الفنان الكبير فلاديمير تماري

 نعت وزارة الثقافة، الفنان الكبير فلاديمير تماري، الذي رحل، الإثنين، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، حقق فيها العديد من الإنجازات على مستوى الفن التشكيلي والخط والتصميم.

واعتبر وزير الثقافة إيهاب بسيسو، في بيان صحافي، رحيل تماري، الذي يعدّ واحدًا من العلامات البارزة في الفن التشكيلي الفلسطيني، خسارة كبيرة لفنان غادر الوطن لاجئا العام 1948، وبقي الوطن يسكنه طوال حياته.

وشدد بسيسو على أهمية الاستفادة من الإرث الغني لتماري، وإعادة الاعتبار لهذا الإرث بمختلف الطرق، وعلى ضرورة تعميم تجربته لدى الأجيال الشابة لتعريفها بواحد قدم لفلسطين وللفن الكثير حتى آخر يوم في حياته.

وفلاديمير فائق تماري فنان تشكيلي ومصمم خطوط فلسطيني، وُلد في القدس العام 1942، وانتقلت أسرته إلى يافا، ثم هاجرت منها إلى بيروت العام 1948، حيث درس الفن والفيزياء في الجامعة الأميركية فيها، ما بين العامين 1957 و1961، ليدرس بعدها الفنون في مدرسة سانت مارتين في لندن.

وصمّم تماري العام 1963 حرفا طباعيا أسماه "القدس"، كما صمّم في العام التالي جهازا للرسم ثلاثي الأبعاد، قبل أن يسافر للولايات المتحدة الأميركية حيث تعرّف إلى زوجته كيوكو، ليعود بعدها إلى لبنان مقدما أعماله لأوّل مرة فيها.

وعمل تماري في عدد من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في بيروت، رساما للوسائل الإيضاحيّة، حيث أخرج أفلاما عن حياة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين هناك، إلى جانب مشاركته في إخراج فيلم وثائقي عن القدس العام 1967، كما ساهم في إخراج كتاب صور فوتوغرافية عن مجزرة صبرا وشاتيلا، كما شارك في إعداد كتاب "رسوم الأطفال في زمن الحرب".

وبحث تماري كذلك في مجال تطوير الحرف العربي، وكتب دراسات عن الخط المطبعي، وسجّل فكرة اختراع في لندن عن الخط العربي واستخدامه في الطباعة.

وعاش تماري في طوكيو حيث عمل مذيعا باللغة العربية في إذاعة طوكيو ورساما لكتب الأطفال، وله شقيقتان فنانتان هما: التشكيلية فيرا تماري، ومغنية الأوبرا تانيا تماري ناصر.

وتقدمت وزارة الثقافة إلى أسرة تماري وإلى الوسط الثقافي والفني الفلسطيني في الوطن والمهجر عامة، بأحر التعازي، على الخسارة الكبيرة برحيل القامة الفنية البارزة فلاديمير تماري.