واشنطن ـ فلسطين اليوم
أوفدت الصين الجمعة مبعوثا خاصا الى كوريا الشمالية في زيارة وصفها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ب"الخطوة الكبيرة" بعدما حض بكين على ممارسة ضغوط مكثفة على حليفها النووي وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ ان الدبلوماسي سونغ تاو في طريقه إلى كوريا الشمالية موفدا من الرئيس شي جينبينغ لاطلاع المسؤولين على تطورات المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني "وقضايا ذات اهتمام مشترك".
غير ان المحللين يتوقعون ان يناقش سونغ الازمة النووية التي تثير توترا بين البلدين بعد ان أيدت الصين عقوبات دولية على بيونغ يانغ بسبب تجاربها الصاروخية والنووية الاخيرة وترامب الذي حذر الرئيس الصيني خلال زيارته الى بكين الاسبوع الماضي من ان "الوقت ينفد بسرعة" لحل الازمة النووية، رحب على تويتر الخميس بالمهمة ووصفها "بالخطوة الكبيرة، سنرى ما سيحدث".
ويريد الرئيس الاميركي من الصين التي تشكل 90% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية ان تزيد من ضغوطها الاقتصادية على النظام المنعزل لكن الخبراء لا يتوقعون نتائج كبيرة من زيارة سونغ وقالت بوني غليزر الخبيرة بشؤون الصين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن لوكالة فرانس برس "ليس للصين نفوذ سياسي على كوريا الشمالية. تأثيرها مستمد من نفوذها الاقتصادي".
وأكدت ان "العلاقات متوترة للغاية. ربما في ادنى مستوياتها منذ الحرب الكورية" مضيفة ان مهمة الموفد "ربما تضع حدا لمزيد من تدهور العلاقات الصينية الكورية".
- علاقات في ادنى مستوى -
فرضت الصين قيودا مصرفية على الكوريين الشماليين وأيدت سلسلة من العقوبات الدولية التي تشمل حظرا على واردات الفحم والحديد الخام والمأكولات البحرية من بيونغ يانغ.
لكن بكين تخشى ان يؤدي تشديد الخناق على كوريا الشمالية الى انهيار نظامها.
والزيارة هي الاولى لمسؤول صيني كبير الى بيونغ يانغ منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016 عندما زارها نائب وزير الخارجية ليو جينمين.
ولم يقدم غينغ الكثير من التفاصيل حول الزيارة قائلا انه لا يعرف اذا وصل سونغ ومن سيلتقي سونغ ولا المواضيع التي سيناقشها. وأكدت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية مشاهدته في مطار بكين في وقت سابق الجمعة.
وتمر العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية حاليا "في ادنى مستوياتها على الاطلاق" ما يزيد من عزلة هذا البلد سياسيا، بحسب لو تشاو مدير مركز أبحاث كوريا الشمالية في جامعة لياونينغ للعلوم الاجتماعية.
ومن المرجح ان يلتقي سونغ بصفته الدبلوماسية الرفيعة، كبار المسؤولين الكوريين الشماليين.
وقال لو "إن راي الصين فيما يتعلق بكوريا الشمالية لا يزال مهما وبالتأكيد سيحظى باهتمامهم الكلي".
- تجميد مقابل تجميد -
ووسط تصاعد الازمة النووية دفع الرئيس شي باتجاه المفاوضات و"مقاربة من مسارين" تقوم بموجبها الولايات المتحدة بتجميد مناوراتها العسكرية في المنطقة مقابل وقف الشمال برنامجيه النووي والبالستي.
وقال ترامب في وقت سابق هذا الاسبوع ان شي وافق على التخلي عن خطته خلال محادثاتهما الاسبوع الماضي، لكن بكين اكدت انها لا تزال على موقفها.
وقال غينغ "نعتقد انه في الظروف الراهنة، فإن مبادرة التعليق مقابل التعليق هي أكثر الخطط واقعية ومنطقية وعدالة ويمكن تنفيذها".
ولا يتوقع الخبير في مسائل الامن لمنطقة آسيا المحيط الهادئ في جامعة سيدني يوان جينغدونغ نتائج تذكر من مهمة سونغ.
وقال يوان "يمكن ان نتوقع نوعا من انقاذ ماء الوجه، التزامات مطمئنة لكن عامة جدا وغير واضحة من دون تغيرات جوهرية في برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي".
وقال ان الزيارة هدفها "تحذير كوريا الشمالية من مغبة التصرف بشكل مفرط، اكثر من اجبارها على التخلي عن السلاح النووي" لان اهم اولويات الصين لا تزال الحفاظ على استقرار اقليمي.
ومن المرجح ان يقوم سونغ "بطمأنة كيم انه اذا تصرف ضمن الحدود المعقولة يمكنه ان يتوقع من بكين الاستمرار في تقديم بعض المساعدة ومنع توسيع العقوبات".