رانغون ـ فلسطين اليوم
التقت زعيمة بورما المدنية اونغ سان سو تشي الخميس وزير خارجية بنغلادش لبحث امكانية التوصل الى اتفاق لاعادة مئات آلاف من اللاجئين الروهينغا الذين فروا من أعمال العنف في ولاية راخين المجاورة، الى بورما فيما يتصاعد الضغط الدولي لحل أزمة اللاجئين وتدفق أكثر من 620 الف شخص الى بنغلادش منذ آب/اغسطس هربا من حملة قمع قام بها الجيش البورمي في ما اعتبرته واشنطن "تطهيرا عرقيا ضد الروهينغا".
وتأتي المحادثات بين اونغ سان سو تشي ونظيرها البنغلادشي عبد الحسن محمود في نايبيداو قبل زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس الى الدولتين بعدما عبر عن تعاطف كبير مع معاناة الروهينغا وسينضم البابا الى مجموعة من القادة العالميين الذين زاروا نايبيداو عاصمة بورما في الاسابيع الماضية للضغط على قادتها وبينهم قائد الجيش القوي مين اونغ هلاينغ لحل هذه الازمة.
والتقت اونغ سان سو تشي وزير خارجية بنغلادش في نايبيداو وبحثا "تطوير التعاون والعلاقات بين البلدين لقبول الاشخاص الذين تركوا راخين، والتعاون المستمر بين الدولتين" كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية البورمية ولم يتسن الاتصال بمسؤولين للحصول على تعليق لمعرفة ما اذا كان التوصل الى اتفاق نهائي اصبح وشيكا.
ووافقت بورما ذات الغالبية البوذية والتي تنفي ارتكاب اي فظاعات ضد اقلية الروهينغا المسلمة على العمل مع بنغلادش لاعادة بعض اللاجئين الروهينغا الذين يتكدسون في مخيمات وسط ظروف مزرية والاسبوع الماضي اعلن قائد الجيش مين اونغ هلاينغ انه "من المستحيل قبول العدد الذي تقترحه بنغلادش".
- ضغوط دولية-
اعتبرت واشنطن الاربعاء ان اعمال العنف بحق الروهينغا ترقى الى "تطهير عرقي".
وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي زار بورما في منتصف الشهر الحالي حيث التقى قائد الجيش وزعيمة بورما المدنية "بعد التحليل المتأني والمتعمق للوقائع المتوفرة، يتضح أن الوضع في شمال ولاية راخين يمثل تطهيرا عرقيا ضد الروهينغا".
وأضاف تيلرسون "يجب أن يحاسب المسؤولون عن هذه الفظاعات التي ارتكبها البعض داخل الجيش وقوات الأمن البورمية وعناصر الميليشيات المحلية وأرغمت مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال على الهرب من ديارهم في بورما واللجوء إلى بنغلادش". ولم يستبعد فرض "عقوبات محددة" ضد المسؤولين عن أعمال العنف.
من جانب آخر ينوي البابا القيام اعتبارا من الاثنين بزيارتين حساستين، الى بنغلادش المسلمة وبورما البوذية، حيث سيتم الانتباه الى اقواله في ما يتعلق باقدام الجيش البورمي على طرد الروهينغا.
وسيعقد لقاء البابا مع "مجموعة صغيرة من الروهينغا" في اطار "لقاء ديني ومسكوني من اجل السلام"، مساء الجمعة في الاول من كانون الأول/ديسمبر في دكا.
وخلال الجزء الأول من زيارته الى بورما (من 26 الى 30 تشرين الثاني/نوفمبر)، قرر البابا فرنسيس ان يضيف الى برنامجه لقاء "خاصا" مع قائد الجيش البورمي الجنرال مين اونغ هلينغ، كما سيبدأ ايضا زيارته بلقاء ديني "خاص".
ويتعرض افراد اقلية الروهينغا لاعمال عنف طائفية منذ سنوات فيما تتزايد مشاعر العداء ضد المسلمين في بورما البوذية بمعظمها.
كما تعرضوا لاضطهاد من قبل الحكومة التي تحرم افراد هذه الاقلية من الجنسية وتقيد بشكل كبير حركة تنقلها وكذلك حصولها على الخدمات الاساسية.
واندلعت الازمة الاخيرة بعدما هاجم متمردون من الروهينغا مراكز للشرطة في 25 آب/اغسطس.
ورد الجيش بحملة عنف في ولاية راخين الواقعة شمال البلاد وتحدث لاجئون عن فظاعات ارتكبها الجنود وعصابات من البوذيين حيث ذبحوا قرويين واحرقوا قرى بكاملها.
وينفي الجيش هذه الاتهامات لكنه يفرض قيودا مشددة على الدخول الى منطقة النزاع.