الجامعة الإسلامية في غزة

في تأكيد على عدم صحة المقولة "الإسرائيلية" أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، صمم طلاب فلسطينيين من قطاع غزة مشروعًا مجسمًا للحفاظ على العمارة الفلسطينية والإرث الحضاري، والذي تسعى "إسرائيل" جاهدةً لطمسه ومحيه من الوجود.
 
ويوضح عبد الله الأعرج (23عامًا) أحد مصممي مشروع "الإلياذة الفلسطينية"، والذي يُعد مشروع تخرجهم من الجامعة الإسلامية في غزة، أن تسميته "الإلياذة: الملحمة" نابعة من حرصهم على حفظ الموروث الحضاري، والمعماري الفلسطيني.
 
ويقوم مشروع الأعرج وزملائه على توثيق للتاريخ الفلسطيني والعمل على صون إرثه الحضاري والإنساني، عن طريق تجسيد العمارة الفلسطينية عبر مجسم معماري كبير.
 
ويضم المجسم مجموعة من المباني والأمكنة التي تحوي إرثًا حضاريًا مثل، "المتحف الوطني، وبيت الحكاية الفلسطيني، والمكتبة، و"البانوراما الفلسطينية"، وتجسيدها بشكل ثلاثي الأبعاد.
 
ويقترح الشبان الفلسطينيون بناء المجسم على قطعة أرض بجبل الزيتون في القدس المحتلة، واستخدموا فيه شجر الزيتون والصنوبر، للدلالة على الحضارة والقدم التاريخي للقضية.
 
ويضيف، "من خلال دراستنا عرفنا أن "إسرائيل" هدمت مئات القرى ودمرتها، وأحلّت الأسماء التوراتية بدلًا من الأسماء الفلسطينية مثل "شهل يزراعيل" بدلًا من مرج بن عامر، ونهر "اليروكون" بدلًا من نهر العوجا، وغيره من الأسماء الذي عملوا على إزالتها".
 
ويأمل القائمون على المشروع أن يتحول لحقيقة معمارية تؤدي دورها بشكل تفاعلي من أجل تعريف الناس بحقيقة القضية الفلسطينية، وضرورة الحفاظ عليها من العابثين، وفق تعبيره.
 
وفي قصة أخرى من قصص إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه، ومجابهة الادعاءات "الإسرائيلية" الزائفة بأحقيتهم بأرض فلسطين، وجدت الطفلة ملك مطر (15عامًا) في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتعريف بقضيتها.
 
وذكرت مطر، "أن عبارة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" التي قالها زعماء الحركة الصهيونية كانت كفيلة بتشجيعي على إنشاء صفحتي على "تويتر"، لبيان افتراء تلك المقولة على شعبنا، والتصدي لمحاولات التهويد التي تبعت عن ذلك".
 
وبرز نشاط الطفلة المدونة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت إبان العدوان "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي، إذ نشرت مجموعة من التغريدات "الفاضحة" لجرائم الاحتلال باللغة الإنجليزية، وأحدثت تفاعلًا جيدًا.
 
وتعتمد المدونة الصغيرة اللغة الإنجليزية كلغة أساسية للنشر عبر صفحتها على "تويتر"؛ وذلك لإيصال الصورة الواضحة عن قضية فلسطين للغرب باللغة التي يفهمونها.
 
ووصل متابعي ملك على صفحتها إلى نحو ستة آلاف متابع، معظمهم من المغردين الأجانب.
 
وشاركت المدونة في معرض تاريخي في العاصمة البريطانية لندن حول فلسطين في ذكرى مجزرة "صبرا وشاتيلا"، وكانت مسؤولة عن الجانب التاريخي فيه، وعرضت 260 صورة في هذا الإطار.
 
وتمتلك أصغر مؤرخة في فلسطين موهبة الرسم، والتي تستخدمها للتعبير عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورسم الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون ونشره عبر صفحتها الإلكترونية.
 
وتتطلع الطفلة ملك لانتشار أوسع لصفحتها عن طريق تعلمها لعدة لغات لضمان وصول مضمون رسالتها، وتؤكد أنها تتعلم اللغة الفرنسية أملًا في إيصال رسالتها وتاريخ قضيتها لأكبر جمهور حول العالم".