باريس - فلسطين اليوم
أطلع سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية الفرنسية أوريليان لوشوفاليية، على آخر المستجدات في فلسطين، خاصة الانتهاكات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وقرارها الأخير الاستيلاء على أموال عائدات الضرائب لشعبنا، في مخالفة واضحة للاتفاقيات الموقعة، خاصة اتفاقية باريس الاقتصادية. واعتبر الهرفي خلال اللقاء الذي جرى في مقر الرئاسة الفرنسية في باريس، اليوم الجمعة، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال المتطرفة، يصب في صالح أجندات سياسية وانتخابية لليمين المتطرف في إسرائيل، مضيفا أن موقف الرئيس محمود عباس واضح في هذا السياق وهو أنه لن يتخلى عن أبناء شعبه خاصة عائلات الشهداء والأسرى. وذكر أن وجود اليمين المتطرف في سدة الحكم في تل أبيب، يجعل فرص التوصل لسلام شبه معدومة لعدم وجود شريك إسرائيلي مؤمن بالسلام، وبضرورة التوصل إليه على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، لافتا إلى أن اليمين المتطرف يقدم خطابا مفعما بالكراهية ضد شعبنا ووجوده فوق أرضه، فهو لا يقر بالحقوق الفلسطينية أساسا ولا يمكن له أن يعي ضرورة السلام في المنطقة. وتحدث الهرفي عن الجدل الدائر في فرنسا حول اقتراحات بمساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، مؤكدا أن الصهيونية هي حركة سياسية وانتقادها ومعاداتها يدخل ضمن حرية التعبير المكفول بالقانون، ولا علاقة للصهيونية بالديانة اليهودية أو أي دين آخر بل إن أول من انتقد الصهيونية هم رجال دين يهود، وما زال الكثير منهم ومن اتباع الدين اليهودي يعادون الصهيونية ولا يمكن اتهامهم بأنهم لا ساميين.
اقرا ايضا الرئيس السيسي يُشدّد على تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة
وقال "إن هذه الخطوة إن تمت فإن نتيجتها لن تكون سوى تكميم الأفواه تجاه كل من يساند الشعب الفلسطيني وينتقد اسرائيل والسياسة الاستعمارية لحكومتها". من جهته، أكد لوشوفالييه، على المواقف الثابتة والمعروفة لفرنسا، بضرورة التوصل الى حل سلمي على قاعدة حل الدولتين تعيشان جنباً الى جنب بأمن وسلام. وشدد على ضرورة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين فرنسا وفلسطين وتعزيزها واستمرار الدعم الفرنسي لمؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين. وأيضاً تمسك فرنسا بتوفير الدعم خاصة لوكالة "الاونروا" بعد وقف التمويل الأميركي لها. حضر الاجتماع السكرتير أول في السفارة قيس كسابري، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماري فيليب. وفي اطار جولته على المسؤولين الفرنسيين التقى السفير الهرفي، اليوم الجمعة، نائب مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جون بابتيست فا?ر، ومسؤول ملف فلسطين في الخارجية الفرنسية رفائيل دويزند. وسلم السفير الهرفي السيد فافر رسالة موجهة من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي لنظيره الفرنسي جان ايف لو دريان، تتناول الخروقات التي تقوم بها اسرائيل بشكل مستمر والتي تضرب بعرض الحائط جميع قرارات الشرعية الدولية بحق فلسطين، كما سلمه نسخة من بيان وزارة الخارجية والمغتربين بخصوص عملية القرصنة الاسرائيلية المتمثلة باقتطاع جزء من عائدات الضرائب بحجة منع تحويلها لعائلات الاسرى والشهداء. واكد الهرفي استمرار دعم هذه الشريحة الهامة من الشعب الفلسطيني ورفض الضغوطات والممارسات اللاشرعية لحكومة الاحتلال، مشيرا الى انها ليست المرة الاولى التي تحاول فيها اسرائيل اتخاذ اجراءات عقابية ضد الشعب الفلسطيني لصالح اجندات يمينية متطرفة انتخابية تصب كلها في صالح ايديولوجيا اليمين الاسرائيلي المتطرف التي لا تؤمن بالسلام. وتطرق الهرفي الى الجدل القائم في فرنسا بخصوص المساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية معتبراً أنها نابعة من مغالطات فكرية وتاريخية واخلاقية فالصهيونية هي حركة سياسية ومن حق من يريد ان ينتقدها ويعاديها وان يشكك بأهدافها وهي مختلفة تماماً عن معاداة السامية القائمة على التمييز العنصري والعرقي. واوضح الهرفي ان الهدف الاساسي من هذا الخلط هو الضغط وتقييد حرية أصدقاء فلسطين والمتضامنين معها في فرنسا ومنعهم من انتقاد السياسة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة. من جهته استعرض فافر ما تقوم به فرنسا من جهود، وتمسكها بالحل القائم على القرارات الدولية وضرورة التوصل لقيام دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل، باعتباره الحل الوحيد الممكن والذي يحقق السلام في المنطقة. وشدد فافر على ضرورة العمل من اجل تعزيز العلاقات الثنائية بين فلسطين وفرنسا واستمرار الدعم الفرنسي المقدم للسلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة وكذلك الجهود الفرنسية في سبيل تأمين التمويل لمنظمة الاونروا. كما اكد فافر ايضاً ان فرنسا ما زالت تعتبر الاستيطان عملاً غير شرعي ويجب على اسرائيل ان توقفه فوراً. استقبل مدير عام شؤون البيئة في وزارة الخارجية الفرنسية الى ذلك استقبل السفير الهرفي اليوم، مدير عام شؤون البيئة في وزارة الخارجية الفرنسية السفير يان فيرلينغ، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي الى سفارة فلسطين منذ تولي فلسطين رئاسة مجموعة 77+ الصين التابعة للأمم المتحدة، من اجل بحث التعاون بين البلدين في مجال البيئة ورئاسة مجموعة 77+الصين. وتأتي هذه الزيارة تكريسا لترأس دولة فلسطين لمجموعة 77+ الصين منذ بداية العام الذي منح فلسطين زخما دبلوماسيا هاما غير مسبوق، واعترافا فرنسيا بأهمية الدور المناط والمسؤولية الملقاة على عاتق دولة فلسطين في ترأس وإدارة المواضيع المشتركة التي تهم الدول الأعضاء في المجموعة. وهنأ السفير الفرنسي، سفير فلسطين على الثقة الكبيرة التي حازتها فلسطين من دول المجموعة وانعكاس ذلك على تعاظم موقع فلسطين في الدبلوماسية الدولية وزيادة ثقة المنظومة الدولية بقدراتها ودورها. من جهته شكر السفير الهرفي نظيره الفرنسي على زيارته، مؤكدا أهمية العلاقات الطيبة التي تربط فلسطين وفرنسا وضرورة تطويرها، مذكرا ضيفه بأن فلسطين هي من أوائل الدول التي وقعت ثم صادقت على اتفاق باريس لحماية البيئة وأن ترأس فلسطين لمجموعة 77+الصين، والذي يضم 136 دولة، يؤكد اهتمام فلسطين بدعم التعاون الحثيث في هذا المضمار وتعزيزه الى اقصى الحدود. "فدولة فلسطين ترحب بكل المبادرات في هذا المجال طالما انها ملتزمة بالقانون الدولي ومبنية على علاقة تحكمها الصداقة وحسن الجوار والتعاون المشترك". وشدد الهرفي على ان اهم عامل يهدد البيئة في فلسطين هو الاحتلال الإسرائيلي من خلال ممارساته اليومية ضد الانسان والأرض والحياة في فلسطين، ضاربا أمثال كثيرة منها تلويث إسرائيل لباطن الأرض والمياه الجوفية من خلال دفن مخلفاتها الصناعية والصناعية العسكرية والنفايات الصلبة والمياه العادمة في باطن الأرض الفلسطينية دون الاكتراث بالآثار الكارثية لذلك على الصحة البيئية والاجتماعية للمواطن الفلسطيني. لافتا الى أن إسرائيل تستخدم الأسلحة المحظورة دوليا ضد السكان المدنيين الفلسطينيين دون رادع وعلى مرأى ومسمع العالم وتسرق الثروات الطبيعية وتستهلك اكثر من 85 بالمئة من المياه الجوفية الفلسطينية من خلال مستوطناتها المزروعة في الضفة الغربية وتقطع الماء عن المواطن الفلسطيني في الوقت الذي ينعم مستوطنوها بالمياه والمسابح والمزارع والحدائق، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، مضيفا بأن ظاهرة التصحر في ازدياد مخيف في المناطق المأهولة بالفلسطينيين وأن سياسة إسرائيل العنصرية ونظام "الأبرتايد" الذي تفرضه علينا له آثار كارثية على البيئة. وفي معرض حديثه عن سياسات الاحتلال وآثارها على البيئة وضع الهرفي ضيفه بصورة الأوضاع السياسية الفلسطينية مؤكدا ان هناك شعورا عاما من الرأي العام الفلسطيني بعدم الرضى عن المنظومة الدولية وأدائها بسبب عدم تنفيذها لقرارتها الأمر الذي جعل من إسرائيل دولة الاحتلال خارجة عن طائلة القانون والمحاسبة على اعمالها الاجرامية في حق شعبنا. وأضاف ان الائتلاف الإسرائيلي المتطرف الحاكم بزعامة نتنياهو يزداد ميولا الى التطرف مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية. "فإسرائيل تحاول جاهدة تخويف شارعها من اجل اختطافه والوصول به الى طريق مسدود بعيد عن السلام والاستقرار وتحاول حكومة نتنياهو المتطرفة التصعيد من خلال قطعان المستوطنين من اجل تحويل الصراع من سياسي الى ديني متطرف وأقرب ما يكون الى الفكر الفاشي"، الامر الذي استدعى انتقاد بعض القيادات الاسرائيلية لسياسة الحكومة الحالية الخطيرة والتي يتعاظم فيها دور المستوطنين المتطرفين كما كان الحال في فرنسا ابان الاستعمار النازي لها. ودحض الهرفي ادعاءات حكومات إسرائيل بأنهم موجودون لحماية اليهود في العالم، مشددا على ان المشروع الصهيوني هو مشروع امبريالي استعماري، وانه لا يمكن قبول الخلط بين مصطلحي معاداة السامية ومعادة الصهيونية ذلك ان العرب هم ساميون وأن كثيرا من اليهود هم معادون للفكر الصهيوني، متسائلا، هل يعقل ان يكون العرب الساميون معادون للسامية واليهود معادون لليهودية بسبب عدائهم للصهيونية؟ في إشارة لخطاب الرئيس الفرنسي أمام مجلس ممثلي الجالية اليهودية في فرنسا بالأمس والذي خلط فيه الرئيس ماكرون بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية.قد يهمك ايضا إحالة 8 أشخاص إلى المفتي في قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري
الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني يؤكدان على الإلتزام بـ"حل الدولتين"