إدنبرة - فلسطين اليوم
اكتشف باحثون "كنزا" من القطع الأثرية يعود إلى مجموعة من الناس يطلق عليهم اسم "بيكتس"، في موقع أثري اسكتلندي عمره 1600 عام.
ويقع الحصن الأثري بالقرب من Burghhead على ساحل موراي، ولحق به الدمار إلى حد كبير بسبب اندلاع حريق أثناء غزو الفايكنغ في القرن العاشر. ولسنوات، اعتقد الباحثون أنه لا يوجد سبب كاف لإجراء حفريات أثرية مفصلة في الموقع.
ولكن دراسة جديدة كشفت أن الحريق القديم حافظ على مواد أثرية، مثل دبابيس اللباس والأخشاب وعظام الحيوانات.
ويمكن للاكتشاف أن يسلط الضوء على حياة البيكتس، الذين يشار إليهم أحيانا باسم الأشخاص المفقودين في اسكتلندا، حيث عاشوا في الفترة بين 270 و900 ألف سنة بعد الميلاد. وعندما وصل الفايكنغ إلى Orkney في نهاية القرن الثامن، كانت البيوت مأهولة من قبل البيكتس الذين امتهنوا الصيد والزراعة في المقام الأول وعاشوا في بيوت حجرية.
وتميز البيكتس بأنهم مقاتلون شجعان واجهوا جحافل روما بشدة، قبل أن يختفوا من التاريخ. وعاشت مجموعة القبائل في شرق وشمال اسكتلندا في أواخر العصر الحديدي وأوائل العصور الوسطى. وفي عام 839 ميلادي، قام الفايكنغ بمسح وجود العائلة المالكة "بيكتس" والعديد من القادة المهمين في معركة كبرى. وأجرى علماء الآثار من جامعة Aberdeen، بقيادة الدكتور غوردون نوبل، رئيس قسم الآثار في الجامعة، عمليات تنقيب في موقع الحصن، وذلك في إطار إحدى أكبر عمليات الحفر في اسكتلندا.
وقال نوبل: "أثرت قبائل البيكتس بشكل كبير على شمال اسكتلندا، ولكن نظرا لأنها لم تترك أي سجلات مكتوبة، فإن علم الآثار يشكل الأساس لتوفير الأجوبة فيما يتعلق بحياتها ونفوذها وثقافتها". واستطرد نوبل قائلا: "على الرغم من أنه كان معروفا منذ فترة طويلة أن Burghead كان مكانا مهما جدا، إلا أننا افترضنا أيضا أن قيمته الأثرية فُقدت إلى حد كبير بسبب الدمار الذي أحدثه بناء المدينة الحديثة. ولقد أظهر عملنا حتى الآن أن هذا ليس هو الحال بالتأكيد، وبدلا من ذلك، بدأنا في تصميم صورة لموارد البيكتس في هذا الموقع".
وعثر علماء الآثار على حلقة من البرونز ودبابيس شعر وعُقد الفساتين، كما حددوا "الطبقات الوسطى" التي قد تسفر عن قيمة أثرية كبيرة في تقييم الاقتصاد والحياة اليومية لسكان الحصن. ويُعتقد أن هناك دليلا مهما على أن الحياة المبكرة دُمرت، عندما بدأت أعمال بناء مدينة حديثة في عام 1805. ولكن الدكتور نوبل يقول إن الوقت يظل ملائما للاستفادة الكاملة من Burghead، قبل أن تضيع أسرارها في البحر.
ويذكر أن علماء الآثار بدأوا الحفريات في عام 2015، وعثروا على بقايا البيكتس وعملات أنغلو سكسون لألفرد العظيم. وتمكنوا هذه المرة من الحفر في منطقة جديدة من الموقع، وكشفوا جدارا خشبيا ضخما بارزا يصل ارتفاعه إلى أكثر من 6 أمتار. كما أن للخشب المحترق تأثيرا ملحوظا في الجزء السفلي من الحصن.