تمثال نصفي لارنست همنغواي في هافانا

على متن يخت كما فعل ارنست همنغواي في نهاية الثلاثينات ، وصل اثنان من احفاد الكاتب الاميركي الاثنين الى كوخيمار في شرق هافانا للاحتفال بالذكرى الستين لنيل جدهما جائزة نوبل للاداب .

وقد رسا جون وباتريك همنغواي في بلدة الصيادين السابقة على متن اربعة يخوت ترافقها حوالى عشرة مراكب صيد تكريما لذكرى الكاتب الشهير الذي عاش اكثر من 20 عاما في كوبا. ويرافق الحفيدان 14 مواطنا اميركيا بينهم صحافيون وخبراء بحريون.

واوضح جون البالغ ستين عاما نجل غريغوري الذي توفي العام 2001 ، بلغة اسبانية جيدة "انه يوم مؤثر جدا. الوصول الى بلدة كوخيمار يرتدي في آن بعدا شخصيا وبعدا تاريخيا".

وللمناسبة تجمع حشد ضم 200 شخص لاستقبالهم في المكان الذي كان يرسو فيه مركب ارنست همنغواي في المياه الشفافة لخليج فلوريدا الذي يربط المحيط الاطلسي بخليج المكسيك.

 ويشكل هذا اليوم ايضا مناسبة للاحتفال بالذكرى الثمانين لشراء الكاتب ليخته الشهير "ايل بيلار". وكان يقود اليخت ويحافظ عليه ويصونه غريغوريو فوينتيس صديق الكاتب وكاتم اسراره وقد توفي العام 2002.

بين عامي 1939 و1960 اقام همنغواي الذي كان يعشق الملاحة والصيد في كوخيمار. وقد اقام صداقات وطيدة مع الصيادين المحليين الذي كانوا يطلقون عليه تحببا لقب "بابا". وقد استوحى من المكان روايته الشهيرة "الرجل المسن والبحر" التي تتناول المواجهة الضروس بين صياد اسماك كوبي مسن وسمكة ضخمة.

بعد انتحاره في العام 1961 استعانت مجموعة من الصيادين المحليين بمرساة وقامت بتذويبها مع قطع برونزية اخرى لصنع تمثال نصفي تحية للكاتب. وقد دشن العام 1962.

وقد وضع جون وباتريك الاثنين امام التمثال باقة من الزهر برفقة عدد من سكان البلدة من بينهم اوسفالدو كريرو بينيا (78 عاما) الذي قال لوكالة فرانس برس "كنت صغيرا عندما تعرفت على همنغواي ،  كنت في الثالثة او الرابعة عشرة الا ان صداقة ربطتنا فيما بعد".

ويتذكر هذا الرجل ذو السحنة السمراء الحفلة الرائعة التي اقامها همنغواي اثر الانتهاء من تصوير الفيلم السينمائي المقتبس عن "الرجل المسن والبحر" من اخراج جون ستوردجز في العام 1958. واوضح اوسفالدو ضاحكا "لقد صاح قائلا : +هذه حفلة للاقطاب او للصيادين+؟ الشخص الوحيد من غير الصيادين الذي تمكن من البقاء على الطاولة هو مانولو اورتيغا" مقدم البرامج التلفزيونية الكوبي الشهير.

 اما ماريو الونسو (85 عاما) فكان يساعد الكاتب وغريغوري على اعداد السمك "كان يعطي كل واحد من +بيسيتا+ (20 سنتا وكان مبلغا مهما في تلك الفترة)".

وقد زار جون الشغوف بالصيد والكتابة وباتريك المصور المحترف كوبا مرات عدة في السابق. الا انها هذه المرة رحلة حج فعلية على خطى جدهما.

وقد ابحرت اليخوت من نادي همنغواي البحري في غرب هافانا ورفعت تلك التي تنقل المواطنين الاميركيين علمي الولايات المتحدة وكوبا في صورة مفعمة بالدلالات خصوصا وان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بينهما منذ العام 1960.

وقال جون الذي يقيم مثل شقيقه باتريك (48 عاما) في كندا ان مبادرات كهذه "قد تفضي الى امور جيدة جدا للولايات المتحدة وكوبا".

واتجه الشقيقان بعد ذلك الى مطعم "لا تيراسا" على الواجهة البحرية الى حيث كان الكاتب يتردد مع غريغوريو وزوجته الاخيرة ماري ويلش. ولا تزال طاولته المفضلة موجودة. وعلى الجدار علقت صورة للقاء بين ارسنت همنغواي والزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو في العام 1960.

وطوال الاسبوع الحالي سيجول باتريك وجون على الاماكن التي كانت يتردد اليها جدهما ومن بينها منزله السابق "فينكا فيخيا".

ويزور الاف الاشخاص سنويا هذه الدارة الواقعة في مدينة سان فرانسيسكو دي بولا المجاورة وقد حولت الى متحف يضم في حديقته يخت "ايل بيلار".