رام الله ـ وفا
احتضن متحف محمود درويش مساء اليوم الأحد، حفل إطلاق وتوقيع رواية 'مدينة الحب والخطايا' للكاتبة الفلسطينية ابنة شفا عمرو مرمر القاسم، وقام بتقديمها وإدارة الندوة الشاعر وليد الشيخ.
قدم وليد الشيخ الكاتبة من خلال وجهة نظره في الرواية كقارئ لا كناقد، ذلك أن القراءة تعتبر كتابة ثانية للنص قد تحيل المعنى إلى غيره وقد تحمل اللغة ما لا طاقة لها به، وقد تستعين بالدلالات النفسية لا اللغوية للدخول إلى عالم الكاتب، ما قد يستدعي تأويلات لا علاقة لها بالأمر، وأوضح أنه بالرغم من عدم اتفاقه مع ما ذهبت له الكاتبة في روايتها لكنها لديها قدرة على إحالة ما نوت اقترافه وما فعلته إلى نص شيق، وأشار إلى أنه لاحظ غضبا عارما يأتي من صفحات الرواية قد يكون عائداً إلى أن خارطة الوطن الطبيعية رسخت بألوان السياسة وأن أي فعل آخر لرؤية فلسطين كاملة ومتوهجة محكوم عليه بالخسران بمجرد إعادة النظر للخط الأخضر، وأنهى تقديمه بالإشادة بالرواية واعتبارها رواية سينمائية بامتياز.
من جانبها قالت مرمر القاسم إن على الروائي مهمات كثيرة وأولها هو خلق جو من القلق للقارئ مما يدعوه لطرح تساؤلات كثيرة تحتمل أكثر من إجابة وهذا ما يخلق الاختلاف فهي ترى بأنه جيد وضروري لوعي المجتمع، كما وأنها وصفت نفسها بأنها لا تزال تحبو لتعلم اللغة العربية ويأتي هذا بحكم تواجدها داخل اراضي عام 48، مما يدفعها للتعامل يومياً باللغة العبرية سواء من خلال المعاملات الرسمية أو التعامل المباشر في الأماكن العامة، لذلك فهي مصرة على ضرورة التركيز على اللغة العربية والتعامل بها دون استعارة مفردات أخرى ليست ضرورية من اللغات الأخرى.
كما وتطرقت القاسم إلى قضية تهميش أسماء المدن المحتلة داخل اراضي 48 مثل حيفا والناصرة ويافا وغيرها، والتعامل معها ككل على أنها دولة واحدة باتت بعيدة كل البعد عن نصفها الآخر وهذا ما يعمل على ترسيخ وتوسيع الشرخ بين الفلسطينيين رغم أن الفرق الوحيد بينهم يكمن في الإدراك الفكري فقط، وأنهت حديثها بالإشارة إلى أنها لا تكتب من خيالها إنما فقط تجسد ما تعيشه بشكل صادق حتى أن شخصيات الرواية حقيقية وواقعية مع تبديل الأسماء الحقيقية بأسماء مستعارة.