رام الله - وفا
أعلنت الكلية العصرية الجامعية، الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، شخصية العام الثقافية والاكاديمية لعام 2014.
وأطلقت الجامعة أسم الشاعر الراحل على فوج الخريجين الـ31 من طلبتها، وذلك في حفل أقامته الكلية اليوم الأحد، في حرم الكلية العصرية الجامعية في مدينة رام الله، برعاية محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن الهامات الادبية والثقافية والوطنية التي تترك اثرا كبيرا في حياة ابناء شعبها، لم ولن تموت، فالموت الجسدي لا يعني تلاشي الموروث الثقافي الذي تركه هؤلاء المبدعون.
وأكدت أن قصائد القاسم شكلت وطنا من الحرية ومساحة شاسعة من الأمل والاصرار على المقاومة في نفوس كل الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم السياسية والتنظيمية.
وتناول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أشعار القاسم وما كانت تشكله للحركة الاسيرة، مبينا ان قصائده كانت بمثابة نوافذ للضوء والامل، يطل من خلالها الاسرى على الحياة. وأكد أن الشاعر الراحل شكل كابوسا للاحتلال بشعره وادبه ونهجه الوطني. وقال رئيس منتدى العصرية الابداعي حسن عبد الله، في كلمته، إن الشعراء والمبدعين يموتون جسديا، لكنهم يظلوا احياء بأدبهم وموروثهم الثقافي والابدعي، مشيرا الى ان القاسم رحل بشجاعة من لا يهاب الموت.
وعبر رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية سامر الشيوخي عن اعتزازه وفخره بالشاعر القاسم، وقال: نحتفي اليوم بمسيرة الشاعر الكبير سميح القاسم، الذي رحل بعد ان اثرى المشهد الثقافي الفلسطيني شعرا وادبا'.
وأعلن الشيوخي أن مجلس الامناء قرر في جلسته الاخيرة اطلاق اسم الشاعر الكبير سميح القاسم على احدى قاعات العصرية الجامعية، تخليدا لذكرى هذه القامة الوطنية والابداعية.
وبيّن الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، أن الخطوة الأقوى في حياة سميح القاسم كانت تشبثه بأراضي الـ48 وبلدته الرامة، رغم اجراءات المستعمر بحق اهلنا هناك، وبقي في ارضه متحديا التجنيد الاجباري وسلب الفلسطينيين من هويتهم الثقافية والوطنية.
ومن جانبه، قال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن الشاعر الراحل شكل قاسما مشتركا لكل القوى والأحزاب، وكان قاسما مشتركا كذلك في عطائه وأدبه وصموده وإبداعه الثقافي والشعري.
وأشار أبو يوسف إلى أن كثيرا من دول العالم تتناقل قصائد وأشعار القاسم، الأمر الذي يدل على المستوى الثقافي الإبداعي العالي الذي كان يتمتع به الشاعر الراحل.
واختتم الحفل بكلمة قريبة الشاعر القاسم، الاعلامية ايمان القاسم، التي توجهت بالشكر للكلية العصرية الجامعية، مستذكرة الاحتفال الذي أقامته العصرية الجامعية قبل بضعة أشهر لتكريم الراحل، وكيف ان المرض منعه من الحضور الى مدينة رام الله، إلا انه اصرّ على المشاركة في الاحتفال وتحدث الى الحضور حينها هاتفيا.
ونقلت القاسم شكر عائلة الشاعر الكبير وأرملته وأبناءه الى الحضور، مؤكدة اننا شعب واحد بهوية وطنية واحدة وحلم واحد.
وبعد تسليم الاعلامية القاسم درع التكريم من قبل رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية، اختتم الاحتفال بغناء قصيدة 'منتصب القامة'.