بكين ـ شينخوا
من المتوقع أن تواجه الصين عجزا في السياحة يتجاوز 100 مليار دولار أمريكي في العام الحالي بسبب أن السياح الصينيين خارج البلاد ينفقون أكثر بكثير مما ينفقه الزوار الأجانب إلى الصين، بحسب تقرير صادر عن أكاديمية السياحة الصينية.
وقال داي بين، رئيس أكاديمية السياحة الصينية، "من المؤكد أن تواجه الصين عجزا سياحيا قدره 100 مليار دولار أمريكي في العام الحالي"، مشيرا إلى النمو الهائل في عدد السياح المحليين بالخارج وفتور في سوق السياحة للسياح الأجانب في البلاد .
وكشف داي عن توقعات بأن يسافر نحو 116 مليون صيني وينفقون 155 مليار دولار أمريكي في خارج البلاد في عام 2014، بزيادة 20 بالمئة عن العام المنصرم.
وأظهر التقرير الذي صدر يوم الإثنين أن الصين أصبحت مصدرا رئيسيا للسياح الدوليين في العالم في السنوات الأخيرة ، حيث تسعى الطبقة الوسطى الأكثر ثراء إلى خوض المزيد من التجارب المختلفة في خارج البلاد .
ويعكس العجز السياحي الصافي المتوقع القوة الشرائية المتزايدة للصينيين في الخارج، اذ أنهم يميلون إلى فتح محافظهم بسخاء في المدن الأوروبية مثل باريس ولندن لشراء السلع الفاخرة من الحقائب ذات العلامات التجارية المشهورة وساعات اليد باهظة الثمن.
وذكر فان تشي يونغ، وهو أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد بجامعة الشعب الصينية، أن نصيب الفرد من إنفاق السياح الصينيين في الخارج في العام المنصرم بلغ ما يقارب ثلاثة أضعاف المبلغ الذي صرفه الزوار الأجانب في الصين.
قام السياح الصينيون بـ98.2 مليون رحلة إلى خارج البلاد في عام 2013، بزيادة 18 بالمئة عن عام 2012، وفقا لبيانات مصلحة السياحة الوطنية الصينية.
وفي النصف الأول من عام 2014، قدرت المصلحة أن السياح الصينيين أنفقوا أكثر من 70 مليار دولار أمريكي في رحلاتهم الخارجية، بزيادة 20.7 بالمئة على أساس سنوي .
وبسبب ارتفاع إنفاق الصينيين من المال والوقت في الخارج، زادت المنافسة على جذب السياح الصينيين من البلدان الأجنبية.
في الوقت الراهن، يمكن للصينيين السفر إلى 151 دولة لأغراض السياحة، من بينها السنغال التي أصبحت أحدث مقصد بموجب مذكرة تفاهم بين البلدين في الشهر الجاري.
وتستعد الهند أيضا لإطلاق حملة ترويج سياحي في وسائل الإعلام الصينية في الأشهر المقبلة، في حين تستخدم التسجيلات الصوتية باللغة الصينية في المواقع الأثرية الهندية التي عليها إقبال.
وسجلت الصين أول عجز سياحي في عام 2008، حيث ثبطت الأزمة المالية العالمية من إنفاق الأجانب في البلاد في حين شجع ارتفاع قيمة اليوان على تدفق السياح الصينيين إلى الخارج.
وقال تشاو شي جيون ، نائب عميد كلية المالية والاقتصاد التابعة لجامعة الشعب الصينية، إن العجز السياحي يمكن أن يساعد في تدويل العملة الصينية (رنمينبي), إذ أن اليوان يتم تحويله واستخدامه دوليا من قبل عدد متزايد من السياح .
وعلى سبيل المثال، فإن المناطق الخارجية التي يزورها الصينيون بصورة متكررة أكثر مثل دول جنوب شرق آسيا وأستراليا وجمهورية كوريا وكذلك تايوان وهونغ كونغ وماكاو، كلها شهدت ازدهار تداول الرنمينبي في السنوات الأخيرة .
وذكر تشاو أن تدويل اليوان والاستهلاك الصيني عبر الحدود يدعمان بعضهما البعض.
وسيلعب العجز السياحي دورا في موازنة جزء كبير من الفائض التجاري الصيني المتراكم من خلال تجارة البضائع.
وسجلت البلاد فائضا تجاريا قدره 200 مليار دولار أمريكي في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014، بزيادة 30.3 بالمئة عن العام السابق، وفقا لبيانات الجمارك.