رام الله - فلسطين اليوم
التقى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي في العاصمة القيرغيزية بشكيك، اليوم الأحد، نظيره القيرغيزي يرلان عبد الدايف، وذلك في إطار جولته في جمهوريات آسيا الوسطى، ولقاءاته ومحادثاته المكثفة مع رؤساء ومسؤولي هذه الدول.
وتناول الجانبان العلاقات الثنائية بين فلسطين وجمهورية قيرغيزيا، والتطورات الحاصلة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وأيضا الأوضاع في آسيا الوسطى، بالإضافة إلى مجموعة من القضايا الاقليمية والدولية التي تهم الجانبين.
واستعرض المالكي الأوضاع المعقدة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وخصوصا بعد قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وانعكاس ذلك على الدور الأميركي السابق باعتباره دورا وسيطا وراعيا لعملية السلام، والذي اعتبره الوزير المالكي انقلابا على هذا الدور، حيث انتقلت الإدارة الأميركية من دور الوسيط إلى دور الشريك للاحتلال والاستيطان، وهذا يعني بالنسبة للجانب الفلسطيني انتهاء الدور الأميركي الراعي لأية عملية سلام، ما لم تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها المخالف لالتزاماتها لدى الجانب الفلسطيني، وأيضا المخالفة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار القدس أرضا محتلة، وهي ملف رئيسي من ملفات الحل النهائي بين الجانبين، مؤكدا في الوقت ذاته التزام الجانب الفلسطيني بأي مبادرة لأي طرف إقليمي أو دولي تستند للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأسس عملية السلام القائمة على حل الدولتين، تضمن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م والقدس الشرقية عاصمة لها.
من جانبه، أكد عبد الدايف موقف بلاده الثابت والداعم للموقف الفلسطيني لاعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وهي أراضٍ فلسطينية محتلة، ويجب العمل مع كافة الأطراف من خلال منظمة التعاون الإسلامي والمجموعات الإقليمية والدولية، لضمان إطلاق عملية سياسية سلمية متوازنة تضمن الوصول للسلام المنشود، والذي سينعكس ايجابا على حالة الاستقرار والسلم في المنطقة والعالم.
وأشار إلى حرص بلاده على المشاركة في كافة الفعاليات والمؤتمرات المخصصة لدعم فلسطين، بالإضافة إلى حرص بلاده على دعم الجانب الفلسطيني في طلبه لعضوية منظمات دولية واقليمية، التي من شأنها حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانب آخر، تداول الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشاد الوزير القيرغيزي بزيارة نظيره الفلسطيني واعتبرها مدخلا مهما لإطلاق مستوى جديد من العلاقات بين الجانبين، وأكد حرصه على المتابعة للتحضير لعقد لجنة مشتركة بين الجانبين، تضم في أجندتها كافة القضايا السياسية والدبلوماسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والعلمية والطبية والزراعية، بالإضافة للجانب الأمني والبرلماني.
واتفقا على المتابعة الحثيثة مع كافة وزارات الطرفين لضمان مراجعة وانجاز الجوانب الفنية والقانونية لهذه الاتفاقيات، للمصادقة والتوقيع عليها بشكل نهائي، كما اتفق الجانبان على تعزيز التشاور بين الجانبين على كافة المستويات بما فيها سفراء البلدين في المنظمات الدولية ودول الاعتماد في العالم، وتكثيف الزيارات على كافة الأصعدة والمستويات، للوصول بعلاقات البلدين إلى مستوياتٍ متقدمة.
وشارك في الاجتماع مساعد وزير الخارجية والمغتربين مازن شامية، وسفير دولة فلسطين غير المقيم لدى قيرغيزيا محمد ترشيحاني، ومسؤول ملف آسيا وأفريقيا لينا حمدان، والملحق الدبلوماسي دانية دسوقي من مكتب الوزير.