الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

دعا وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى تبني نظام وإستراتيجية وطنية شاملة لرعاية الشباب والاستفادة منهم في العمل التطوعي، مؤكداً بأنه يؤمن بأنه كل ما صغر الإنسان في السن أصبح عنده من الفعالية التي تجعل منه - بعد توفيق الله - شعلة من النجاح في كل عمل يقوم به خاصة في الأعمال التطوعية، لأن الشباب لا يريدون مكاسب دنيوية بل يريدون نجاحاً يتفاخرون به ويكونون من خلاله شخصيتهم.

وأضاف آل الشيخ خلال مشاركته في "لقاء الخميس للرموز" الذي أقيم بقاعة الفريدة بالرياض، بأن الشباب هم الأمد وليس فقط الأمل، موضحاً بأنه يلمس فرقاً كبيراً بين جيله وجيل الشباب الحالي، فالفرق بين الجيلين 30 سنة إلا أن هناك استعدادات وإمكانيات كبيرة جداً أختلف معها طريقة النظر للأمور وطريقة التفكير، مؤكداً أن الوطن بحاجة من كبار السن وأصحاب التجربة التوجيه، وبحاجة للانطلاقة والفعل والحركة من الشباب.

وأشار وزير الشؤون الإسلامية بأن الوطن بحاجة إلى دعم الشباب بكل الوسائل، وفي مختلف المجالات التي من الممكن أن ينجحوا فيها، وفتح الفرص لهم لإثبات أنفسهم، من خلال لقاء وطني مفتوح وكبير للشباب، يرسم من خلاله الأفكار وخارطة الطريق الكبرى للمجالات التي يحبها الشباب ويهتمون فيها، أو يعتقد أن مجموعة من الشباب مهتمة بها، ويتم رصد تلك المجالات في جداول يتمخض عنها مشروع وطني كبير لحركة الشباب.

وبين آل الشيخ بأن مجال العمل هو المحك الحقيقي للشباب، ومن خلاله يتم التركيز على مجالات القوة والإبداع والتميز، ولو من خلال برامج العمل التطوعية، منوهاً بالعديد من الإنجازات للشباب التي بدأت بعد انخراطهم في أعمال صغيرة وتطوعية، اكتشفوا من خلالها مواهبهم وقدراتهم والمجالات التي يتميزون فيها، مشيراً إلى أن نوعية التدريس الحاضرة في مدارسنا ضعيفة، وبرامج اكتشاف المواهب للطلاب قليلة وغير كافية.

وكان وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قد تحدث خلال اللقاء عن قصة حياته ونجاحه، وقسم قصته إلى قسمين الأول عن مرحلة الدراسة وطلب العلم، والقسم الثاني عن تجربته في الإدارة التي امتدت ل 12 عاماً، وبين أن دراسته كان طالباً في كلية الهندسة ووصل إلى المرحلة الأخيرة في دراسته، ولكن في تلك الفترة حبب إليه العلم الشرعي فقرر أن يترك كلية الهندسة وأن يطلب العلم الشرعي ويتخصص في الحديث.

وأشار آل الشيخ أن تحوله من الهندسة إلى العلم الشرعي بدأ معه بتحدٍ، فالعلم الشرعي متنوع ومن السهل ومنه الصعب، واختار الأصعب وهو التخصص في علم الحديث، موضحاً أن علم الحديث منقسم إلى نوعين أما الاعتماد على أقوال العلماء ممن سبقوا، وإما الخوض كما خاضوا والتدقيق في الروايات وفي الرجال، واستفاد من دراسته الحديث بأن النقد أمر ضروري ولا بد من النقد في الحياة، وأن الأمور درجات فليس هناك حق كامل ولا باطل كامل.

وعن تجربته في الإدارة، أوضح وزير الشؤون الإسلامية بأنه تقلد المنصب في أحلك الظروف، ترافقت مع أحداث 11 سبتمبر، ثم التفجيرات والأحداث الإرهابية في المملكة، والحرب على أفغانستان والعراق، وكانت تلك العشر سنوات من 1421 إلى 1431ه من أصعب السنوات التي واجهتها المملكة والسلطات الدينية، عبر هجمة شرسة من الغرب كانت كفيلة بأن تعصف بها، ولكن بتوفيق الله وحكمة ولاة الأمر تمكنت المملكة من تجاوز تلك الهجمات.

وأكد آل الشيخ بأن تلك العشر سنوات كانت عصيبة، فهي عصيبة ليس في التحدي العسكري، بل في التحدي الفكري والسياسي، وكيف تحافظ على نفسك والمجتمع الإسلامي المؤمن، وتبعد السلبيات والضغوط وتقنع العالم بما أنت عليه، مشيراً إلى أن الشخصية الشرعية السياسية تتطلب موصفات مختلفة عن الشخصية الشرعية العلمية، لتحاج بأسلوب وفهم علمي شرعي سياسي، وتبين صورة المملكة في العلاقات الدولية.

وقال وزير الشؤون الإسلامية بان النقاد والإعلاميين ظلموا أنفسهم بسبب النقد بلا إنصاف، وذلك مع بداية ثورة الإعلام الجديد، فالنقد وسيلة للجودة فإذا كان نقداً بلا إنصاف فهو يحبط، مشيراً إلى أن السلطة الإعلامي موجهة وفيها تصفية حسابات ينتج عنها ظلم على الشعب وعلى المسؤولين وعلى الإنجازات، فما ينشر في الإعلام من المفترض أن يكون حراً، لكنه للأسف إعلام موجه باتجاهات معينة.

وأضاف آل الشيخ بأن هذا التوجه في الإعلام يعطي المجتمع عدم وضوح في الصورة وتشتت، وبالتالي يظلم جميع الشعب السعودي في إيضاح الحقيقة له، فإن أرادوا شيئاً جعلوه شمساً وإن لم يريدوه جعلوه ظلاماً، وهذا خلاف مبتغى الحقيقة، معتبراً أن ما يحدث في هذه السنوات مع ثورة الإعلام الجديد، لو يأتي الدارسون له بعد سنوات سيجدون أنه حراك مجتمعي منفعل وغير منصف، لأنه لا يرى الحقيقة كما هي، فأي مجموعة لها رغبة في شيء تتوجه إليه.