ورشة عمل تعكس تخطي الرقابة التقليدية

أوصى المشاركون في ورشة “مستقبل الدراما السورية” في ختام أعمالها اليوم بقاعة أمية في فندق شيراتون دمشق بضرورة مواجهة الهجمة الظالمة التي تتعرض لها سورية كنموذج حي للعيش الواحد والتنوع.

وأكدوا في البيان الذي صدر في ختام أعمال الورشة بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي ضرورة تقديم أعمال تترجم الثقافة السورية بكل سماتها وخصائصها وفي مقدمتها الاعتدال بعيداً عن التطرف والتعصب والاقتراب من الشارع السوري أكثر وملامسة قضاياه الملحة بشكل جدي.

وأوصى البيان بضرورة جذب جمهور الأطفال ليشاهد ما يجري حولنا من وجهة نظر مختلفة عما يراها في الخارج إضافة لتشكيل لجنة دائمة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من خريجي علم الاجتماع والتربية وعلم النفس وأحد المختصين الدراميين كالمخرجين مهمتها مراجعة المسلسلات وتحديد الفئة العمرية التي ينصح بأن تتابع كل عمل بحيث لا يسمح بعرض أي عمل دون أن يكون في زاوية الشاشة العمر الذي ينصح به.

ونوه البيان إلى ضرورة إعادة إعمار الإنسان السوري بإعادة ترميم التصدع الذي أصاب النفوس والعلاقات الاجتماعية والعيش الواحد فالدراما السورية هي من أهم الوسائل السلسة للتأثير على المشاهد السوري ولذا يجب توظيفها بالمرحلة الحالية لهذا الهدف النبيل.

وبالنسبة للجانب الاجتماعي أوصى البيان بإنشاء ملتقى للدراميين السوريين يقدم نشاطات متعددة من معارض أو لقاءات وورش عمل مصغرة دائماً أما بالنسبة للجانب الإعلامي.. رأت الورشة ضرورة تشجيع الفضائيات الخاصة لتستقطب المسلسلات الدرامية على أن يكون منتجها وبرامجها دراميا صرفا وليس مجرد مسلسلات ودبلجة وتشجيع فضائيات خاصة محلية تفرض التنافس وتستقطب منتجات درامية إضافة الى انشاء موقع إلكتروني ومطبوعة تناقش الأعمال الدرامية نصا ومشهديا واخبارا ويكتب فيها متخصصون ونقاد فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات كاملة لكل الأعضاء تتم تغذيتها بشكل دائم من أرشيف وصور وأعمال ومقاطع للأعمال الفنية تكون مرجعا ومادة للصحافة كافة.

وفي الجانب الرقابي أشار البيان إلى ضرورة إنشاء لجنة عليا تتبدل للتقييم الفكري والفني والهندسي في القطاع الخاص والعام مهامها بالدرجة الأولى وضع خطة مستقبلية بما يتوافق مع سياسة الدولة وتطور المجتمع وذلك عبر إعادة هيكلة آلية الرقابة بحيث “نحتكم لفكر رقابي مؤسساتي وليس لمزاجية الرقيب بينما تتولى لجنة التقييم الفكري ذاتها مشاهدة الأعمال المنتجة وتقدير قيمتها الفنية وذلك عبر إيجاد آلية موحدة جديدة للتقييم بحيث يتمكن الكاتب من مناقشة اللجنة في مرحلة تقييم النص والمخرج في مرحلة تقييم المشاهدة”.

ومن الجانب التنظيمي لفت البيان إلى ضرورة إنشاء مجلس أعلى للدراما تشارك فيه شخصيات مستقلة وكل الجهات الفاعلة بما فيها مؤسسة الإنتاج و لجنة صناعة السينما والتلفزيون ونقابة الفنانين.. مهمته وضع نظام داخلي لعملية الإنتاج الدرامي يضمن وجود خبراء يضبطون عمل شركات القطاع الخاص كما ينسق بين مشاريع الإنتاج لضمان السوية وعدم التكرار وذلك بتأسيس شركة توزيع من لجنة صناعة السينما والتلفزيون وبعض شركات الإنتاج المحلية ذات الخبرة في المجال بالإضافة إلى شركة توزيع عربية تتميز بتعاملها مع المحطات العربية.

كما أوصى في هذا الجانب بالتأمين على حياة وصحة أي من العاملين في العمل الفني وإقرار جوائز دولة تشجيعية لصناع الدراما كخطوة أولى تسبق المهرجان التلفزيوني السنوي إضافة لحماية حقوق الفنانين والفنيين من خلال فرض صيغة العقد المعتمد في نقابة الفنانين على كل جهات الإنتاج.

وأوضح البيان الذي شارك في إعداه كوكبة من نجوم سورية منهم الفنان دريد لحام والفنان مصطفى الخاني والفنان أسعد فضة والفنانة ميسون أبو أسعد والفنان زهير رمضان والمخرج الليث حجو والفنان عارف الطويل والفنان عبد المنعم عمايري والكاتب حسن .م يوسف والموسيقيان طاهر مامللي وسعد الحسيني أوصت بتوحيد صيغة عقود التنازل والشراء لكل الشركات الخاصة من أجل حماية حقوق المؤلف وإنشاء اتحاد للمنتجين يرسم إستراتيجية الإنتاج الدرامي ووضع آليات إنتاج ذات أبعاد متوازنة تبني الأفكار والقيم والمطلوب سوريا الترويج لها ضمن معايير الربح والبعد الشعبي.

واقترح البيان إنشاء مركز استطلاعات رأي حول الدراما لرسم ملامح وتوجهات الرأي العام السوري والعربي وإنشاء نقابة المهن الدرامية وإيجاد مدن سينمائية.

ودعا البيان إلى إنشاء صندوق دعم تابع للمجلس الأعلى يقدم إنتاج دراما نوعية ومتميزة ودعم الكتاب وتأمين إمكانية التفرغ ما يمكن المجلس من التدخل إيجابيا في توجيه الإنتاج واقتراح إنشاء هيئة من المنتجين والاقتصاديين المتميزين ومديري المؤسسات الفنية مهمتها البحث في مصادر التمويل واقتراح تعديل الضرائب التي تتم جبايتها من الفنانين والفنيين بحيث تتزايد تصاعديا مع عدد الأعمال المقدمة سنويا.

كما دعا إلى تشجيع المنتج على فتح سوق جديد لعرض المسلسلات خارج رمضان ودفع ثمن مناسب لذلك ودعم المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي مادياً ورفع موازنتها بما يتناسب مع زيادة عملية الإنتاج وتطوير القاعدة التقنية الفنية من خلال شراء كاميرات حديثة وجزر مونتاج وبرامج غرافيك بما يتناسب مع تطوير الصورة البصرية لتنافس ما يعرض على شاشات المحطات العربية الأخرى.

أما في الجانب الأكاديمي فاقترحت اللجنة افتتاح قسم للسيناريو في المعهد العالي للفنون المسرحية وإعادة هيكلة المعهد بحيث تضاف أقسام لمختلف المهن الدرامية وإقامة ورشات عمل خاصة تخص كل جهة معنية بالدراما من منتجين وممثلين وفنيين وكتاب ومهندسي ديكور والاهتمام بثقافة الاستبيان الأكاديمي لتقييم الأعمال في مواجهة اللقاءات التلفزيونية التي تختار أشخاصاً بشكل عشوائي وإقامة دورات مرة كل ثلاثة أشهر لكتاب السيناريو الجدد لتأهيل دفعة جديدة من الجيل الجديد من الكتاب يشرف على الدورة مجموعة من الكتاب المكرسين في المشهد الدرامي إضافة إلى الاستعانة بنقاد لهم حضورهم وأهميتهم في الدورات المتبعة حيث ترعى هذه الدورة وزارة الإعلام وتشرف عليها مؤسسة الإنتاج التلفزيوني إلى جانب شراكة مع من تجده كفئا من أساتذة النقد والأدب والعمل على افتتاح مراكز تدريب وتأهيل خاصة بالمهن الدرامية.

وخلص البيان إلى تشكيل لجنة مصغرة تضم نقابة الفنانين وممثلا عن الكتاب ولجنة صناعة السينما ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمهن الأخرى المتعلقة بالدراما غايتها وضع آلية التنفيذ والمتابعة لكل ما تم الاتفاق عليه.

وشارك في الورشة التي أقيمت على مدى يومين نخبة من فناني وكتاب ومخرجي ومنتجي الوسط الفني بمواكبة إعلامية من وسائل إعلام عربية ودولية ومحلية.