباره متحفا متكاملا حيث يقوم السكان المحليون بدورهم في التعريف بالمتحف المفتوح وتقديم التفسير اللازم للسياح عن المدينة مبينا ان اهمية المتحف تاتي من انه افضل انواع السياحات التراثية اضافة الى انه السبيل الامثل لتنظيم العلاقة الصحيحة بين المجتمعات المحلية والاماكن التراثية والسائح للحصول على افضل النتائج لتنمية مستدامة لقطاع السياحة.
و يتيح هذا المشروع للسائح فرصة التعرف على الارث والتراث عن طريق تنظيم الرحلات الممتعة وفق منظومة متكاملة تربط الاماكن السياحية من خلال المسارات السياحية والتعامل مع المجتمع المحلي اضافة الى ان هذا المشروع من شانه الحفاظ وحماية التراث الوطني من الاستغلال والعبث والاهمال.
وبين ان الهدف من مشروع المتحف المفتوح هو تنمية وتفعيل السياحة بمدينة السلط بهدف المحافظة على المظهر العام التراثي والتاريخي للمدينة كونها المدينة الاعرق والاقدم بين مدن المملكة والتي تتميز بهندستها وتراثها العظيم اضافة الى تحسين المستوى المعيشي لسكانها وتطبيق مفهوم المتحف المفتوح الذي سيعمل على احداث نقلة نوعية في العملية السياحة في السلط وايجاد فرص عمل لابنائها.
كما يسهم هذا المشروع الريادي في وضع مدينه السلط على خريطة السياحة العالمية للتراث.