آثار بصرى الشام

أظهر شريط فيديو نشرته جمعية حماية الآثار السورية، الأضرار التي لحقت في الفسيفساء الرومانية والحجارة القديمة في موقع اليونسكو للتراث العالمي في مدينة بصرى الشام الأثرية جنوب سورية.

 وبصرى هي مدينة تاريخية تتبع محافظة درعا، حيث تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق العاصمة، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 850 مترًا، وكانت عاصمة دينية ومركزًا تجاريًا هامًا وممرًا على طريق الحرير الذي يمتد إلى الصين ومنارة للحضارة في عدة عصور تعود لآلاف السنين.

كما يوجد في المدينة التاريخية مسرح، يدعى "مدرج بصرى" يقع في قلعة بصرى الأثرية، كانت تنظم عليه فعاليات مهرجان بصرى الدولي، ومن المعالم السورية المميزة.

وأخيرًا أصبحت المدينة الأثرية أحد مسارح المعارك بالأسلحة النارية بين القوات الحكومية والمتمردين، ويبدو أن بعض المعارك وقعت داخل منطقة اليونسكو.

ويظهر شريط الفيديو الفسيفساء مكسورة بالإضافة إلى الحطام الذي أصاب المسرح القديم والذي يساع لنحو 15 ألف متفرج وسط الأعمة الكورنثية، تظهر اللقطات المسلحين يمشون على الحجارة الرومانية، وهم يحاصرون المسرح.

ووصف مصور الفيديو مدى الضرر الذي لحق بالمسرح، قائلًا أن "الجيش الحر يحاول حماية هذه الآثار التاريخية، بعدما تعرض المدرج للقصف الجوي، بالقنابل والبراميل والصواريخ، كما أنه لا يوجد علماء آثار أو فرق أثرية في المدينة لحمايتها".

ويظهر شريط فيديو آخر، المقاتلين يحتمون من طلقات النار مختبأين خلف الأعمدة الرومانية وأسوار المدينة، التي انقطع عنها السياح بسبب الحرب السورية، ويوضح شريط الفيديو أن المدينة محاطة بالدخان بسبب إطلاق النار، في أماكن تجوب السياح قبل الحرب.

وناشدت المدير العام لليونسكو إيرينا بوكوفا، بانهاء الصراع في مواقع التراث العالمية، مؤكدةً أن مثل هذه المناطق المحيطة والأماكن الثقافية الكبرى يجب أن تظل بعيدة عن الصراع.

وحتى بداية الصراع في عام 2011، كانت بصرى أحد أكبر مدن جذب السياح إلى البلاد، وهي تستضيف لمهرجان كل سنتين داخل المدرج التاريخي.

وأوضح أحد ملاك الفنادق المحيطة في المنطقة، أن الحرب دمرت مصدر رزقه حيث صناعة السياحة، موضحًا أنه قبل الحرب تجاوزت الحجوزات الأماكن المتاحة وكانت كافة الفنادق والحافلات مشغولة، ولكن بعد الحرب تضرر عدد لا يحصى من الفنادق وغيرها.

وتظهر الصور التي نشرتها هيئة الآثار السورية، نمو الأعشاب الضارة في موقع اليونسكو، وتضرر أسقف أحد المساجد وهو المسجد العمري والذي بات آيل للسقوط بسبب قذائف الهاون، والأضرار التي لاحقت بالآثار بسبب المعارك النارية.

وفي أماكن أخرى في سوريا، أوضحت هيئة الآثار، تعرض متحف إدلب للتدمير الكامل بعد سقوط قنبلة ضربت الجانب الشرقي من المبنى، ويحتوي المتحف على آثار يبلغ عمرها 4 الآلاف عام.

كما أكدت الهيئة تعرض الآثار للنهب والسرقة من قبل الجماعات االإسلامية في الشهر الماضي.

ودعت المؤسسات الدولية للتحرك السريع، ومنع المزيد من الغارات الجوية، كما ناشدت الجماعات الإسلامية المسيطرة على إدلب السماح للمدنين بحماية المواقع الأثرية في المدينة.