عمل فني في باريس

أحذية نسائية عالية الكعب فوق سجادات للصلاة، كان ذلك العمل الفني الذي اختارته الرسامة الفرنسية- المغربية زوليخة بو عبد الله في معرضها بالضاحية الباريسة. معرض ألغي خوفا من صدم مشاعر المسلمين في ظل الهجمات الإرهابية التي عرفتها فرنسا خلال الأسابيع الماضية.

كثر الحديث عنه بالساحة الفنية الفرنسية حتى قبل تقديمه للجمهور الفرنسي في مدينة "كليشي لغارين" بالضاحية الباريسية، هو العمل الفني الذي حمل عنوان "صمت" لصاحبته الفنانة الفرنسية - المغربية زوليخة بوعبد الله.

العمل الفني، أحذية نسائية عالية الكعب فوق سجادات للصلاة، الذي كان من المفروض أن يكون واحدا من الأعمال الفنية التي تضمنها معرض "أنوثة أو تمثيل الرموز" بقاعة "فوندوم" بالمدينة، تقرر منعه في آخر لحظة، بأمر من صاحبة العمل ومحافظ المعرض، بعد تحذيرات من مسؤولي البلدية من إمكانية وقوع صدامات بسببه، في ظل وضع أمني حساس تعرفه فرنسا أسابيع قليلة بعد هجمات باريس التي نفذها جهاديون وقتل فيها 17 شخصا.

صدم مشاعر المسلمين في ظل وضع أمني حساس بفرنسا

حسب النائب المكلف بالثقافة في البلدية نيكولا مونكو، فإن فيدرالية الجمعيات المسلمة في مدينة كليشي هي من حذرت السلطات البلدية من ذلك بعد "انزعاج" الكثير من المؤمنين من العمل الفني "صمت" لزوليخة بوعبد الله، وتم ذلك "بطريقة مسؤولة وشرعية في ظل الوقت الصعب بفرنسا" يضيف نيكولا مونكو.

"لا يمكنني معرفة من يقف وراء من.. أولئك الذين نفذوا الهجمات هم بيننا (الأخوان كواشي كانا يسكنان في جونفيليي في نفس المحافظة) ولا أحد لاحظ شيئا، نحن متطوعون، إذا كانت لدينا مخاوف، فمن واجبنا التنبيه إليها" يقول مراد بوشطارة رئيس فيدرالية الجمعيات المسلمة في حوار مع يومية "لوبارزيان الفرنسية.

تحذيرات يبدو أنها وجدت آذانا صاغية، حيث أبلغت البلدية في 22 يناير/ كانون الثاني، المسؤولين عن المعرض عن إمكانية وقوع "هجمات محتملة" و"لا يمكن السيطرة عليها".

وهو ما كان عليه، حيث جاء معرض "أنوثة أو تمثيل الرموز" الذي يهدف إلى تسليط الضوء على عمل 18 امرأة من دون "صمت" وبدون الفنانة زليخة بوعبدالله.