لندن - فلسطين اليوم
دعا وزراء داخلية فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى عقد اجتماع أمني لدول الاتحاد الاوروبي خلال أسبوعين لمناقشة أزمة الهجرة، في ظل تفاقم أزمة اللاجئين إلى أوروبا.
المهاجرون لا يرون في ارتفاع الأسوار الشائكة أي عائق في طريقهم، ولا يخيفهم الغرق بقارب مطاطي في البحر أو الاختناق في شاحنة، فلا شيء يوقف مسيرهم. وبدأت أزمة المهاجرين الهاربين من حروب استعرت نيرانها في بلدانهم ترتد في دول اللجوء التي يرغبون في الوصول إليها، إذ بدأ الانقسام في أوروبا يأخذ حيزا كبيرا بشأن طريقة التعامل معهم.
ففي الوقت الذي تعالت فيه أصوات الداعين لاستقبال من وصفوهم بالهاربين من الحروب والاضطهاد والتعذيب والقمع، أعرب آخرون عن مخاوفهم من خطر تسلل متشددين بين المهاجرين، خاصة وأن كثيرا من هؤلاء الوافدين هم من دول مثل سوريا والعراق حيث يسيطر تنظيم داعش على مناطق شاسعة.
لكن مثل هذه التحذيرات تقابل بالريبة من جانب خبراء أمنيين يشيرون إلى أن تدفق المقاتلين ظل في الأساس في الاتجاه المعاكس، أي من أوروبا صوب الشرق الأوسط.
وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن نظام الهجرة في أوروبا غير صالح وأن نظام منطقة "شينغين"، الذي يلغي الرقابة على الحدود بين دول المنطقة هو السبب في تفاقم أزمة المهاجرين، وطالبت بـتشديد قواعد الاتحاد الاوروبي المتعلقة بحرية الحركة.
بالمقابل اتهم وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس دول شرق أوروبا، ولا سيما المجر(هنغاريا) بتبني سياسة مخزية تجاه المهاجرين تتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي. كما طالب بأن تبحث السلطات الأوروبية الأمر بشكل جدي وربما صارم مع مسؤولي حكومة بودابست.
ودعا في الوقت نفسه الى الترحيب بكل المهاجرين خاصة، وبحسب تعبيره، أنهم فروا من بلدانهم لأسباب سياسية.
وفي ظل تفاقم أزمة المهاجرين الى أوروبا، دق وزراء داخلية فرنسا والمانيا وبريطانيا ناقوس الخطر، داعين الى تنظيم اجتماع وزاري وأمني لدول الاتحاد الاوروبي خلال أسبوعين لاتخاذ تدابير فورية يتم من خلالها مواجهة هذا التحدي.
وأزمة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا تشهد تفاقم عددهم إلى أكثر من 340 ألفا منذ بداية هذا العام، مقابل نحو 125 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.. قصة اليأس تلك مستمرة إلى أجل غير مسمى، أو إلى حين تمكن أصحاب القرار من توحيد الجهود وإيجاد حل لهذه المأساة.