تونس ـ فلسطين اليوم
اختارت الجمهورية التونسية، ممثلة بسفارتها وسفيرها لدى دولة فلسطين، الحبيب بن فرح، وزارة الثقافة الفلسطينية، لتحتضن تكريم المخرج ميشيل خليفي من قبل تونس، ورئيسها محمد الباجي قايد السبسي، مانحا خليفي "الصف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة، "تقديرا لتميز أعماله السينمائية، ولإسهاماته الفنية القيّمة في خدمة القضايا العادلة" وأوضح وزير الثقافة إيهاب بسيسو، أنّه "بلا شك هذا يوم مميز على صعيد العمل الثقافي الفلسطيني، لجهة التكريم الذي يستحقه أحد أبرز المخرجين الفلسطينيين ميشيل خليفي، صاحب الأعمال السينمائية الرائدة التي حققت حضورا مهما للرواية الفلسطينية على الساحتين العربية والدولية، بحيث حقق معادلة مواجهة الرواية بالرواية ، رواية الاستعمار بالرواية الفلسطينية القادرة على انتزاع حقوقها من خلال الإبداع، فما قام به ميشيل خليفي على مدار مسيرته الإبداعية يعدّ إضافة نوعية للعمل السينمائي الفلسطيني والعربي".
وأضاف بسيسو أنّ "استضافتنا لخليفي في وزارة الثقافة تأتي من باب التأكيد على جدارتنا بروايتنا الفلسطينية الوطنية، وعلى جدارتنا بالحقوق الثقافية كجزء أصيل من حقوقنا الوطنية التي نسعى من خلالها إلى تثبيت رواية شعبنا، وحقوقنا على أرضنا، من أجل دولتنا الحرّة وعاصمتها القدس الشريف" ووصف بسيسو تكريم جمهورية تونس للمخرج ميشيل خليفي بـ "الحدث الثقافي المميز"، ما يمثل عملًا طبيعيًا لدور تونس الحقيقي، والذي من خلاله نرى بأن العلاقة الفلسطينية التونسية قائمة العديد من المفاصل المشتركة.
وعبّر سفير الجمهورية التونسية، الحبيب بن فرح، لوزير الثقافة وأركان وزارته عن عميق التقدير على حفاوة الاستقبال، والجهود الموصولة لتطوير التعاون الثقافي ما بين تونس وفلسطين الحبيبة، لافتا إلى أن قرار الرئيس التونسي الباجي القايد السبسي منح هذا الوسام الرفيع للمبدع ميشيل خليفي ليس إلا تقديرا من تونس قيادة ومثقفين وشعبا، لتميز أعماله السينمائية، خاصة في خدمة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال بن فرح إن "هذا التكريم الذي استحقه عن جدارة وامتياز ميشيل خليفي، إنما هو أيضا تكريم من تونس ورئيسها وشعبها، وثورتها: ثورة الحرية والكرامة لشقيقتها فلسطين، التي تشكل بمبدعيها وكامل مثقفيها من مختلف أطيافهم شعاع النور لمستقبل أقل ظلاما، كما هو تكريم للسينما الفلسطينية التي استطاعت أن تكون أداة مؤثرة من أجل الحرية والانعتاق والكرامة، في إطار قضية فلسطين العادلة التي شغلت الدنيا وشكلت مصادر إلهام للكثيرين من المثقفين والمبدعين في العالم، عبر نصوص، والحان، وأفلام في مختلف جميع أنحاء العالم، تنشد كلها الخلاص لشعب لا يطلب من العالم سوى الحرية التي لها معنى واحد تشترك به الإنسانية جمعاء، وهو ما جسده شعب تونس بشعار "الشعب يريد".
وعبّر المخرج ميشيل خليفي عن سعادته بهذا التكريم، لافتا إلى أن الدولة العربية التي يزورها كانت تونس، وأنه استفاد من مخرجين عمالقة من التونسيين المقيمين في بلجيكا، وأنه اشترك في إنتاج أفلام تونسية، معتبرا نفسه جزءا من تونس علاوة على كونه فلسطينيا، خاتما كلمته بالتأكيد على أن "تونس بالقلب".