جنيف ـ فلسطين اليوم
تبدأ، غدًا الإثنين، لقاءات المبعوث الأممى ستيفان دى مستورا، المبعوث الأممى إلى سورية، مع وفد المعارضة السورية، الذي وصل إلى جنيف مساء أمس السبت، وذلك لبحث مشاركتهم في المفاوضات التي بدأت الجمعة في جنيف، بجلسة من المباحثات بين المبعوث الأممى ووفد النظام السورى، برئاسة بشار الجعفرى.
كانت مصادر في المعارضة السورية، أكدت أول أمس، أن وفدا منها مكونا من ١٧ شخصا يرافقهم ٢٥ من الهيئة العليا للمفاوضات سيصلون إلى جنيف للتشاور مع المبعوث الأممى ستيفان دى مستورا، قبل بدء المحادثات، حيث لازالت المعارضة تطلب تنفيذ عدد من الطلبات قبل بدء المفاوضات، منها رفع الحصار، وإطلاق سراح سجناء وإيقاف إطلاق النار للبدء الفعلى في المفاوضات.
وأكد المبعوث الأممى، في تصريحات صحفية، عقب لقائه الوفد الحكومى السورى، أن القدوم إلى جنيف أفضل سبيل لمناقشة تطبيق التدابير المهمة للشعب السورى.
وقال دى مستورا: «إنه اقترح على الوفد المعارض في المفاوضات أن أفضل سبيل لمناقشة تطبيق التدابير التي يطلبونها هو فعل ذلك هنا في جنيف من خلال المحادثات غير المباشرة أو المباشرة، بغض النظر عن الشكل».
وأضاف: «الآن لدى سبب قوى للاعتقاد بأنهم ينظرون في ذلك بجدية، وربما سنكون في وضع يوم الأحد يمكننا من بدء المناقشات معهم، من أجل أن نتمكن من مواصلة المحادثات السورية-السورية، وكنت أفكر في يوم الإثنين كيوم مهم لإعادة تقييم الوضع، ولكننى أشعر بأننى قد أكون مخطئا، فقد تقود مناقشتهم الداخلية إلى قبول اقتراحنا».
وعلى جانب آخر، انتقد عدد من التيارات السورية مخرجات اجتماع دى مستورا مع وفد النظام السورى، حيث خرجت تقارير تتحدث عن أن «المعارضة المعتدلة» تسمية تطلق على الإرهابيين الأجانب وتدعم الإرهاب.
وأشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى تأكيد بشار الجعفرى، رئيس الوفد السورى، على أن الحكومة جادة في الحوار والبحث عن حل سياسي للأزمة يحدده الشعب السورى دون تدخل خارجى، في الوقت الذي أكد رفض حكومته لعدد من الأطراف المقاتلة على الأرض، ومن بينها حركة «أحرار الشام»، مؤكدا أنها لا تختلف عن داعش والنصرة.
وبدوره قال المعارض السورى برهان غليون، رئيس المجلس الوطنى السورى السابق: إن «إعلان هيئة المفاوضات عن قبولها حضور محادثات جنيف أثار قلق بعض قطاعات الرأى العام السورى المعارض الذي تابع مقاومة الهيئة للضغوط الدولية، وتحمس لتمسكها الرائع بحقوق السوريين الأساسية، وفى مقدمها عدم المساومة على الانتهاكات الصارخة التي وصفتها المنظمات الإنسانية بالجرائم ضد الإنسانية، وفى مقدمها الاعتقالات البربرية وحصارات التجويع والقصف بالبراميل والقنابل العنقودية للمدنيين»
وأوضح غليون، في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن المعارضة لم تكن ترفض المشاركة، وإنما كان رفضها محددا في عدم القبول بالدخول فيها بينما يستمر التجويع والقصف الهمجى على المدنيين وعمليات الاختطاف والاعتقال، وإعادة توجيه العملية التفاوضية ووضعها على الطريق الصحيح، أي تحويلها من مباحثات للاتفاق على المشاركة في الحرب على الإرهاب لصالح روسيا وأمريكا وإيران وغيرها من الدول كما تريد روسيا وطهران، إلى مفاوضات تهدف إلى تعبيد الطريق نحو تغيير سياسي، بدءا بتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تقود عمليات إعادة هيلكة أجهزة الدولة وبسط الأمن والسلام وطرد الميليشيات الأجنبية الداعشية والإيرانية وكل الميليشيات الإجنبية.
وأكد غليون ضرورة رفض التنازلات المجانية في كل مراحل المفاوضات، مهما كانت الضغوط، ومن أي طرف جاءت، لافتا إلى أن مفاوضات السلام معركة قد تكون أصعب من المعركة العسكرية، وأنه لا يمكن الهرب منها أو التهاون فيها وفى الإعداد لكسبها.
نقلا عن أ. ش .أ