وزيرا للثقافة إيهاب بسيسو

يامن نوباني

سجلت فلسطين في العام 2015 حضورا لافتا في المشهد الثقافي المحلي والعربي والدولي، فمؤسسة 'ابن رشد للفكر الحر'، التي تتخذ من برلين مقراً لها، أعلنت فوز الكاتبة الفلسطينية عائشة العودة بجائزتها السنوية لعام 2015، التي خُصصت لأدب السجون.

وحصلت عودة على الجائزة عن كتابيها 'أحلام بالحرية'، و'ثمنا للشمس'، اللذين سجلت فيهما تجربتها النضالية، ومعاناتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لأكثر من عشر سنوات، واختيرت الفائزة من قبل لجنة تحكيم شكّلتها مؤسسة ابن رشد للمفاضلة بين ثمانية عشر ترشيحا من ست دول عربية، كانت في غالبيتها تتحدث عن تجارب مريرة عاشها مناضلون في سجون الأنظمة المختلفة، بينما تحدثت التجربة الفلسطينية عن الاحتلال الذي لا يوازيه نظام قمعي في العالم اليوم، في وحشية تعامله مع الأسرى الفلسطينيين، وجور أحكامه، وقسوة المعاملة داخل سجونه.

كما شهد العام 2015 فوز الكاتب والصحفي الفلسطيني أسامة العيسة بجائزة 'الآداب' عن روايته 'مجانين بيت لحم' في الدورة التاسعة لـ'جائزة الشيخ زايد للكتاب'، بينما تسلم الكاتب والروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور، درع جائزة القدس في المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في أبو ظبي، وذلك عن مجمل أعماله الذى تنوع بين الرواية والقصة والمسرح والدراسات الأدبية. وتعتبر هذه الجائزة من أرفع الجوائز التي يمنحها الاتحاد.

كما فاز اتحاد كتاب فلسطين بالنائب الثاني، ممثلا بالشاعر مراد السوداني، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين. وترشيح فيلم 'المطلوبون الـ18' لجائزة الأوسكار العالمية.

القيادة الفلسطينية تولي اهتماما خاصا بحقل الثقافة

أولت القيادة الفلسطينية اهتماما ملحوظا بالشأن الثقافي المحلي، حيث أعاد الرئيس محمود عباس إحياء جائزة فلسطين التقديرية في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية التي توقفت منذ عام 2000 نظراً للظروف التي تشهدها فلسطين، كما أصدر مرسوما بتشكيل اللجنة التحضيرية لاعتماد مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية عام 2020 برئاسة وزير الثقافة بعد قرار اللجنة الدائمة للثقافة العربية.

إيهاب بسيسو وزيرا للثقافة

وقال وزير الثقافة ايهاب بسيسو، إن الانحياز للفعل الثقافي بكل مكوناته الإبداعية هو جزء أساسي من فعل الصمود الوطني والقدرة على خلق فضاء يتسع للتعددية الفكرية والثراء المعرفي، انحياز للمبادرات الجادة القادرة على حمل الرسالة الوطنية الثقافية هو جزء من تكريس المأسسة الثقافية وتعزيز دور المؤسسة الفاعل ثقافيا ومجتمعيا، وانحياز لجيل يشق مفرداته الإبداعية رغم كل التحديات هو الانحياز للاستمرارية ضد الانقطاع وللبناء ضد الهدم وللفعل ضد الركود فجيل الشباب الذي يرسم ملامحه في شتى حقول المعرفة قادر على مواصلة الطريق بثقة لا تقل جدية عن الأجيال المؤسسة للفعل الثقافي منذ قدم التاريخ، انحياز لقدرة الذاكرة على شحن الحاضر بروح العمل من خلال سير الكبار الذين تركوا لنا مساحات واسعة من الاستمرار هو انحياز لمساهمة الإبداع في صون الهوية الوطنية.

2015 يُغيب أجساد مُبدعين في فلسطين والشتات

غيب الموت في عام 2015 عددا من القامات الأدبية الفلسطينية، أبرزها: الفنان والمبدع والإعلامي بهاء البخاري، وكان الرئيس محمود عباس، قد منحه وسام الثقافة والعلوم والفنون 'مستوى الابداع'، وذلك اعترافا بدوره الأكيد في مسيرة الإبداع في الفن التشكيلي والكاريكاتير.

والبخاري من أشهر رسامي الكاريكاتير على مستوى العالم، ولد في القدس عام 1944 ورسم في العديد من الصحف العربية وكان زميلا للمبدع الراحل ناجي العلي وعملا معا في الصحافة الكويتية.

الكاتبة والقاصة المبدعة نجوى قعوار، التي توفيت في كندا، ولها 12 مؤلفا، كما غيب الروائي محمد مهيب جبر، المولود في مدينة نابلس، تاركا عدد من الأعمال، منها: رواية 6000 ميل، ورواية 90-91، ورواية لعبة الحياة، وانشباك عام 2008، واغتراب عام 2009، ومسرحيتين مترجمتين هما العمالقة النائمون وزوال الخطر.

الفنان الفلسطيني والخطاط ميشيل نجار ابن مدينة عكا، والذي توفي في العاصمة البلجيكية بروكسل، تاركا وراءه إرثا فنيا مبدعا من الأعمال واللوحات الفنية، والفنان التشكيلي محمد الوهيبي، ابن مخيم اليرموك، والمهجر من مدينة طبريا، ويعتبر من أعمدة الفن التشكيلي فلسطينيا وعربيا، ومحمد جابر المولود في بيت سوريك في القدس المحتلة في العام 1961، وترك إرثا ثقافيا متنوعا في القصة والرواية والمقالة والكتابة الصحفية.

كما رحل الفنان عوض أبو عرمانة، المولود في قرية وادي حنين بالرملة، والمهجر الى رفح، وهو من الفنانين الذين التزموا بالخط الوطني طوال حياتهم، وتم اعتقاله أكثر من مرة، والكاتب والروائي الفلسطيني نواف أبو الهيجاء، وتوفي في بيروت، كما توفي في بيروت، الممثل  القدير محمود سعيد، المولود في يافا عام 1941، وانتقل الى مدينة صيدا، واشتهر بدور خالد بن الوليد في فيلم 'الرسالة'، كما رحل الأديب والبروفيسور المقدسي محمد عباد الذي أصدر 93 كتابا باللغة العربية ولغات اخرى، والشاعر محمود دسوقي ابن مدينة الطيبة في فلسطين المحتلة العام 1948، وهو من أبرز شعراء أدب المقاومة والأدب الإنساني، كما رحل أمين سرّ اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين في دمشق الكاتب والمبدع حمزة برقاوي 'أبو طارق'.

نقلا عن وفا